مصر وكوريا الشمالية علاقة قديمة جمدها السيسي بأمر ترامب
جي بي سي نيوز :- نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن سعي الرئيس الأمريكي إلى إجبار نظيره المصري، على التخلي عن علاقته بكوريا الشمالية، وذلك من خلال وقف إرسال المساعدات الاقتصادية والإمدادات العسكرية والأسلحة لمصر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قرار الرئيس ترامب كان غير متوقع، خاصة بعد اللقاء الذي جمعهما في نيسان/ أبريل الماضي، حيث أشاد الرئيس ترامب بجهود الحكومة المصرية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ترامب قد عمد إلى قطع المساعدات العسكرية والاقتصادية على حكومة السيسي بصفة مفاجئة. في الواقع، أقدمت واشنطن على هذه الخطوة من خلال وقف إرسال الإمدادات والأسلحة الأمريكية إلى القاهرة، دون أن تأخذ بعين الاعتبار التحالف العسكري الذي نشأ بين الدولتين منذ 40 سنة، ناهيك عن التنازلات التي قدمتها مصر لأجل إحيائه.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي قد أوضح في المذكرة أن "الحكومة المصرية لم تحرز أي تقدم في منهجها المتعلق بوقف الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان". في الواقع، تعمّد الرئيس الأمريكي المجاهرة بهذه المذكرة؛ لأجل إيجاد حجة تبرر قراره المفاجئ وتخفي السبب الأصلي، وهو العلاقة التي تربط مصر بكوريا الشمالية.
وأفادت الصحيفة أن الرئيس ترامب يسعى إلى إجبار الرئيس المصري على إنهاء علاقته بكيم جونغ أون، التي امتدت على مدى خمسة عقود. وعلى الرغم من الاختلافات الجغرافية والثقافية التي تميز هاتين القوتين، إلا أن مصر وكوريا الشمالية قد نجحتا في بناء علاقة متينة، انطلاقا من النقاط المشتركة التي رسمها ماضي الدولتين.
وبينت الصحيفة أن الاقتصاد الاشتراكي، يعتبر من النقاط المشتركة التي تجمع البلدين. فخلال خمسينيات القرن الماضي، انتهجت حكومة عبد الناصر وكيم إيل سونغ المبادئ الاقتصادية نفسها، فضلا عن تطلعهما إلى قيادة حصار ما يسمى "ببلدان عدم الانحياز". وبالتالي، كانت هذه النقاط كافية لإنشاء علاقة وثيقة، خاصة على جبهة التعاون العسكري.
وأضافت الصحيفة أن الأسلحة والمال لم يكونا العاملين الوحيدين اللذين ساهما في تعزيز جيش جمهورية كوريا الشمالية، الذي كان لا يزال يافعا آن ذاك. فقد ساهم الدعم السياسي الذي تبادلته الدولتان في أكثر المنازعات الدولية أهمية، في توطيد العلاقات بينهما.
وأفادت الصحيفة أن اللقاء الرسمي الأول، الذي جمع الدولتين على الصعيد الدبلوماسي كان سنة 1961، عندما استقبلت مصر مجموعة من المسؤولين الكوريين بهدف فتح قناة حوار مهمة. سنة 1967، أدان كيم إيل سونغ حرب الستة أيام التي قادتها إسرائيل. من جهة أخرى، لطالما دافع جمال عبد الناصر عن مواقف كوريا الشمالية، وخاصة أمام الولايات المتحدة.
وأوردت الصحيفة أن العلاقات لم تتوقف بين مصر وكوريا الشمالية، حتى بعد سقوط جدار برلين، وإدراج كوريا الشمالية ضمن قائمة "الدول المارقة". في المقابل، تعزز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الدولتين، ما ساعد الحكومة الكورية على تجنب الانعزال الدولي. وقد تجسد هذا التعاون من خلال إنشاء شركة كوريولينك، بفضل استثمارات شركة أوراساكوم المصرية.
كما بينت الصحيفة أن العلاقة بين مصر وكوريا الشمالية تمكنت من الصمود حتى خلال السنوات الأخيرة التي سجلت نهاية عهد مبارك وبداية ثورات الربيع العربي. وخلال هذه الفترة، اهتم الطرفان بالتعاون العسكري ما زاد من قوة علاقاتهما.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها مصر مؤخرا بخصوص علاقتها مع كوريا الشمالية، أفضت إلى وقف التعاون العسكري. وقد فعلت القاهرة ذلك ردا على إعلان دونالد ترامب تعليق المساعدات العسكرية والاقتصادية الموجهة لمصر.
وأفادت الصحيفة أن هذا القرار كان مفاجئا ومثيرا للجدل، خاصة أن مصر كانت من داعمي ترامب، بالإضافة إلى أنها تعتبر من أكثر الدول التزاما بمكافحة الإرهاب، واحتراما للتعاون الذي يجمعها بالولايات المتحدة. في الحقيقة، لم يلق قرار الرئيس ترامب استحسان المحللين الأمريكيين، الذين رأوا أن وقف التعاون من شأنه أن يحول مصر نحو المدار الروسي.
وأوردت الصحيفة أن الزيارة التي أداها وزير الدفاع المصري لكوريا الجنوبية، في الأيام القليلة الماضية، قد ساعدت على إيجاد الحلقة المفقودة بين قرار ترامب والتحالف المصري الكوري الشمالي. في هذه الزيارة، أعلنت مصر عن وقف العلاقات العسكرية والتعاون بين الدولتين.
في الختام، أفادت الصحيفة بأن قرار مصر قد يكون خيارا إلزاميا، فرضه خوفها على مستقبل الجيش بعد وقف الإمدادات والمساعدات الاقتصادية والعسكرية، بينما يمكن أن يكون مجرد خيار سياسي للتودد للبيت الأبيض. في الحالتين، يبدو أن ترامب قد نجح في زعزعة العلاقة بين مصر وكوريا الشمالية.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews