Date : 21,09,2024, Time : 11:23:51 PM
3883 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 26 ربيع الأول 1435هـ - 28 يناير 2014م 12:28 ص

الإنتخابات الرئاسية في الجزائر

الإنتخابات الرئاسية في الجزائر
محمد الأشهب

بكل المقاييس، لن يكون مرشحو الرئاسيات في الجزائر هذه المرة أرانب سباق، فالظروف مواتية لأن يتسم الاستحقاق الانتخابي بقدر أكبر من المنافسة، تجعله قابلاً لأن يعكس سمات المرحلة داخلياً وإقليمياً، وإن لم تخل الترشيحات من ملء الفراغ.

بصرف النظر عن الوضع الصحي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، فإن محطة نيسان (أبريل) المقبل، ستكون الأولى من نوعها التي تواجه فيها الجزائر نفسها، منذ هبوب إعصار ما يعرف بالربيع العربي. ذلك أن صمود النظام إن كان استند إلى المخاوف الناشئة حيال اجتياز الجزائر عشرية سوداء، لا يرغب أي طرف في تكرار تداعياتها، فإنه وجد في التداعيات السلبية لكرة الثلج التي هوت إلى غير ما كان متوقعاً، فرصة سانحة لتأكيد أن الخيار الذي نهجته البلاد في التعاطي والإعصار العربي، مدعاة للارتياح. أقله أن المتنافسين على الدخول إلى قصر المرادية الذي لم يفرغ بعد من ساكنه، سيذهبون إلى صناديق الاقتراع والدولة قائمة.

لويزة حنون وعلي بن فليس وأحمد بن بيتور وباقي أفراد الكوكبة سيضفون على المنافسات بعداً ديموقراطياً يحتاج الرئيس بوتفليقة أكثر من غيره للإعلان عن خوضه غمار عهدة رابعة. فهو في حال إصراره على عدم مغادرة قصر المرادية، بدافع المتاعب الصحية التي لم تعد سراً، سيجد عبر خصومه السياسيين مبرراً كافياً. أقله أن الذين نافسوه في استحقاقات سابقة لم يظفروا بغير نسب قليلة لا تقاس باكتساحه المشهد. وقد يعمد ومناصروه الأقربون في دواليب السلطة إلى اختراع منصب نائب الرئيس لصرف الاهتمام عن حاله الصحية، إذ يبقى مجرد رمز في واقع متحرك، لا يريد الماسكون بزمام الأمور أن ينفلت من بين أياديهم.

ولعل إرجاء الإعلان عن ترشح بوتفليقة لخلافة نفسه، يعود في جانب كبير إلى انتظار ما ستؤول إليه سباقات الترشح التي تعكس في مجملها صراعاً خفياً بين دعاة التغيير الهادئ الذي يتمكن الجمهور من ابتلاعه من دون حرج، وبين مناصري الاستمرارية في ظل مواصفات جديدة، ليس أقلها تقليم أظافر لوبيات ومراكز نفوذ، ولو بطريقة قسرية، تفيد من حال الرجل الذي يعاني. ويكشف بنظرة حسرة، إذ تعوزه القدرة على الحركة. وأغلب الظن أن تزايد أعداد المرشحين يميل إلى ترجيح كفة المحافظين الذين يرون في التجديد لبوتفليقة مخرجاً سياسياً، طالما أن حظوظ المتنافسين لا ترتفع إلى مستوى المخاطرة. فثمة وجوه وأسماء ترقب ما بعد جولات الرئاسة للدخول على خط الترتيبات الملحة، من دون عناء. فالتعاطي والفترة الراهنة يبدو مثل آخر نفس للخروج من عنق الزجاجة، فيما أن ما بعد الانتخابات سيكون أقل مدعاة للقلق، في حال تعزز نفوذ الذين يخوضون المناسبة من وراء الستار. أي إعادة بوتفليقة إلى الواجهة لفترة لن تطول.

كيفما كان الحال فصراع السلطة داخل الجزائر لن يكون مثل الأحداث التي تعرفها بلدان أخرى، راهنت على ربيع احترقت أوراقه قبل أن تينع. والأكيد أن خوض أشواط الصراع مع وجود بوتفليقة، ولو شكلياً، أفضل منه في حال رحيله عن قصر المرادية، لأن ذلك يجعل التدافع أقل مخاطرة. ومن ضمن سيناريوات حضوره، ما يفسر كيف أن هاجس الحذر ما زال يهيمن على كشف أوراق المتنافسين كافة. فقد دأبت الجزائر على إخراج الورقة الرابحة من تحت القبعات. وأسعف انتخاب رئيس مدني، عبر تجربة بوتفليقة، أصحاب الأقدام الثقيلة في الانسحاب من الواجهة، لكن من دون ترك مقاعد الحدائق الخلفية شاغرة. لا رابط بين أوضاع مصر والجزائر. لكن الصورة التي يظهر بها الفريق أول عبدالفتاح السيسي، تبدو مغرية أمام تجارب أخرى، ليس أبعدها أن الجيش الجزائري خاض معركته في مواجهة التطرف والإرهاب. وتمكنت البلاد من التقاط الأنفاس. ولا مانع والحالة هذه من أن يخوضها ثانية، لكن عبر واجهات أخرى. مع أن الراجح أن المتنافسين على الرئاسيات يضعون في الاعتبار عدم تكرار مناطق الظل التي تخفي حقائق الصراع. وكما يضع المصريون أيديهم على قلوبهم حيال تفادي العشرية الجزائرية القاسية، يرصد الجزائريون مآل ثلاثية القاهرة إلى أين تقود. وفي ذهن بعضهم أن عودة الجيش أقل ضرراً، حين تجيء من صناديق الاقتراع وليس على ظهور الدبابات.

من قال إن الديموقراطيات العربية بعيدة من تأثير مراكز النفوذ، عندما تختلط الأوراق وتغيم الأجواء، في انتظار أمطار الرحمة التي تنقد أزهار الربيع الذابلة.

( الحياة 28/1/2014 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد