الفلسطينيون اخذوا يتركون السلبية الى الايجابية في مواجهة سكان البؤر الاستيطانية
داعبت شمس طيبة مشرقة أول أمس حقول قرية قصرة وجاءت ريح باردة جافة من الغرب، من بيوت المستوطنة المجاورة ميغداليم. كانت الارض لينة هشة وبنية جدا تذكر بعاصفة الشتاء الكبيرة في الشهر الماضي. وكان فريق تلفاز “الجزيرة” يركب جيب يبحث عن موقع تصوير مريح بين بيوت القرية والبؤرة الاستيطانية ايش كوديش، على الجبل. وانتظر فريق تلفاز فرنسي دوره. وكان رئيس مجلس القرية عبد العظيم – أبو بلال كما يسميه الجميع – يلبس بدلة عمل بنية ووشاحا ملائما لها يتنقل من مجري مقابلات الى آخر، فقد كان هذا صباحه.
كان يروي قصته وكان محقق “يوجد حكم”، وهي جمعية لحقوق الانسان، يترجم للعبرية. “أمس في العاشرة والنصف صباحا نزلت مجموعة مستوطنين من الجبل الى الاراضي هنا. كانوا ملثمين مسلحين بعصي. وكان انور عودة وأمه يعملان في قطعة ارضهما. فرموا بحجارة واقتلعوا اشجار كرمة. وبعد ذلك انتقلوا الى قطعة الارض المجاورة فاقتلعوا غراس زيتون. وكان جنود يراقبونهم متنحين جانبا. فاتصل بي عمال يبنون هنا بيتا وأعلنت ذلك بمكبر صوت المسجد أن المستوطنين يهاجمون، المستوطنين يهاجمون.
“لم يكن الزمان صالحا للمستوطنين لأنه كان في يوم الثلاثاء الارثوذوكس، وهو يوم عطلة للجميع في مناطق السلطة الفلسطينية حتى لنا نحن المسلمين، فجاء عشرات وربما أكثر، وجاءت قوات حرس حدود وشرطة. واستمر المستوطنون في اقتلاع اشجار وأطلق رجال الشرطة علينا الغاز المسيل للدموع.
“قال لي ضابط الارتباط الاسرائيلي سأبعد المستوطنين مئة متر الى الوراء وأبعد أنت المسافة نفسها وأعيدوا ما لكم فابتعدنا.
“في ذلك الوقت خرج من ايش كوديش 16 مستوطنا مسلحين بعصي وبمطرقة وزنها 5كغم فالتفوا على الجنود من الجنوب ووصلوا الى اقصى جلود، القرية المجاورة. يوجد هناك حفار يعمل في اقتلاع الصخر فرموه بالحجارة وهرب السائق.
“رأى الناس هنا المستوطنين من بعيد وبدأوا يجرون نحوهم فحاول المستوطنون الهرب غربا ووجدوا ملاذا في بيت عند اقصى القرية فأحطنا بهم.
“وبدأ التراشق بالحجارة فرمونا ورميناهم، وجرح جرحى من الطرفين. وجاءت الى هناك مجموعة من أعيان القرية فانشأنا سلسلة منعت الجموع من اختراقها، وأصبت بحجر من أناسنا.
“اتصلت بضابط الارتباط الفلسطيني الذي تحدث الى الضابط الاسرائيلي، والى أن جاء الجيش كانوا قد استسلموا ورفعوا أيديهم. وسلمناهم الى الجنود واحدا واحدا. أترى فؤاد، ذلك الشاب مع الضماد الكبير على رأسه؟ لقد حمى مستوطنا بجسمه. وحينما سلمه الى الجيش رماه المستوطن بحجر”.
كان أبو بلال يلعب بمجموعة مفاتيحه. وظهر منها خريطة فضية لارض اسرائيل الكاملة من الاردن الى البحر عليها علم فلسطين. قلت أنا اسكن هنا بالصدفة واشرت الى نقطة في مجموعة مفاتيحه، في السهل الساحلي. فشعر أبو بلال بالحرج وقال: “لكنك لا تصنع مشكلات كهؤلاء” وأشار شرقا الى بيوت البؤرة الاستيطانية.
“قال لي الضابط الاسرائيلي”، أضاف، “هؤلاء المستوطنون مجانين. فقبل أن يضروا بكم يضرون بنا.
“لكن قل لي أنت من الذي يعطيهم كهرباء؟ ومن الذي يعطيهم ماءا؟ ومن يحرسهم؟”.
لماذا تبنون الآن بيوتا هنا على مبعدة مئات الامتار عن القرية، سألت أبو بلال.
“بسبب المستوطنين”، قال معترفا. “فالبيوت تحمي اراضينا”.
وقفت على الجبل في الاعلى سيارة جيب عسكرية وفيها ثلاثة جنود وضابط اسمه ايتي، وسألت الضابط ما الذي حدث أمس فقال: “لا استطيع الكلام”، فقلت: أريد أن أعلم الحقائق فقط. فقال: “الحقائق هي كل القصة”.
ومن ورائه قامت بيوت البؤرة الاستيطانية وكان هناك الخليط المعتاد من الاسلاك الشائكة والكرفانات والمباني الثابتة. وعلى حسب نشرة للمجلس الاقليمي بنيامين تسكنها 13 عائلة تريد أن تستوعب غيرها. وتزعم منظمة “يوجد حكم” أنه قدمت منذ صيف 2011، 21 شكوى من مخالفات عنف على سكان في قصرة ولم يحاكم أحد.
الزعران للجيش الاسرائيلي
نشبت الحرب على اراضي الفلاحة شمال شرق مستوطنة شيلا وأنشئت على القمم ثلاث بؤر استيطانية هي: أحيها وكيدا وايش كوديش. وعند المنحدرات توجد كروم زيتون وعنب. وقد أخذ زيت الزيتون من أحيها يحظى مؤخرا بنجاح لا يستهان به في الحوانيت. ويزعم الفلسطينيون أنه كله أو بعضه يستخرج من الغراس التي سرقت منهم.
يُعرف غور شيلا بأنه من المنطقة ب حيث المسؤولية الامنية لاسرائيل والمدنية للفلسطينيين. وإن نحوا من نصف الاراضي فيها فلسطينية خاصة مسجلة بالطابو. والباقي فلحه فلسطينيون عشرات السنين. في 2000 نشبت الانتفاضة وأغلق الجيش الاسرائيلي المنطقة فدخلت الى الفراغ مؤسسات المستوطنين. وكان اجتياحهم تدريجيا للاراضي التي تحاذي مستوطناتهم أولا وبعد ذلك الى دوائر آخذة في الاتساع. في 2005 قدمت تاليا ساسون تقريرها عن البؤر الاستيطانية الى رئيس الحكومة شارون، وعلى إثر التقرير سمح للفلسطينيين أن يعاودوا فلاحة جزء من الاراضي فهاجمهم مستوطنو البؤر الاستيطانية، وفشل الجيش الاسرائيلي في دفاعه عن السكان، فهو غير قادر على علاج مخالفي القانون اليهود.
رأت مراقبة الجيش الاسرائيلي مجموعة الملثمين التي خرجت من ايش كوديش الى الجنوب ولم يتعقبهم أحد. وكانت الحادثة التي تطورت حتى كادت تبلغ عملية تنكيل قد عرفها الجيش الاسرائيلي فقط بعد أن أبلغ أبو بلال السلطة الفلسطينية. ويرى الفلسطينيون أن هذا دليل آخر على اغماض الجيش الاسرائيلي عينيه حينما يكون الحديث عن عنف مستوطنين؛ ويرى المستوطنون أن الحديث عن تخل عنهم، ويسألون: لماذا لم يدافع الجيش عنا.
يتحدث الفلسطينيون الآن عن تغيير سياسة باعداد مجموعات في القرى ترد على الحرب بالحرب بدل أن يدعوا مخالفي شارة الثمن يضرون بالمساجد والسيارات والغراس. فحينما تصل مجموعة مستوطنين الى مكان ما يعلن مكبر الصوت من مئذنة المسجد عن مجيئهم فيخرج أناس القرية لمواجهتهم. ويذكر هذا النموذج جدا بالطريقة التي استعدت بها منظمة الهاغاناة لحماية البلدات اليهودية في احداث 1936 – 1939. فقد صار عندهم من يتعلمون منه.
وقد يكون حدث التحول في قصرة في يوم الثلاثاء.
الى نقطة الصفر
إن الرسالة التي تحملها جون كيري تذكر بولد يخرج الى الحديقة مع طائرة ورقية. فالنية خير، والغرض مناسب؛ والدأب مدهش، لكن الريح تأبى أن ترفع الطائرة الورقية الى أعلى. أراد كيري أن يتوصل الى اتفاق اطار يدخل نتنياهو وأبو مازن في مسار لا يستطيعان الخروج منه، لكن هذا لم يحدث الى الآن.
ما زال الباعث موجود لكن الهدف أخذ يتقلص. اذا افترضنا أن نتنياهو يخبر وزراءه بالحقيقة فانه لن يطلب اليه أن يوقع على الورقة التي يصوغها كيري، لأن كل ما يطلبه كيري الآن من الاثنين أن يلتزما بألا يتحفظا علنا مما سيرد في الورقة وأن يقولا: “نحتفظ بتحفظنا للتفاوض”.
لن يستطيع الاثنان أن يحافظا على الصمت بازاء ورقة حقيقية لأن مواضيع جوهرية كحدود 1967 وتقسيم القدس وحق العودة والاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية ستوجب على قادة الدول أن يتحدثوا. قد أكون متشائما جدا لكن يبدو أن الورقة الامريكية ستشجع الاختلاف أكثر من الدفع بالاتفاق قدما، وسيعود الجميع في سعادة الى نقطة الصفر.
إن طوني بلير الذي نجح في ايرلندة وفشل هنا بين ليئير لبيد أنه لا توجد لحظة حسم واحدة. فالتقدم الى الاتفاق بطيء لا يكاد يُشعر به تقريبا، وستحين في وقت ما اللحظة التي لا عودة عنها. فاذا كان بلير صادقا فان نتنياهو اموره على ما يرام من جهة الائتلاف الحكومي لأن لبيد سيبقى وبينيت سيبقى، وربما يبقى كيري ايضا. والانطباع، وهذا صحيح الى الان، هو أن كيري جاء ليروض فخرج مروضا.
الدرع اليهودية
خصص نتنياهو في هذا الاسبوع ساعات لمحادثات مع بينيت وقد فعلت المحادثات فعلها. قال لي بينيت: “يعرف نتنياهو الاصغاء. وهو يدع الناس يشعرون بأنه معهم”.
يتعرض بينيت الان لهجوم شديد في حزبه. وقد نشرت في نهاية الاسبوع مناشير حذرته من التخلي السياسي. والتقى بعض اعضاء الكنيست من البيت اليهودي أول أمس اعضاءا من الجناح المتطرف من الليكود فسألهم الليكوديون: أين أنتم، فنحن حينما ننظر الى اليمين لا نراكم. وبعد قليل ستلتفون علينا من اليسار.
كان أحدهم هو يوني شتبون. “كان هناك خطأ كبير في خطبة بينيت السياسية”، قال لي. “فهو يتحدث معترضا على حدود 1967 وعلى تقسيم القدس، وليست هذه هي القضية. إن البيت اليهودي سيترك الحكومة بسبب اخلاء بيت واحد.
“إن الرسائل التي أظهرتها خطبة بينيت تُمكن نتنياهو من أن يقوم باجراءات خطيرة جدا. فهو قد يوافق على اجراء مرحلي يكون مقرونا بتجميد بناء أو نقل السيادة على ارض. ويجب أن يترك البيت اليهودي الحكومة بسبب اجراء كهذا.
“توجد غفوة في اليمين. فالجميع غطى على عيونهم الضباب الذي يلف المحادثات. وسيستيقظ الناس بعد ذلك لكن ذلك قد يكون متأخرا. فيصل نتنياهو الى الاتفاق مع هرتسوغ أو مع درعي ويتم المسار من غيرنا فيجب التهديد بالترك الآن”.
قلت: إن الليكوديين يستعملونكم مثل درع واقية.
قال شتبون: “هذا عملنا فنحن البيت اليهودي”.
يرفض بينيت الانتقاد وقال: “تعلمت درسا مما فعله نتنياهو بي في قضية الافراج عن السجناء. فقد قلت آنذاك لا أقصد التجميد وفسر ذلك كأنني قلت نعم موافقا على السجناء. وقلت في هذه المرة إنه لا يوجد شيك مفتوح، إعرض علينا كل شيء: ماذا يفعل كيري، وماذا تفعل أنت؛ وسأتخذ قرارا لكن ليس فورا. لا تفاجئني بمكالمة هاتفية قبل دخول السبت بساعة.
“أنا كثير الشك على اساس ما سمعته منه حتى انهم لم يصلوا الى الورقة فأبو مازن غير مستعد. وحاول الامريكيون ولم ينجحوا وهم الآن يستعملون الضغط على الاسرائيليين.
“إن موضوع الانفصال قد وسمنا جميعا. والامر في هذه المرة غير مشابه. إن هدف نتنيناهو هو أن يكسب سنة تفاوض اخرى وما لم ندفع ثمنا كبيرا فتلك مصلحة اسرائيل”.
ضيعة ليبرمان
إن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان شخص جدي ويعلم العالم كله أن كلمة ليبرمان هي كلمة وأن الكلمتين كلمتان بل ثلاث احيانا. بسط ليبرمان في بداية الاسبوع نظريته السياسية المحدثة. كان بعضها جديد وهو تأييد مبادرة السلام الامريكية؛ وكان بعضها مستعادا: فليبرمان يقترح في اطار تبادل الاراضي مع الفلسطينيين الحفاظ على المستوطنات واعطاءهم عوض ذلك وادي عارة والمنطقة شرقي الشارع 6 مع سكانها.
كان لليبرمان نصر مضاعف هنا من جهة شخصية: فهو أولا أفرح كيري. وقد وعده في لقائهما في واشنطن قبل شهر بأنه لن يشوش على التفاوض وبرهن له الآن بلسانه على أنه يفي بوعده؛ فمندوبو اسرائيل بيتنا الـ 11 الذين وقفوا من قبل عن يمين نتنياهو يقفون الآن عن يساره.
والشيء الاساسي أنه لم يخشر شيئا عند مؤيديه بل عاد وأعلم لهم العدو الذي علمهم كراهيته وهو عرب اسرائيل. وقد فعلت الهجمات التي صبت عليه من اعضاء كنيست عرب فعلها. وحظي ليبرمان بذلك الاجراء باطراء مفرط من الرئيس بيرس وتنديد شديد من احمد الطيبي.
وسافر ليبرمان فرحا منشرح القلب الى أبعد حد ليقطف ثمرات نصره في عدد من العواصم الاوروبية.
وسافرت أنا الى الشريط الضيق الذي يفصل شارع 6 عن الخط الاخضر وهو الشريط الذي يقترحه ليبرمان على الفلسطينيين. بدأت من المنتصف – من رأس العين التي هي لحم من لحم فلسطين. كانت رأس العين ذات مرة بلدة يمنية نائية وهي اليوم مدينة وأم. كان عدد سكانها 40 ألفا في آخر احصاء. وأنا أبحث بين السكان الذين سينقلون الى سيادة فلسطينية عن اسماء يعرفها الجمهور. فمن يبرز في المقدمة؟ ميري ريغف عضو كتلة ليبرمان وبالقرب منها ايتان كابل من حزب العمل؛ ورئيس هيئة الاركان بني غانتس وضباط كبار آخرون في الخدمة الدائمة والاحتياط. كلهم سينقل الى فلسطين.
واتجهت من هناك الى الشمال فوصلت الى كفر قاسم التي لم تعد منذ زمن قرية بل ضاحية زاهرة من ضواحي بيتح تكفا وغوش دان تتجه غربا الى قلب الدولة، فكيف تتجه الى الشرق الى فلسطين. ويوجد من كفر قاسم عضو كنيست اسمه عيساوي فريج وهو عضو عربي في الحزب الصهيوني ميرتس.
واتجهت من هناك شمالا الى كفر برا وهي من اغنى البلدات في الوسط العربي. كان عمال يغرسون اشجارا في الجادة الفخمة التي تفضي الى وسط القرية. ثم الى حورشيم وهي كيبوتس متواضع مخبوء في غابة، ومتان وهي بلدة جماهيرية كبيرة مملوءة من المسرحين من الجيش الاسرائيلي و”الشباك”. وتجاوزت قلقيلية التي هي لفلسطين منذ زمن وجئت الى إيال وهو كيبوتس قديم آخر. دفع اريئيل شارون قدما بخطة الكواكب وهي انشاء سلسلة بلدات فيلات بعضها في داخل الخط الاخضر وبعضها في داخل الضفة ليمحو الخط الاخضر بصورة نهائية. وتحققت الخطة تحققا جزئيا. فها هي ذي المستوطنات الفلسطينية الجديدة: كوخاف يئير، وتسور يغئال، وتسور نتان، وتسور يتسحاق وبات حيفر. إن شاؤول موفاز وعومر بارليف وكلاهما من كوخاف يئير سيجلسان في لجنة الخارجية والامن التابعة للمجلس التشريعي الفلسطيني. وسيمثلان شؤون آلاف الاسرائيليين الذين استقرت آراؤهم على الرهان على سكن رخيص في حريش – كتسير، وأعالي وادي عارة، وسُلموا الى فلسطين.
لم تكن هذه الرحلة القصيرة في أنحاء اسرائيل ترمي إلا الى أن تقول إن ليبرمان أقل عنصرية مما اعتيد ان يُعتقد. فهو يأخذ العيش تحت السيادة الاسرائيلية من العرب ومن اليهود ايضا. وهو كأنما يأخذ لأنه لا سبيل للفصل ولا سبيل للأخذ ولا سبب. حينما تحدث ليبرمان اول مرة عن تبادل اراض كانت الفكرة منع البلقنة في المنطقة بين الاردن والبحر لتكون اسرائيل أكثر يهودية وتكون الضفة أكثر عربية. وبدا ذلك حسنا عند جمهور مصوتين محدد لكنه يعمل بصورة عكسية، فبدل الفصل بين الدولتين يخلط بينهما وبدل تقوية صلة عرب اسرائيل بالدولة يجعلونها رثة.
ماذا بقي؟ بقي الحرج الذي سُبب لعدد من اعضاء الكنيست العرب الذين يتوقون الى فلسطين مثل صهاينة أخيار في الغربة لكنهم يرفضون العيش فيها. إن الشماتة قصيرة ولا يستمتع بها إلا ليبرمان. لم تحدث في هذا الاسبوع مظاهرات احتجاج لا في كوخاف يئير ولا في باقة الغربية، ولا في مي عامي ولا في أم الفحم؛ فالسكان لم يتركوا بيوتهم الجميلة الملاصقة للارض؛ ولم تتغير اسعار العقارات. ويستطيع ليبرمان أن يعود ليتنفس الصعداء ولا أحد صدقه.
إبطال عمل القنبلة
حينما يمتليء ميدان رابين بمتظاهرين من اليسار أو من اليمين تكون تلك مظاهرة قوة. وحينما يمتليء برجال شباب من اريتيريا والسودان هم ماكثون غير قانونيين يكون ذلك خطأ استراتيجيا. وبدل أن يقنعوا بمشكلتهم وانسانيتهم يصدون الرأي العام بحشدهم ومقدارهم وقتاليتهم.
كان التسلل الى اسرائيل مشكلة قومية ما استمر التدفق من سيناء. وفي اللحظة التي توقف فيها التدفق خفت المشكلة. يستطيع 8 ملايين اسرائيلي أن يستوعبوا 50 ألف اجنبي مستعدين للعمل في كل عمل، لكن المشكلة هي جنوب تل ابيب. فوجودهم هناك جريمة على السكان وعلى الافارقة فيجب ابطال عمل هذه القنبلة.
كان انشاء المنشأة عند اقصى النقب لا حاجة اليه، وهم يرفضون التعفن فيه بحق. ويستحسن التوجه الى تجفيف تدريجي بتنفيذ دقيق لقوانين العمل والسكن في تل ابيب وايلات؛ وبيد أقل انقباضا وأسرع في علاج طلبات مكانة لاجيء؛ وبدعم مالي بهدوء لمن يطلب العودة الى بلاده.
إن ما لا تعرف الحكومة فعله سيفعله المحامون. فكلما رفع عدد أكبر من الدعاوى القضائية لافارقة سلبوا أجورهم سيقل الباعث على استعمالهم في العمل. وفي مقابل كل رب عمل ذي رحمة وشفقة يوجد عشرة يحركهم الطمع.
( يديعوت 11/1/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews