شاب فلسطيني يصنع مجسمات آلية مذهلة باستخدام النفايات
جي بي سي نيوز - يستخدم الشاب الفلسطيني، عيد الهذالين، مخلفات الحديد والبلاستيك في صناعة مجسمات لجرافات وشاحنات وطائرات وآلات زراعية، تبدو وكأنها من إنتاج مصنع متخصص. وقال الهذالين خلال افتتاح معرضه "ورشة عيد" الإثنين، في مركز خليل السكاكيني في رام الله: "منذ كان عمري 12 عاماً، وأنا لدي هواية صناعة السيارات والجرافات والطائرات"، مضيفاً "لم أدرس ولكني علمت نفسي بنفسي وطورت ما أقوم به مع الأيام."
واختار الهذالين أن يحضر إلى المعرض مجسماً لجرافة وطائرة هليكوبتر، وسيارة شحن وجرار زارعي، وذكر أن لديه مجسمات أخرى في المنزل لم يتمكن من إحضارها لكبر حجمها.
وتبدو المجسمات التي صنعت بدقة كأنها من إنتاج ذلك المصنع الذي أنتج الآلات الكبيرة التي حملت أسماء ماركات عالمية، كما يحرص الهذالين، الذي لا يستخدم سوى معدات يدوية في صنع مجسماته، على أن تحتوي هذه المجسمات أدق التفاصيل وترى مثلاً الجرافة تشتمل على كل خصائص حركة الجرافة العادية.
معاناة قرية
ويستخدم هذا الشاب في صناعة المجسمات كل ما يجده من مخلفات في الطبيعة من حديد أو الومنيوم أو أقراص مدمجة (سي.دي) أو بلاستيك إضافة إلى الأسلاك لربط القطع ببعضها البعض.
ويبرهن الهذالين على أن المجسمات المعروضة من إنتاجه وأنه نفذها في ورشة صغيرة في منزله بالقرية التي تفتقر على ما يبدو لمقومات الحياة الحديثة من خلال فيلم وثائقي قصير مدته ثماني دقائق يصور مراحل صنع بعض تلك المجسمات.
ويستغل الهذالين الفيلم الذي يبثه على صفحته على الإنترنت ليشرح معاناة قريته التي تحيط بها مستوطنة الكرمل التي تتوسع باستمرار في حين يعيش سكان قريته تحت التهديد والطرد.
وقال: "لقد خبرت الجرافات جيداً، لقد كانت تأتي لتهدم المنازل في قريتنا كما أني أشاهد الطائرات والدبابات بشكل يومي فنحن نعيش في منطقة تدريبات عسكرية."
وأضاف "البعض لا يعجبه ما أقوم به، لأن هذه الآليات تعمل على تدمير حياتنا ولكني أريد ان أفكر بالأشياء بطريقة مختلفة لماذا لا نفكر في الأشياء الايجابية ربما تساعدنا على العيش."
أم الخير
ويطمح الهذالين لأن يكون نموذجاً لأبناء قريته ليمارس كل منهم هوايته سواء كان ذلك في الغناء أو الموسيقى أو الشعر أو أي شيء آخر يحبون القيام به.
ويستغرق عمل مجسم لجرافة أو طائرة من أسبوعين إلى ثلاثة حسب وقت فراغه، حيث يعمل الهذالين باحثاً ميدانياً في مؤسسة مدنية، ويقول: "أنا لا أرسم المجسم الذي أريد عمله وإنما أبدأ بالتنفيذ مباشرة كما يمكنني ان أعمل أي مجسم تريده من الآلات، فقط أحضر لي الصورة."
وكتب على مدخل المعرض الذي يستمر إلى السادس من الشهر الجاري "عيد فنان من قرية أم الخير البدوية بمنطقة المسافر جنوبي الخليل، تعلم الفن ذاتياً، يعمل بشكل ملهم مثير للانطباع على تحويل بقايا مواد يعثر عليها في محيطه المتقشف إلى نماذج رائعة لمركبات تشكل جزءاً من الحياة اليومية في قريته".
وكتب أيضاً "تلك المركبات في حجمها الطبيعي ليست سوى آليات ضخمة للاحتلال الاسرائيلي ولكن النماذج الصغيرة التي يصنعها عيد بنفسه بكل شغف وجمال وإتقان مشحونة بطاقة اللعب والطفولة والسخرية."
ويحرص الهذالين على تلوين المجسمات تماماً كما الآليات الحقيقية مع العلامات الخاصة بها، وأضاف "هذا العمل بالنسبة لي فن وليس مهنة، هذا الفن يمكن له أن يوصل معاناة سكان قريتنا لقد سبق وأن شاركت في معرض في بريطانيا وشرحت ما تقوم به بعض هذه الآليات من تدمير لمنازلنا".
ويأمل الهذالين أن يصبح لديه يوماً ما متحف أو معرض صغير يضع فيه ما ينتج ويكون مفتوحا أمام الناس لمشاهدته. وقال "الناس سيعطونني الأمل والدعم والتشجيع لأن فني يشجعني ويجعلني أقوى."
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews