وثائق جديدة : الحركة الصهيونية سعت لتهجير فلسطينيي 48 إلى الصومال وليبيا
كشفت وثائق جديدة نشرتها صحيفة هآرتس العبرية، عن محاولات الحركة الصهيونية والحكومة الإسرائيلية مطلع سنوات الخمسين من القرن الماضي، تهجير فلسطينيي 48 إلى الأرجنتين والبرازيل، بموازاة محاولاتها لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن لجوئهم.
وقال التقرير الذي نشره محلق "هآرتس"، إن إسرائيل كانت في قلق شديد من مسألة اللاجئين الفلسطينيين، خاصة على ضوء موقف الولايات المتحدة الأميركية، الذي كان يطالب إسرائيل في سنوات الخمسين والستين من القرن الماضي بالقبول بحل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، ومن ضمن ذلك القبول بعودة بضعة مئات آلاف من اللاجئين، إلا أن إسرائيل كانت ترفض الأمر بشدة، كونه سيغير الميزان الديمغرافي.
وحسب التقرير، فإن الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها فكرت بقبول عودة بضعة عشرات آلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وحتى إنه في العام 1961 وردت فكرة احتلال وضم قطاع غزة، الذي كان فيه ما بين 150 ألفا إلى 200 ألف فلسطيني، من بينهم 80 ألفا من أبناء القطاع والباقي لاجئون من مناطق 1948، إلا أن الفكرة سقطت، للسبب نفسه.
وجاء في التقرير، أن الحركة الصهيونية شكّلت في العام 1948 "لجنة الترانسفير"، أي لجنة للطرد الجماعي للعرب، واستمرت هذه اللجنة في العمل أي بعد الإعلان عن "قيام إسرائيل"، وكان يشارك في بعض جلساتها رئيس حكومة إسرائيل دافيد بن غوريون، وفي العام 1950 جرى التداول بفكرة تهجير فلسطينيي 48 الباقين في وطنهم إلى الصومال وليبيا، على أساس أن يتم منح هؤلاء قسما من أملاك يهود ليبيا الذين هاجروا إلى فلسطين، إلا أن حصول ليبيا على استقلالها في العام 1952 أوقف المخطط.
وفي شهر آذار (مارس) العام 1952 ظهر مخطط لتهجير المسيحيين من فلسطينيي 48 إلى الأرجنتين والبرازيل، بزعم أن هاتين الدولتين كانتا بحاجة إلى مزارعين، وفي خريف العام ذاته صادق بن غوريون على المخطط، إلا أن الأرجنتين أبلغت إسرائيل في مطلع العام التالي 1953 تراجعها عن المخطط.
وفي العام 1955 سافر مسؤول إسرائيل إلى الجزائر وتونس بهدف فحص إمكانية نقل فلسطينيي 48 وقسم من اللاجئين في الدول العربية المجاورة إلى هاتين الدولتين، حينما كانتا ما تزالان تحت الاستعمار، ثم كررت إسرائيل والصهيونية محاولاتها في ليبيا في النصف الثاني من سنوات الخمسين، عبر شراء عشرات آلاف الدونمات في مناطق مختلفة من ليبيا ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
ويقول التقرير، إن محاولات إسرائيل لم تتوقف أيضا في النصف الأول من سنوات الستين، وهذه المرّة محاولة نقل لاجئين فلسطينيين ومن فلسطينيي 48 إلى ألمانيا وفرنسا والنمسا وسويسرا، على شكل استيعاب عمال أجانب مهاجرين، ولكن أيضا هذا لم ينجح.
وحسب معطيات إسرائيل الرسمية، فإن لاجئي 48 تركوا خلفهم 4 ملايين دونم، و73 ألف بيت و8 آلاف مكتب ومحل تجاري (عدا ما تم تدميره من بيوت وعقارات في أكثر من 500 قرية فلسطينية)، وكل هذه الأملاك وضعت إسرائيل يدها عليها وصادرتها لصالحها.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews