Date : 31,01,2025, Time : 05:16:40 PM
7766 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 20 ربيع الثاني 1434هـ - 03 مارس 2013م 04:15 ص

عين واشنطن على طهران وليس على دمشق!

عين واشنطن على طهران وليس على دمشق!
خالد الدخيل

يقوم وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري هذه الأيام بجولة في المنطقة، وسيكون اليوم الأحد موعد زيارته لكل من الرياض وأبوظبي والدوحة، ومن أبرز الملفات التي تناولها الوزير في جولته هذه ملف الأزمة السورية.

لم يأتِ الوزير معه بجديد، لا حول هذا الملف ولا حول الملف الفلسطيني. هل هناك علاقة لهذين الملفين بالموقف الأميركي من الثورة السورية؟ من بين ما كشفته هذه الثورة منذ أيامها الأولى، أن الموقف الأميركي يتسم بنعومة وطول بال استثنائيين مع طرفي ما يعرف في منطقتنا بـ «جبهة الممانعة» إيران وسورية. قارن موقف إدارة أوباما بين الثورات العربية وستجد فروقاً لم تخطر على بال كثيرين، فمثلاً لم تستغرق الثورة المصرية أكثر من 18 يوماً قبل أن تفرض على الرئيس السابق حسني مبارك التنحي عن منصبه، وهو كان من بين أبرز حلفاء واشنطن وأهمهم. بأخذ هذا الأمر في الاعتبار، معطوفاً على عدد الأيام التي لزمت لتنحي مبارك، كان المفترض أن الوقت لم يكن كافياً لأن يتخذ الرئيس أوباما موقفاً يطالب فيه صديق واشنطن بالبدء فوراً بعملية انتقالية. بعبارة أخرى، بعد ستة أيام من بدء الثورة المصرية، وفق صحيفة الـ«واشنطن بوست»، كان الرئيس الأميركي يلمح إلى ضرورة تنحي الرئيس مبارك. في المقابل، كان الموقف الأميركي أكثر بطئاً في الاستجابة لتطورات الثورة السورية، فحتى 12 تموز (يوليو) 2011، أي بعد خمسة أشهر من بداية الثورة السورية، لم يطالب الرئيس أوباما نظيره السوري بالتنحي، على رغم دموية القمع الذي باشرته القوات السورية ضد المتظاهرين منذ اليوم الأول، وعلى رغم أن عدد القتلى في 11 تموز 2011 كان وصل -وفق الأمم المتحدة- إلى 1500 قتيل. السياسة متوحشة أحياناً، وستتضاعف هذه الوحشية مع تضاعف مأساة الأزمة السورية.

كيف يمكن تفسير هذا الاختلاف في موقف الإدارة ذاتها من أحداث متشابهة في طبيعتها وفي حجمها وفي أهميتها؟ لا يمكن أن يكون النفط هو العامل الأهم هنا، لأن حجم المخزون النفطي لكل من مصر وسورية متقارب، ولا يمكن أن يقدم تفسيراً مقنعاً. يتضاعف إشكال الموقف الأميركي عندما نلاحظ أن إدارة أوباما وبعد مرور عامين على الثورة ووصول عدد ضحاياها من القتلى فقط إلى أكثر من 70 ألفاً، تتمسك بموقفين متناقضين من الأزمة السورية: اقتناع أوباما بأن تنحي بشار الأسد ضروري للتوصل إلى حلّ للأزمة، وفي الوقت نفسه رفضه -عكس ما يرى أغلب مستشاريه- تزويد الثوار السوريين بما يحتاجونه من أسلحة لحماية أنفسهم وحماية المناطق التي يسيطرون عليها من طائرات الرئيس السوري وصواريخه. مصدر التناقض أن إدارة أوباما تعرف أن النظام السوري نظام أمني ضخم وقاتل ومدجج بكل أنظمة التسليح الممكنة، بما في ذلك الأسلحة الكيماوية، وتعرف الإدارة أيضاً أن هذا النظام يحظى بدعم عسكري ومالي وسياسي من إيران وروسيا، وأنه من دون هذا الدعم لم يكن في إمكان هذا النظام الصمود لعامين حتى الآن في وجه ثورة شعبية وعقوبات وعزلة دولية وإقليمية، وعلى رغم ذلك لا تكتفي إدارة أوباما بعدم تزويد الثوار بالسلاح، بل تحاول منع الآخرين من الذهاب في هذه المهمة بعيداً. لماذا؟ تخشى الإدارة، كما يقال، من أن يصل هذا السلاح إلى أيدي «جبهة النصرة» وغيرها من الجماعات التي يقال إنها مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وإن هذا الاحتمال يشكّل تهديداً لأميركا ولجهودها في محاربة الإرهاب، وهو موقف يفتقد الحسّ السياسي والإنساني معاً، فإطالة أمد الصراع في سورية وما يتبع ذلك من خطر تحوّله إلى حرب أهلية دينية ستجلب معها الكثير من القتل والدمار ونزف الدم وانتشار المظالم، هو المصدر الأول للإرهاب. أدخلت إدارة بوش الابن السابقة العراق في حرب أهلية طائفية لم تتوقف حتى الآن، وسلمته للنفوذ الإيراني، وفي أعقاب ذلك، ازدادت رقعة الإرهاب ولم تتقلص، ويمكن القول إن الإدارة الحالية ليست في وارد التسليم بنفوذ إيراني أو روسي في سورية، لكن موقفها يشبه ضوءاً أخضر مبطناً للنظام السوري بالمزيد من القتل. لماذا تتخذ الإدارة الأميركية مثل هذا الموقف الملتبس؟ ربما يعبِّر هذا عن حال ارتباك أميركي في ظل أزمة مالية كبيرة في الداخل، وبعد تجربة العراق وأفغانستان، وربما تريد واشنطن أن تستنزف خصومها في الأزمة من دون أن تدفع هي ثمناً لذلك... لكن الموقف الأميركي المتناقض من الأزمة السورية في كل الأحوال ليس جديداً، وهو يتكامل مع الموقف من إيران وملفها النووي. منذ مدة وإدارة أوباما تطالب بمفاوضات مباشرة مع إيران، والأسبوع الماضي استؤنفت المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الـ5+1 في آلما آتا، عاصمة كازاخستان، وللمرة الأولى انتهت هذه الجولة من المفاوضات بمواقف وتصريحات من الطرفين متفائلة بإمكان تحقيق اختراق غير مسبوق. كيف يلتقي الموقف الأميركي من سورية مع موقفها من إيران؟

عين واشنطن في الأزمة السورية كانت ولا تزال على طهران، ولم تكن يوماً على دمشق. يدرك الأميركيون أن طهران هي صاحبة اليد العليا في التحالف السوري الإيراني في منطقة الشام، وأن ذلك لا يعود الى حجم إيران ومواردها النفطية وموقعها وحسب، مقارنة بحجم سورية ومواردها وموقعها أيضاً، وإنما لأن دمشق عندما وثّقت تحالفها مع إيران في عهد الأسد الابن كانت خسرت أوراقها العربية، وباتت تعتمد على الدعم الإيراني، ثم جاءت الثورة وأجهَزَتْ على شرعية النظام، ما دفعه لزيادة اعتماده على طهران. القيادة الإيرانية تدرك من ناحية أخرى -كما بات معروفاً- أن خسارتها النظامَ السوري تمثل ضربة قاضية لها، ولذلك قد تُقْدِم أمام هذا الخطر على عملية انتحارية في الشام، ومن الأفضل بالنسبة للأميركيين، بعد درس العراق، عدم دفع الأمور في هذا الاتجاه. سورية على حدود إسرائيل، وانهيار الدولة فيها سيجبر واشنطن على التدخل مهما كان الثمن، وهنا تتقاطع المصالح الأميركية والإيرانية والإسرائيلية، لكن الثورة هي العامل الذي يجب أن يتكيّف معه الجميع خارج سورية، ووفقاً لمسيرة هذا العامل ووجهته، بات مستقبل النظام السوري -وبخاصة رئيسه بشار الأسد- محسوماً، فمآله السقوط مهما طال الزمن. يشير الموقف الأميركي المتناقض من الأزمة السورية إلى أمور عدة: ترك قيادة الجهود السياسية في الأزمة السورية إلى موسكو، وليس طهران، فموسكو أهم من طهران، وهي قبل ذلك أقل تأثراً بسقوط الرئيس السوري، ولذلك تأمل واشنطن بأن تكون أكثر استعداداً لقبول أن تكون المرحلة الانتقالية من دون الأسد. ويشير الموقف الأميركي أيضاً إلى أن علاقة إيران بسورية ما بعد النظام لا يجب أن تكون محسومة على النحو السلبي الذي يبدو للجميع، كأن تتفاوض واشنطن في شكل غير مباشر مع طهران حول ما يجب أن يكون عليه مستقبل سورية ومستقبل دورها في المنطقة.

هل تحاول واشنطن بهذا الموقف من الأزمة السورية طمأنة طهران، وقبلها موسكو، بأن سقوط النظام السوري لا يجب أن يكون خسارة كاملة لكليهما؟ هل تفكر واشنطن بتعويض طهران عن كلٍّ من خسارتها في الشام وتنازلها في ملفها النووي، باعتراف دولي بدورها الإقليمي في منطقة الخليج العربي؟ في هذه الحال: أين السعودية ودول مجلس التعاون ومصر من هذه اللعبة؟

( المصدر : الحياة اللندنية )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

1
Maria
26-03-2013
Your honesty is like a beacon
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد