جنيف ٢ نصر دبلوماسي للسوريين الأحرار
يترافق هذا العام مع الذكرى الثالثة لثورة ٢٥ يناير التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، العديد من الانجارات في مختلف المناطق المصرية والتي ذهب ضحيتها قتلى وجرحى وأضرار مادية بالغة..
غرفم فداحة الأحداث ودلالاتها في هذا التوقيت بالذات، إلا أن أنظار العالم وبخاصة السوريين تتجه نحو مؤتمر جنيف ٢ الذي تُعقد عليه الآمال حيث أثبتت الأيام القليلة الماضية للرأي العام الغربي أن لا حق يضيع ومن ورائه مُطالب ...
الحق كل الحق مع الشعب السوري الذي عانى من ويلات وبطش وإجرام نظام الأسد على مدى ٤٠ عاماً والذي تجلّت ذروته في الثلاث سنوات الأخيرة هي عمر الثورة السورية ..
لقد تابعنا جميعُنا خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف٢ في مدينة مونترو السويسرية الكلمات الافتتاحية لدول العالم التي كانت في غالبيتها إلى جانب الشعب السوري والمعارضة الوطنية السورية..
وبينما جاءت كلمة أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض مكثفة وعميقة ومؤثرة مُلخصةً الأوضاع في سورية وكان أداء الجربا وحضوره متوازناً، بدا وزير خارجية الأسد وليد المعلم وهو المتمرس سياسياً في المحافل الدولية ضعيفاً رخواً مثيراً للشفقة ومدعاة للسخرية – كيف لا وهو يمثل محامي الشيطان- لقد تجاوز المعلم منذ البداية الأعراف البروتوكولية عندما تجاوز الوقت المخصص للكلمة المحدد بـ١٠ دقائق ليكون خطابه ٣٥ دقيقة خطاباً بعثياً كاذباً مُحرّفاً للحقائق..
وبينما كان حضور المعارضة السورية ككل، وفد الائتلاف والاعلاميين المرافقين والسوريين الأحرار خارج القاعات الذين حملوا صور المعتقلين واللافتات والأعلام بصمتٍ مدوّي، حضوراً مؤثراً..
كان سلوك وفد النظام السوري يُعبر عن الاستهتار والفجاجة حيث تابعناهم يرفضون أي حديث صحفي مع أي صحفي سوري معارض.. كما تابعنا بثينة شعبان مستشارة بشار الأسد للشؤون الاعلامية تتحدث لقناة سكاي نيوز الانكليزية بتوتر واضح وعصبية، لا تجيب على الأسئلة وتُحرّف الحقائق وتتحدث فقط عن الإرهاب بحسب ما لُقنت في دمشق من قبل المخابرات السورية ..
كذلك صحفيو النظام الذين كانوا يسخرون ويضحكون ويثيرون المشاكل وكأن ما يجري على أرض وطنهم سورية يستحق هذا الضحك والسخرية ..
وأما شبيحة النظام في خارج القاعات الرسمية فلم يتوانوا عن مهاجمة وسب وشتيمة المعارضة وتذكيرهم بحمص في الدلالة على تدميرهم لمدينة حمص التي منذ بداية الثورة أطلقت صرختها عالياً ضد نظام الإجرام، فما كان من الأسد وعصابته إلا تدمير هذه المدينة العريقة تجسيداً لشعار شبيحته " الأسد أو نحرق البلد"!!
كل هذه المواقف كانت كفيلة بأن تُظهر للرأي العام الغربي وعبر وسائل إعلامه من هو صاحب الحق..
وإلا ما كانت مذيعة قناة سكاي نيوز الانكليزية لتهاجم بثينة شعبان عندما سألتها: ماذا تفعلون بالمعتقلين لديكم في سورية؟ في إشارة إلى الصورة المُسرّبة التي ظهرت مؤخراً والتي تبين علامات التجويع والتعذيب المُمارسة على المعتقلين والتي أدت إلى استشهاد ١١٠٠٠ معتقل!!
لم تتحمل المذيعة جواب بثينة شعبان التي قالت: غريبون أنتم دول غربية مسيحية لم تحركوا ساكناً لاختطاف ١١ راهبة..
هكذا كان جواب بثينة شعبان مستشارة المجرم بشار الأسد للشؤون الاعلامية التي تجاوزت ١١٠٠٠ قتيلاً لتتحدث عن ١١ راهبة في محاولة لاستمالة الغرب المسيحي!!
لكن رغم كل ما قام به الأسد ونظامه المجرم منذ بداية الثورة من تخويفٍ للأقليات في سورية من مخاطر مغادرة الأسد الحكم على أساس أنه حامي الأقليات.. ورغم اصطحابه في وفده الرسمي المُفاوض في جنيف ٢ لمطران القدس في المنفى (هيلاريون كبوتشي) إلا أن ذلك كله لم يحرك مشاعر الغرب ولم يترك لديهم أية تأثير.
إن هذه المؤشرات جميعها تشير إلى أن الكفة إلى الآن تصب في مصلحة المعارضة السورية الوطنية الذين يحملون على عاتقهم آمال الشعب السوري الحر وهي مسؤولية عظيمة عليهم أن لا يخيبوها.
فرغم المؤشرات والمصادر الدبلوماسية التي تقول بأن المفاوضات لن تكون سهلة بسبب حجم الهوة بين وفد نظام الأسد الذي يرفض تماماً تنحي الأسد عن السلطة، وبين مواقف وفد الائتلاف المعارض ومطالبه التي تنص على الالتزام بمقررات جنيف١ وبخاصة بند تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة بما فيها المخابرات والجيش على أن لا يكون الأسد جزءاً منها..إلا أن هذا الانتصار المعنوي والدبلوماسي لفريق الائتلاف كفيلٌ برفع الثقة في نفوس السوريين الأحرار الذين أرجو أن لا يغرّهم المديح والثناء لأن معركة السياسة في بدايتها والانتصار المعنوي ليس كل شيء، المطلوب من السوريين اليوم أن تكاتف كل الجهود ونبذ أي اختلافات مهما كان حجمها لأن المعركة ليست سهلة وهي مستمرة..
على الائتلاف المعارض الذي يمثل السوريين الأحرار في هذه اللحظات التاريخية المصيرية ( بغض النظر عن اختلاف السوريين حول هذا الأمر ونتحدث هنا عن اجتماع دولي ) .. عليه أن يكون على قدر الدم لأن الدم أمانة.. وعلى قدر الوفاء لتضحيات شهداء سورية الأحرار والشعب السوري العظيم .
د . فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews