حقيقة الأزمة بين إعلام الأسد وقناتي المنار والميادين
ضجت وسائل الاعلام مساء الجمعة الفائتة بتصريحات نسبت لبثينة شعبان ، المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة النظام السوري ، مفادها انتقادات وجهتها شعبان إلى وسائل اعلام تعمل في الداخل السوري وتقوم بتغطية الحرب في سورية ( في إشارة إلى قناتي المنار والميادين التابعتين لحزب الله اللبناني ).. حيث جاء الانتقاد - بحسب صحيفة الحياة اللندنية - على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ما حرفيته : "أن بعض المحطات الصديقة أقدمت في الآونة الأخيرة على بث مقابلات وتقارير توحي نوعاً ما بأن سورية ودولتها لم تكن لتصمد لولا دعم فلان وفلان من الدول والأحزاب، وهذا أمر مرفوض، سورية صمدت بشعبها الذي قدم إلى الآن أكثر من ربع مليون شهيد" .. .
وأضافت الصحيفة ما نسبته إلى شعبان قولها :" وزارة الاعلام في الدولة السورية اتخذت بعض الإجراءات المبنية على توجهات الدولة التي أسست العلاقات بين سورية وغيرها على أساس الاحترام المتبادل ".. .
هذا التصريح رافقه دعم الاعلام السوري الذي كثّف في اليومين الماضيين من بث الأغاني الوطنية التي تصور تدريبات الجيش النظامي وتمدحه وتمجد بطولاته وجسارته ، في تلميح إلى أن قوة هذا الجيش وإرادته وعزيمته " التي لا تقهر " هي من استطاعت أن تصمد في وجه الإرهاب المسلح والمؤامرة الكونية على سورية وقائدها ( وفق خطاب النظام السوري في إعلامه الرسمي ) ...
شعبان ، نفت سريعا صباح السبت ما نقلته صحيفة الحياة اللندنية من تصريحات نُسبت إليها، وأكدت عدم وجود أي صفحة لها على الفيسبوك.. معتبرةً عمل الصحيفة غير مهني وغير موضوعي وغير أخلاقي حيث كان يفترض بالصحيفة قبل نشر مثل هذه التصريحات الاتصال بشعبان والتأكد منها شخصياً، مشددةً على وجود عامل سوء النية من وراء هذه العملية.
ورغم نفي شعبان للتصريحات المنسوبة إليها عبر قناة الميادين تحديداً للتأكيد على " أهمية ووحدة التعاون الاعلامي والسياسي والعسكري بين سورية وحزب الله في لبنان اللذين يُعدان جبهة مقاومة واحدة في مواجهة أعداء سورية الذين يخدمون الصهيونية " وفق نفيها ، إلا أنه يجب أن لا نغفل التلميح الذي صدر منذ أيام من صحيفة لبنانية مقربة من (حزب الله) في اتخاذ الحكومة السورية اجراءات بحق محطتي المنار والميادين ، من ضمنها منعهما من البث المباشر من داخل سورية .. وما نشرته مواقع الكترونية عن مصادر مطلعة في بيروت قولها: " أن قناة الميادين اتخذت قراراً صامتاً بتقليص تغطيتها الإخبارية في سورية بعد قرار من سلطات دمشق بوقف البث المباشر للقناة من مناطق المعارك إلا بإذن رسمي".. .
كذلك يجب أن لا نغفل التصريحات المتكررة التي صدرت مراراً عن مسؤولين في حزب الله مفادها : أنه لولا وجود عناصر حزب الله في سورية إلى جانب النظام السوري لسقط بشار في ساعتين..
وعليه ، فإن أزمة اعلامية قائمة بالفعل بين الاعلام الرسمي السوري وقنوات حزب الله في لبنان ، بدليل اعتبار النظام أي ظهور للمعارك الدائرة في سورية في صورة لا تتطابق مع ما يريد أن يصوره ويبثه الاعلام الرسمي السوري هو اعتداء على السيادة السورية ( بحسب أحد مسؤولي النظام ) .
وهذا يعني أنه وبرغم دعم هاتين القناتين (المنار والميادين) للنظام في حربه الاعلامية ضد الاعلام المعادي للنظام السوري، فإن حركة القناتين وتوجهاتهما ومضمون ما تبثانه وتقدمانه مقرون بموافقة النظام السوري عليه!! .
فهل ستنتقل هذه الأزمة – رغم نفي بثينة شعبان لها واتهام مروّجيها بأنهم يسعون للإيقاع بين نظام الأسد وحزب الله - لتشمل الصعيدين السياسي والعسكري حيث خسر حسن نصر الله إلى الآن أكثر من ١٨٥٠ عنصرا من عصابته في الحرب الدائرة في سورية ؟ ..
هل سيبقى ليتحمل خسارات جديدة ومزيداً من الإهانات؟ ..
وما حقيقة أن الموقع الالكتروني ( النشرة ) التابع لميشيل عون (حليف النظام والطامع برئاسة لبنان) هو أول من نشر تصريحات بثينة شعبان ؟ ما الذي يسعى إليه الجنرال عون من وراء نشر مثل هذا الخبر؟ ..
الأيام القادمة ستجيب عن مثل هذه الأسئلة .
د . فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews