وداعاً الحرس القديم
مرت أصعب انتخابات رياضية في تاريخ مصر التي دفع طاهر أبوزيد وزير الرياضة السابق منصبه ثمناً لإقامتهاً في موعدهاً دون تأجيل أو انتظار لوضع القانون الجديد الذي حددت اللجنة الأولمبية الدولية لمصر فترة ما بين ستة أشهر الى عام لإقراره بشكل نهائي وطبقاً لبنوده تجري الانتخابات وما تبعه من صدام حاد بين اللجنة الأوليمبية والوزير السابق انتهت بإقالته وجمع الرياضة مع الشباب في حقيبة وزارية واحدة تولاها المهندس خالد عبدالعزيز الذي نجح في نزع فتيل الأزمة وإرضاء كل الأطراف.
وبقدر المشكلات التي فجرتهاً الانتخابات بين طاهر أبوزيد وزير الرياضة السابق وأطراف أخرى عديدة دخلت في صراعات عنيفة معه فإنهاً أيضاً ستبقي نقطة فارقة في تاريخ الرياضة المصرية لأنهاً حملت كل المتناقضات وجاءت في أندية كثيرة أشبه بثورة على طريقة 25 يناير وفي أندية أخرى كانت أشبه بالثورات المضادة الرافضة للتغيير المرحبة بالوجوه القديمة بل إنهاً أعادت بعض رجال العصر القديم للواجهة من جديد.. ولكن يبقى أن الرغبة في التغيير والبحث عن الوجوه غير المستهلكة كانت السمة الغالبة للانتخابات التي شهدتهاً الأندية في الأيام القليلة الماضية.
والنموذج الأكثر وضوحاً للتغيير كان في النادي الأهلي أكبر أندية مصر الذي قاد رجاله ثورة كبيرة للتغيير ضربوا فيهاً الحرس القديم ورجاله في مقتل بل إنها ستبقى لفترة طويلة خاضعة للدراسة ولن تمر بسهولة لأنها أثبتت حقائق لا جدال ولا ريب فيها أن هناك أساطير من وهم صنعها الإعلام وصدقهاً البسطاء وعامة الجماهير مثل حسن حمدي ومدى تأثيره على إرادة أعضاء الجمعية العمومية في النادي.
وأثبتت الانتخابات بعد اكتساح قائمة المهندس محمود طاهر الخصم التقليدي لحسن حمدي ومجلس إدارته وفوزهاً بجميع المقاعد داخل مجلس الإدارة أن رئيس النادي الأهلي لم يكن ذلك الرجل القوي لا هو ولا نائبه محمود الخطيب ليس ذلك فقط بل إنهاً تضع علامات استفهام واضحة وصريحة وضخمة عن الطرق التي كان يفوز من خلالهاً حسن حمدي ورجاله في الانتخابات السابقة وهل كانت تتم بطرق مشروعة شريفة أم بأساليب ملتوية على طريقة الانتخابات السياسية قبل ثورة 52 يناير التي كان يحتكرها الحزب الوطني المنحل.
إن هناك الكثير من الشواهد التي تثبت أن حسن حمدي ورجاله لم يكونوا يديرون الانتخابات بشفافية ولا بنزاهة بدليل الاعترافات التي قدمهاً بعض الرجال لمحمود طاهر وأفراد قائمته عن التزوير الذي كان يتم في الانتخابات الماضية وكيف كان يتم تبديل بعض الصناديق بأخرى لصالح مرشحين بذاتهم أو تحديداً لصالح قائمة حسن حمدي ورجاله أو كيف كان يتم تعمد مغالطة الأرقام الحسابية لعدد الأصوات التي يحصل عليها مرشحو المعارضة لحسن حمدى.
إن هناك اعترافات موثقة وواضحة يعلمها ويعرفها كل الذين عملوا في الحملة الانتخابية للمهندس محمود طاهر بعدما تم الوصول للمجموعات التي تحترف التزوير لتحييدهم تماما وضمان عدم تكرارهم لسيناريو التزوير الأسود الذي دفع ثمنه من قبل محمود طاهر نفسه وهو ما يتطلب فتح تحقيقات كبيرة وواسعة وشاملة لعقاب كل الذين تورطوا في مثل هذه الأشياء حتي يكونوا عبرة لأي شخص يفكر في تزوير إرادة أحد ولو كان في انتخابات رياضية.
(استاد الدوحة 2014-04-06)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews