معهد بيغن : الحرب القادمة مع حزب الله ستحرق الأخضر واليابس في لبنان
جي بي سي نيوز - : يتواصل في جامعة بار إيلان، الواقعة بالقرب من مدينة تل أبيب، المؤتمر السنويّ الذي يُنظّمه مركز بيغن- السادات للدراسات الإستراتيجيّة، وخلافًا للسنة الماضية، فقد كان المؤتمر هذه السنة زاخرًا بالقادة السياسيين والأمنيين في إسرائيل، الذين استغلوا المؤتمر لطرح أجنداتهم الخاصّة والعامّة، ولتوجيه الرسائل إلى دول الجوار، وتحديدًا إلى سوريّة ولبنان.
وكالعادة، فقد كان حزب الله حاضرًا في المؤتمر بشكل كبير، ذلك لأنّ صنّاع القرار في تل أبيب، باتوا على قناعة بأنّ الجيش السوريّ لم يعُد قادرًا على مواجهة إسرائيل عسكريًا بسبب انشغاله في قمع المعارضة المسلحة للنظام، كما صرّح وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعلون، وبالتالي، فإنّ العدو، مع أل التعريف، بحسب المصادر الإسرائيليّة، أصبح حزب الله، مع أنّ مركز الدراسات عينه، أصدر في الأيام الأخيرة دراسة عن المقاومة، جاء فيها أنّ حزب الله فقد كثيرًا من شعبيته في لبنان، بسبب تدخله في الشأن السوريّ الداخليّ، كما أنّ هذا التنظيم، الذي كان من أكثر التنظيمات العربيّة شعبيّة على صعيد الوطن العربيّ، بات اليوم، بحسب الدراسة، مكروهًا بسبب كونه تنظيمًا شيعيًا، يُساعد النظام العلويّ في سوريا، ضدّ الأكثريّة السنيّة في العالم العربيّ، كما قالت الدراسة الإسرائيليّة.
وقال لوزير الإسرائيلي أردان : إنّ الكنيست سيستكمل في غضون بضعة أسابيع عملية تشريع قانون الجبهة الداخلية الجديد، موضحًا أنّه اتفق مع وزير الأمن على أن قيادة الجبهة الداخلية في الجيش ستتولى المسؤولية عن مجالات الوقاية والحماية والمواد الخطرة والإعلام، على حدّ قوله.
ومن الأهمية بمكان الإشارة في هذه العجالة إلى أنّه على الرغم من مخاوف صنّاع القرار في تل أبيب من هجوم صاروخي من قبل حزب الله، فإنّ أكثر من أربعين بالمائة من سكّان إسرائيل لم يحصلوا حتى الآن على الكمامات الواقية من الغازات السامّة، بسبب عدم توفرها دائمًا، ومن ناحية أخرى، بسبب اللا مبالاة من قبل الإسرائيليين للحصول عليها من مراكز التوزيع، على الرغم من أنّ وزارة أردان قامت بحملة إعلاميّة ضخمة في وسائل الإعلام العبريّة لحثّ المواطنين على التوجه إلى المراكز للحصول على الكمامات الواقية.
في السياق ذاته، كان خطاب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال احتياط غيورا آيلاند، في المؤتمر عينه بمثابة صفارة إنذار للحكومة الإسرائيليّة بقيادة بنيامين نتنياهو، حيث وضع الجنرال آيلاند النقاط على الحروف، وقال إنّ الحرب المقبلة مع حزب الله ستبدو كالحرب السابقة عام 2006، وستتسبب بضربة اكبر لإسرائيل، لأنّ حزب الله تحسن على مستوى القتال التكتيكي أكثر مما تحسنت إسرائيل، مشددًا على أنّ الجيش لن يتمكن من الانتصار وإلحاق الهزيمة بالحزب ما لم يقدم على تغيير استراتيجياته، وتحسين قدراته الردعية، على حدّ قوله، وأردف قائلاً إنّ تفعيل القوة العسكرية يواجه تحدياً يرتبط بتغير طبيعة الحروب، فبعد حرب أكتوبر من العام 1973، أصبحت معظم الحروب تخاض بين دول ومنظمات، ولم تعد حروبًا شاملة بين دول، الأمر الذي يوجب على التخطيط العسكري تغيير طريقة العمل التقليديّة.
وبحسب الجنرال الإسرائيليّ، الذي يُعتبر مرجعية إستراتيجيّة مهمة جدًا في إسرائيل فإنّ العبرة الأولى في حرب لبنان الثانية، هي وقوع إسرائيل في خطأ الرد المناسب، إذ علينا أنْ نعلن بأنّ لبنان كله، من حزب الله إلى الحكومة إلى المواطنين المدنيين إلى الجيش اللبناني، كلهم أهداف يمكن ضربها..
وهذه النظريّة القتاليّة كان قد طرحها القائد السابق للواء الشمال في الجيش الاسرائيلي ، الجنرال غادي أيزنكوط، الذي قال في مقابلة مع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبريّة، قبل أنْ يُعيّن نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامّة، إنّه يتحتّم على إسرائيل في المواجهة القادمة مع حزب الله اعتبار كلّ لبنان كأنّه الضاحية الجنوبيّة، التي قام الجيش الإسرائيليّ بتدميرها كليًا في حرب لبنان الثانيّة. أمّا قائد اللواء الشماليّ في الجيش، الجنرال يائير غولان، فقال إنّه كلّما زاد حزب الله من ضربه للعمق الإسرائيليّ، فإنّ جيش الاسرائيلي سيزيد من توجيه الضربات القاسية له داخل لبنان، ولفت الجنرال غولان إلى أنّ القدرة والمعرفة اللتان يتمتّع بهما الجيش الإسرائيليّ قادرتان على إيجاد حلّ لمشكلة القصف الصاروخيّ المتوقّع من قبل حزب الله، وسنضطر إلى قصف القرى والبيوت في الجنوب اللبنانيّ، ذلك أنّ الحزب حوّل هذه القرى والبيوت إلى مخازن أسلحة، على حدّ قوله.
وزاد الجنرال غولان قائلاً إنّ الحرب القادمة في لبنان ستكون مع استعمال قوة هائلة مما تعودنا عليه في الماضي، ذلك أنه لا يُمكن القتال دون أن نُفعل قوتنا الكبيرة، وبالتالي فإن النتائج في المواجهة القادمة على الطرف الثاني ستكون صعبة للغاية على حزب الله وأنصاره .
وقال محللون : إن المقصود بالقوة الهائلة هو استخدام وسائل تدميرية شاملة ولكن غير غير مشعة ضد القرى الشيعية في الجنوب اللبناني ولبنان .
وتابع الجنرال غولان قائلاً إنّه على الرغم من الصواريخ التي أطلقتها حماس على جنوب إسرائيل ومنطقة مركز البلاد، فإنّ التهديد على الجبهة الشمالية يزيد بعشرات الأضعاف عما هو الحال جنوبًا، حيث تؤكّد التقديرات التي نملكها بأنّ حزب الله يمتلك 70 ألف صاروخ كثير منها مزودة بأجهزة توجيه ستقود هذه الصواريخ نحو أهدافها بدقة مثل إصابة محطة الكهرباء بمنطقة الخضيرة أوْ مقر القيادة العسكرية العامة (الكرياه) وسط تل أبيب أو مطار اللد الدولي، وإذا جمعنا التصريحات التي ذُكرت أنفًا نصل إلى النتيجة بأنّ إسرائيل ستلجأ في المواجهة القادمة إلى اعتبار كلّ لبنان ضاحية جنوبيّة وتدمير الأخضر واليابس في بلاد الأرز.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews