خمس نقاط كسبتها إسرائيل من انقلاب السيسي
جي بي سي نيوز - : قال تقدير إستراتيجي صادر عن مركز (الزيتونة) ونشرته صحيفة هآرتس العبرية الثلاثاء : إنه لم يكن من المفاجئ احتفاء الإسرائيليين، لا سيما النخب الحاكمة والمثقفة بالانقلاب، حيث أن محافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب رأت أن الانقلاب قد حسن بشكل كبير من البيئة الإستراتيجية لإسرائيل عبر الإسهامات التالية :
أولاً: ضمِن الانقلاب مواصلة مصر احترام اتفاقية (كامب ديفيد)، التي تعد أحد أعمدة الأمن القومي الإسرائيلي، نظرًا لأنها ضمنت خروج مصر من دائرة العداء مع إسرائيل، فقد كان الكثير من الأوساط السياسية والإستراتيجية في إسرائيل ينطلق من افتراض مفاده أن تفجر ثورة 25 يناير، وانتخاب مرسي للرئاسة، وصعود الإسلام السياسي يسهم في بلورة ظروف تقود إلى إلغاء (كامب ديفيد).
ثانياً: سماح قادة الانقلاب باستعادة بعض مظاهر الشراكة الإستراتيجية التي كانت قائمة في ظل نظام مبارك، وقد تجلت أهم هذه المظاهر في تشديد الحصار على قطاع غزة، ومحاولات نزع الشرعية عن المقاومة الفلسطينية، من خلال حملات التشويه الإعلامي الممنهج. في حين أن حكم مرسي كان قد خفف من ظروف الحصار، كما حسن من شروط المقاومة في مواجهة إسرائيل من خلال مواقفه الإيجابية أثناء الحملة العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على القطاع في تشرين الثاني /نوفمبر 2012، حيث لعبت الدبلوماسية المصرية النشطة دورًا مهماً في وقف العدوان الإسرائيلي، وفي الموافقة الإسرائيلية على فك الحصار عن القطاع.
ثالثاً: أدى الانقلاب إلى تخفيف الضغوط والتكاليف المتزايدة التي تثقل الاقتصاد الإسرائيلي، فقد أدى إلى درجة أعلى من الاطمئنان، حيث سمحت بتخفيف الإجراءات التي وضعها الجيش الإسرائيلي بعد ثورة 25 يناير وبعد انتخاب مرسي، والتي نصت على إعداد المزيد من الفرق والألوية العسكرية، والزج بها على الحدود مع مصر أو بالقرب منها، علاوة على إقامة مطارات ومنشآت حربية جديدة، وهذه المشاريع كانت ستكلف الخزانة العامة مليارات الدولارات.
رابعاً: بعث الانقلاب الحياة في محور الاعتدال العربي، الذي كان مهددًا بالاندثار، وهذا يسمح بتوفير البيئة العربية الداعمة لمسار التسوية السلمية، وبناء علاقات سياسية وتطبيعية محتملة مع إسرائيل، وإيجاد بيئة صديقة للولايات المتحدة، والتي هي الحليف والشريك الأساسي لإسرائيل.
خامساً: إن الانقلاب في مصر شكل ضربة قاسية للثورات والتغيّرات في العالم العربي، كما شكل ضربة قاسية للإسلام السياسي، وهو ما عدته إسرائيل مكسبًا، حيث كانت دوائر صناعة القرار الإسرائيلي تخشى من تغيّر البيئة الإستراتيجية المحيطة بإسرائيل، من خلال نشوء أنظمة معادية، تعبر عن الإرادة الحرة للإنسان العربي، وتسعى لاستكمال عناصر القوة وبناء حالة نهضوية تؤدي إلى تغير الموازين لصالح الجانب العربي المسلم. وخلص التقدير إلى القول إن إدراك إسرائيل للدور الذي يلعبه الانقلاب في تحسين بيئتها الإستراتيجية، دفع صناع القرار فيها إلى التحرك بشكل فاعل للمساعدة في تثبيت أركان الانقلاب، من خلال دعم عملية تأمين شرعية دولية له، عبر تحرك دبلوماسي ودعائي نشط في أوروبا والولايات المتحدة، والمحافل الدولية. بل والسعي لتوفير دعم اقتصادي له، حيث برز تحرك إسرائيلي لدى كل من الإدارة والكونغرس والنخبة الإعلامية الأمريكية، لإقناعها بعدم قطع المساعداتعن الجيش ، علاوة على طرح الإسرائيليين أفكارًا حول هذه القضية، مثل خطط ٍعلى غرار خطة (مارشال)، التي أقدم عليها الغرب لإنهاض ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews