خامنئي وترامب وطائرة " كوثر " الايرانية
لا تملك إلا أن تضحك حتى الثمالة من قصة طائرة " كوثر " الإيرانية التي أعلنت ايران عنها قبل ايام على اعتبار أنها أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا الدفاعية في هذا البلد الذي أدمن قادته الكذب .
فقد أعلن عن طائرة حربية نفاثة تدعى " كوثر " .. وجريا على عادتها ، بثت آلة الاعلام التابعة للحرس الثوري والوكالات التي تدور في فلكه فيلما للطائرة وهي جاثمة على الأرض أو قيد الاقلاع او اثناءه ، الأمر الذي وجد فيه اعلام " المؤاومة " والمطبلون القومجيون العرب واليساريون الذين كشفتهم الثورات العربية وخاصة السورية .. وجدوا مادة ساخنة عليهم ترويجها لتخويف امريكا والسعودية والامارات والعرب والعالم بكون ايران أنجزت وخلقت هذا النموذج الذي تعجز عنه تكنولوجيات الخيال العلمي .
سبب الضحك والثمالة التي استهللنا بها حديثنا هو أن قصة هذه الطائرة هي نفس قصة طائرة " قاهر 313 " التي عرضتها ايران في عهد أحمدي نجاد ليتبين بأنها طائرة " فوتو شوب " حيث كشفت تحليلات المعامل الغربية بأن الطائرة - الخدعة - تم تركيبها فوق جبل من الثلج في حالة تحليق ، وبينت التحليلات أنها ليست سوى مجسم " أرضي " لا يستطيع الحركة ولا الطيران .
وتذكرنا طائرة قاهر 313 هذه بنفس قصة " القرد " الذي زعمت أيران انها ارسلته الى الفضاء واعادته الى الارض ، ليتبين لدى الخبراء بأن هذا " القرد " ليس هو نفسه " القرد " الذي عاد الى الارض بعد فحص الصور في المختبرات العلمية .
وتعيد قصة القرد وطائرة " قاهر " الى الاذهان تلك الطائرة التي قالت ايران انها تخرج من قاع البحر ، حيث بثت فيديو ( موجود على اليوتيوب ) زعمت فيه بأنها تمكنت من اختراع طائرة مقاتلة تخرج من الماء ، وليتبين بأن هذه الطائرة ركبت فوتوشوب ايضا على صاروخ امريكي خرج من الماء أطلقته غواصة .
وعودة الى موضوع " كوثر " فإن النكتة ليست في الكذبة الايرانية الجديدة ، بل طريقة عرضها ، حيث بث التلفزيون الايراني مشاهد للطائرة وهي تقلع من احد المطارات ، وفي نفس الوقت بث لقطات للرئيس حسن روحاني وهو يجلس في قمرة القيادة مبديا اعجابه في ما توصلت اليه الصناعات الحربية الايرانية ، ولكن الفضيحة بعد ذلك كانت بـ " جلاجل " .
فقد كشفت مصادر امريكية بأن هذه الطائرة المزعومة : " كوثر " ليست سوى طائرة " أف 5 " الامريكية التي تمتلك ايران العديد منها ، حيث قام الحرس الثوري باعادة طلائها من جديد قبل العرض ، أي ان الحرس الثوري لم يصنع طائرة ، بل قام بإعادة طلائها .
لم تفلح ايران في اي صناعات عسكرية سوى الصواريخ الباليستية ، وهذه - بالمناسبة - صواريخ كورية تمكنت ايران من الالمام بها فعلا ، ولكن هذه ليست عبقرية ولا ما يحزنون ، فقد شهدنا كيف ان العراق في عهد صدام كان يصنع صواريخ من نوع " الحسين " و" عدنان " وغيرهما ، بل انه قام باطلاق صاروخ فضائي تحت اسم " العابد " اي قبل أن تتبجح ايران بارسال قردها المضحك الى الفضاء ، أو " قاهرها " الكرتوني غير المتحرك ، أو " كوثرها " المطروش " سوبر ديلوكس " ودليل آخر على أن هذا ليس عبقرية هو ما شهدناه من تنظيم داعش الارهابي الذي صنع طائرات بدون طيار ووضع عليها قنابل وتحكم بها عن بعد ، أي أن عصابة ارهابية دموية فعلت نفس ما فعله الحرس الثوري المشغول بالأعتقالات والتعذيب و" االبزنس " ..
المتأمل في المشهد يرى العجب العجاب ، وكيف أن الشعوذة تتحكم بالعقول والنفوس ولكن بسخافة وجهل قل نظيرهما ، وطالما أننا نتحدث عن الجهل الخطر ، فإننا لا نجد بأسا من أن نقول بأنه لا فرق بين الرئيس الأمريكي والمرشد الايراني إلا في الشكل ولون البشرة : فكما أن ترامب الذي اقترب عزله بسبب فضائحه يعتمد في دعمه اللامحدود على عقيدته المتصهينة التي يؤطرها المحافظون الجدد من الانجيليين المرفوضين مسيحيا ، فإن خامنئي في المقابل يفعل كل هذه الافاعيل الاجرامية في أربع بلدان عربية وفي داخل ايران نفسها انطلاقا من حلم ديني يشبه حلم ترامب تماما :
الأول يريد أن يقوم المسيح ، والثاني يريد أن يقوم : المهدي " .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews