عيون العالم تتطلع الى المفاوضات مع ايران

‘عيون العالم والجمهور في اسرائيل بشكل خاص تتطلع الى المفاوضات بين ايران والقوى العظمى في الموضوع النووي. انتباه زائد يُمنح لمواضيع همها الأجواء، لغة الجسد وتعابير الوجه، والقليل جدا لجدول الاعمال.
ماذا ينبغي أن تكون عليه نقطة المنطلق؟ المتحدثون مع الايرانيين الدول الاعضاء الخمس الدائمة في مجلس الامن والمانيا كان ينبغي لهم أن ينشغلوا أولا وقبل كل شيء بقرارات مجلس الامن، ستة في عددها في السنوات ما بين 2006 و2010، التي طُلب فيها من ايران تجميد تخصيب اليورانيوم الذي كانت تقوم به من دون إذن، من خلف ظهر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة مسؤولة عن الرقابة على تنفيذ ميثاق عدم انتشار السلاح النووي، الذي وقعت عليه ايران. في تموز/يوليو 2006 كان لدى ايران 164 جهاز طرد مركزيا لتخصيب اليورانيوم. في 2010 صار لها 2000، أما عددها اليوم فيبلغ نحو 18 ألفا. كلها تُنتج وكلها تعمل في ظل خرق التعهدات الدولية لايران.
الرأي يقول إن البند الاول على جدول الاعمال كان يجب أن يكون الاهتمام بتطبيق قرارات مجلس الامن، بدلا من ذلك تطلب ايران البحث في التسويغ بأثر رجعي لكل ما بُني بغير وجه قانوني.
على مدى السنين بنى الايرانيون منشآت كبرى جدا في اماكن مثل نتناز وفوردو. بناء ووجود هذه المنشآت غير القانونية اكتشفتها اجهزة الاستخبارات في أرجاء المعمورة. وقد تمت بالسر، في ظل النية لتضليل الأسرة الدولية ومنعها من معرفة ما يجري في داخلها. ‘تحاول وكالة الامم المتحدة التي تشرف على تنفيذ ميثاق عدم الانتشار منذ سنين الحصول على جواب على سلسلة اسئلة طُرحت على الايرانيين وزيارة الاماكن التي يجري فيها في ايران، حسب الاشتباه، نشاط غير قانوني. وصحيح حتى الآن ترفض ايران التعاون مع الوكالة.
كان يفترض بمندوبي مجلس الامن أن يطالبوا ايران بالتعاون مع وكالة الامم المتحدة التي تعمل بتكليف من الأسرة الدولية. كان ينبغي لهم أن يطالبوا الايرانيين بالكف عن تضليلهم، على حد تعبير مدير عام الوكالة. ويُحذر قادة الوكالة من أن ايران تعمل في مجال التسليح النووي، خلافا لتصريحاتها. وتمتنع ايران عن التعاون في تبديد هذه الشبهات الجدية.
يبدو أن المفاوضات في جنيف تتجاهل قرارات مجلس الامن، كما تتجاهل الوكالة في فيينا. وبدلا من ذلك يبحثون عن صيغ تسمح للايرانيين بالابقاء على ‘قدرة الانتاج’ لديهم، مقابل تجميد جزئي كهذا أو كذاك لتشغيل المعدات.
فضلا عن الضرر الذي سيلحق، اذا ما سمح العالم للايرانيين بالابقاء على منشآتهم، هذه المرة بحق وبإذن. وفضلا عن التهديد على اسرائيل الذي سيتعاظم ما أن تتخلص ايران من ضائقتها الحالية، فان مثل هذا الاتفاق سيعرض للخطر النظام العالمي الذي وقع عليه اعضاء الامم المتحدة، ولا سيما القوى العظمى الخمس ذات حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن. وسيثبت الامر بأن قرارات مجلس الامن لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه، وأن ميثاق عدم انتشار السلاح النووي لم يعد ساري المفعول. نهاية مجلس الامن هي نهاية الامم المتحدة.
سيُثبت الايرانيون أمام الملأ أن استفزاز الأسرة الدولية مُجدٍ، أما القوى العظمى فستكشف عن عورتها الاستراتيجية بتوقيعها على وثيقة تؤكد أن النظام العالمي الذي وضع قبل نحو سبعين سنة، في نهاية الحرب العالمية الثانية، لفظ أنفاسه.
ليس متأخرا بعد العودة الى التصرف بشجاعة واستقامة تجاه ايران، في وضعها الحالي مشكوك أن يكون لها خيار إفشال المفاوضات، وهي ملزمة بطاعة قرارات الامم المتحدة كخطوة اولى تُثبت مصداقية وصدق نواياها. هذا ما ينبغي أن تكون عليه نقطة المنطلق.
وملاحظة أخيرة: على مدى كل السنين آمنت بالحوار مع ايران، لا أزال مقتنعا بأنه مع العدو أو الخصم من الحيوي الحديث، ولكن استعداد الخصم للحديث يجب ألا يؤدي الى الهرولة نحو أحضانه. من يهرول، سيكتوي أولا.
( المصدر : يديعوت 2013-10-30 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews