مستقبل الرياضة في مصر
من الصعوبة بمكان تنحية العامل الشخصي, تماما, في أي حوار أو صراع بين أفراد أو مجموعات وأن يتصف هذا الحوار أو ذلك الصراع بالموضوعية الكاملة,
ببساطة لأن الأطراف بشر, لهم ميول وأهواء. وإنما يكون المأمول أن يقاوم كل طرف أهواءه وتفضيلاته الخاصة ومصالحه الشخصية, بقدر الإمكان, وأن يعلي قدر استطاعته صوت الضمير بداخله خصوصا إذا كان الأمر متعلقا بالشأن العام ومصلحة الوطن.. والصراع الدائر حاليا علي الساحة الرياضية بين الإدارة الحكومية ممثلة في وزارة الرياضة, وبين القطاع الأهلي ممثلا في اللجنة الأوليمبية والأندية الكبري, حول قضية استقلال هذه الهيئات, أمر يثير القلق, لأن الأطراف جميعها لا تبذل الجهد الكافي للاقتراب من الموضوعية والابتعاد عن الشخصنة!
ورأيي أن الاستقلال الكامل للهيئات الرياضية, بعيداعن التدخل الحكومي, هو المستقبل الذي لا مفر منه للحركة الرياضية المصرية حتي تتوافق مع متطلبات التنظيمات الرياضية الدولية الحاكمة. إلا أنه بدلا من التقدم نحو هذا الهدف بخطي محسوبة وطبقا لجدول زمني وصولا إلي الهدف النهائي, فإن الطرفين للأسف جانبهما الصواب.. فالحكومة( وزراء الرياضة المتعاقبون) تريد الإبقاء للأبدعلي هيمنتها التاريخية علي قطاع البطولة, خاصة في كرة القدم حيث الأضواء والشعبية, ومجالس إدارة الأندية الكبري في المقابل تريد الاستقلال التام الآن وليس غدا, وبعضها ــ للأسف ــ يرتكب أخطاء فادحة من أجل البقاء في المناصب بأي ثمن, فيلجأ إلي الاستقواء بالمؤسسات الدولية للرياضة وربما لاستعدائها علي الإدارة الحكومية الوطنية!!
نحن مع إعلاء دور الجمعيات العمومية للهيئات الرياضية وتقنين ممارستها السلطات الكاملة, ليس فقط في أختيار القيادات بالانتخاب, وإنما أيضا في وضع اللوائح الخاصة بكل منها والرقابة المستمرة علي أعمال مجالس الإدارة, ونأمل أن تكون في العمر بقية تكفي لكي نري قانون الرياضة الجديد الذي طال انتظاره, محققا هذه الآمال ومقربا الرياضة المصرية من المكانة التي تستحقها.
وأختم موجها حديثي للنشطاء والثوار من الشباب الذين ينادون بالديمقراطية, فأقول لهم إن مصر العريقة والرائدة, عرفت الديمقراطية قبل مائة عام حتي علي مستوي الأندية, وكان سعد زغلول زعيم الوفد وزعيم ثورة1919 رئيسا للجمعية العمومية للنادي الأهلي, باعتبارها السلطة الأعلي فوق سلطة مجلس الإدارة, والتي تملك حق الرقابة عليه ومحاسبته وإسقاطه إذا لزم الأمر, حيث كان للجمعية العمومية في ذلك العهد كيان دائم يرأسه شخص محترم ومهاب.
( الاهرام المصرية 25/10/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews