المتهم الوحيد!
يبدو أن حمى انتقاد التحكيم انتقلت من ملاعب الدوري إلى ملاعب مونديال الناشئين، وكأن هنالك اتفاقاً غير مكتوب بين كل الأطراف على توجيه الاتهامات صوب طرف واحد متجاهلين أطرافاً قد تكون أخطاؤها أكثر تأثيراً، ولكن لأننا نهوى البحث دائماً عن «كبش فداء»، فإننا نختزل كل الأخطاء في عنصر واحد هو التحكيم.
وأتصور أن الشعور المتزايد بأخطاء التحكيم في المسابقة المحلية يرجع بالأساس للتكنولوجيا الحديثة وعدد الكاميرات التي تنقل المباريات وترصد كل كبيرة وصغيرة من الزوايا كافة، مما يكشف أدق التفاصيل، ويضع كل قرار تحكيمي، مهما كانت قيمته، تحت منظار التقييم والتحليل، مع الاعتراف بأن إعطاء الفرصة لعدد من الوجوه الجديدة، من شأنه أن يصاحبه بعض الأخطاء نتيجة قلة الخبرة، والمهم ألا تكون تلك الأخطاء مؤثرة، وأن لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالحديث عن التشكيك في النوايا أو الشرف والنزاهة.
ولابد من الاعتراف بأن الحكام بشر يصيبون ويخطئون وأن أفضل الحكام في العالم هم أقلهم أخطاءً، وأخطاء التحكيم جزء لا يتجزأ من اللعبة، مثلها مثل خطأ المدافع الذي يسجل هدفاً في مرماه أو خطأ المهاجم الذي ينفرد بالمرمى تماماً ويطيح بالكرة خارج الثلاث خشبات أو بخطأ الحارس الذي بدلاً من الإمساك بكرة سهلة إذ به يمسك الهواء، أو بخطأ المدرب الذي يدخل المباراة بتشكيلة غير مناسبة أو يخطئ في التبديلات، فلماذا نتجاوز عن أخطاء كل هؤلاء، وننصب المشانق لقضاة الملاعب ونتعامل معهم وكأنهم يجب أن يكونوا معصومين عن الخطأ!
ومؤخراً بدأ انتقاد الحكام في مونديال الناشئين «الإمارات 2013»، رغم الاتفاق على أن البطولة لم تشهد أخطاء تحكيمية مؤثرة، وأن أي فريق من الفرق التي غادرت البطولة يمكن أن يدعي أنه خسر بفعل فاعل هو حكم المباراة.
وخلال مؤتمره الصحفي قبل ساعات من مباراة منتخب بلاده مع المكسيك، راح جروندونا مدرب الأرجنتين يوجه اتهامات مباشرة لحكم مباراة فريقه أمام كوت ديفوار في ربع النهائي، وقال إنه لم تكن لديه القدرة على حماية لاعبيه من عنف والتحامات اللاعبين الإيفواريين.
ولم يكن مدرب منتخب «التانجو» محقاً في تلك الحملة، فالحكم بذل قصارى جهده للسيطرة على أجواء المباراة العنيفة، ويكفي أنه أخرج البطاقة الصفراء 8 مرات في وجه لاعبي كوت ديفوار، في إشارة واضحة لحرصه على حماية اللاعبين.
وتفسيري لتصريحات مدرب الأرجنتين أنها لا تهدف إلى توجيه الاتهامات إلى حكم مباراة كوت ديفوار، قدر سعيه لممارسة الضغط على حكم مباراة منتخب بلاده مع المكسيك في نصف النهائي.
والقاعدة الكروية تقول «اللي تغلب به.. العب به»!.
وارحموا الحكام يرحمكم الله.
( الاتحاد 7/11/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews