هل تكترث المرأة بما يدور في عقل الرجل؟

جي بي سي نيوز :-  أحمد شاب يمر بفترة تكثر فيها الخيارات في حياته، يحتاج حالياً أن يختار بين أكثر من عرض جاء له وكل عرض له صيغة مختلفة وإيجابيات وسلبيات، بنفس الوقت هو يعمل لدى إحدى الشركات وهناك لديه مشاريع جديدة في العمل تحتاج الاهتمام، يضاف إلى ذلك بعض الأمور الشخصية التي يحاول إنهاءها وتعلم زوجته بالأمور هذه مجتمعة، أخبرها بأن رأسه لم يعد يحتمل أي تفاصيل صغيرة أخرى وأنه يتمنى منها أخذ القرار بالأمور السهلة من دون الرجوع إليه كنوع من المساعدة.

ما حدث مع أحمد العكس، فقد باتت زوجته تشركه بتفاصيل أكثر من ذي قبل لدرجة الصداع، هو يقول أنها سألته عن كمية الملح في الطعام خلال هذه الفترة، أو ربما هو شعر بأنها زادت الأمور أكثر من ذي قبل لأن قدرته على التحمل ضعفت مع كل تلك الضغوط التي يعيشها، هو كرر الأمر عليها "رجاء خذي القرار أنت"، لكنها واصلت الخوض بتفاصيل بسيطة والقرار فيها واضح مما أزعجه للغاية واضطر أن يدخل في صدام شفوي معها كي يتوقف الأمر... يقول أحمد "نعم تشاجرنا، لكن لم يتوقف شيء".

خليل، شاب أخر متزوج أبلغ زوجته بأن لديه اجتماعاً مهماً في العمل قد تكون نتيجته استقالته، فبعد الكلمات الكلاسيكية من ضرورة التأني وأن لا يستعجل، جاءت الجملة التي جعلت استقالته لو حصلت عادية، فمن هذا النقاش قفزت الزوجة إلى السؤال "متى ستشتري الخضار التي أخبرتك عنها؟"، خرج خليل بكل عصبية من البيت ودخل الاجتماع بنرفزة واضحة عليه ولولا حكمة الأخرين لكان استقال وعاد إليها بلا عمل وبلا خضار.

ما سبق قد يدعم بعض النظريات التي تتحدث عن طريقة الصناديق بالتفكير، فالرجل يملك صندوقا واحداً كبيراً وعندما يكون لديه موضوع معين فهو يحب التركيز عليه وأي شيء أخر يتداخل على طريقة تفكيره يسبب له الإزعاج، أما المرأة فيكون عقلها على شكل صناديق أصغر وتستطيع الفصل بين الأمور التي تفكر فيها، ومن هنا يبدأ الخلاف ويبدأ الصراع.

يجب أن أكون صادقاً هنا،فأنا والكثيرون من معشر الرجال نعتبر هذه المعضلة الرئيسية في التعامل، فعندما كنت منشغلاً بتأسيس شركة قبل أعوام قليلة كانت الانتقادات تصلني بسبب تقصير في بعض الأمور الأقل من عادية مثل التأخر بالرد على رسالة، وهذا السيناريو تكرر مع كل أصدقائي الذين استشرتهم قبل كتابة هذا المقال، والسبب ليس أنانية في المرأة كما نفهم نحن الرجال، لكنه اختلاف في الية عمل العقل تجعلها تعتقد بأن هذا الأمر عادي!، أو ربما لأن بعضهن يفكرن بسلبية ويعتقدن أن طلب عدم إدخالنا بالتفاصيل لفترة معينة نوع من قلة الاهتمام!.