صحيفة: استفتاء كردستان العراق ليس بهدف الاستقلال
جي بي سي نيوز :- تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الجدل الذي يثيره الاستفتاء في كردستان العراق والذي يعتزم الأكراد إجراءه يوم 25 سبتمبر/أيلول 2017، وقالت إنه لا يهدف إلى استقلال الإقليم أو انفصاله بالضرورة.
فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتب محمد صالح قال فيه إن جهات عديدة تعارض هذا الاستفتاء وتنظر إليه بشكل من أشكال الإحباط.
وأوضح الكاتب أنه لا الولايات المتحدة ولا الحكومة في بغداد ولا عواصم إقليمية أخرى مثل طهران أو أنقرة تنظر إلى هذا الحدث في إقليم كردستان العراق بعين الرضى.
وأضاف أن هذه الجهات وغيرها تخشى أن يتسبب هذا الاستفتاء في زعزعة الاستقرار في العراق . وأشار إلى أن الولايات المتحدة تضغط على حكومة إقليم كردستان العراق من أجل أن تأجل الاستفتاء إلى أجل غير مسمى.
واستدرك الكاتب بأن هذه المخاوف تعتبر غير عادلة وفي غير محلها، وقال إن الحكومات في بغداد وطهران ودمشق وأنقرة فعلت الكثير مما أثار الفوضى في المنطقة وأكثر مما قد يتسبب به الناخبون في إقليم كردستان العراق.
وأضاف أن التركيز من جانب البعض على مثل هذه المخاطر المزعومة يفتقد إلى معرفة السبب الحقيقي لما يخطط له الأكراد من وراء هذا الاستفتاء في المقام الأول.
وأوضح أنه على الرغم من التطلعات الكردية المشروعة لإقامة الدولة، فإنه ليس بالضرورة أن يشكل هذا الاستفاء دفعة من أجل الاستقلال.
وتابع أن الغرض من هذا الاستفتاء هو إعادة هيكلة العلاقة بين حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية في بغداد، وقال إن كبار المسؤولين الأكراد سبق أن أشاروا مرارا وتكرارا في تصريحاتهم في السنوات الأخيرة إلى استعدادهم لإجراء تسوية مع بغداد بعيدا عن الاستقلال، وذلك مثل قيام "كونفدرالية" بين إقليم كردستان العراق والعراق.
وقال الكاتب إن قادة الأكراد يأملون في أن يلفت الاستفتاء انتباه العالم الخارجي إلى العلاقة المختلة مع الحكومة في بغداد.
وتحدث الكاتب بإسهاب عن المسألة الكردية عبر التاريخ وعن مدى تعرض الأكراد للعنف والقمع والاضطهاد، الأمر الذي يجعل الاستقلال الكامل أمرا مرغوبا به لدى العديد منهم.
لكن حكومة الإقليم في أربيل تدرك من جانبها مدى المعارضة التي تلقاها هذه الخطوة سواء من بغداد أو إيران أو الولايات المتحدة أو حتى تركيا التي أرسلت إشارات مختلطة بهذا السياق.
وأعرب مجددا عن رغبة القادة الأكراد في نشوء نظام كونفدرالي بين الأكراد والعراق أو بين دولتين منفصلتين لكنهما متحدتان.
وأشار إلى المكالمة الهاتفية التي جرت في العاشر من أغسطس/آب الماضي بين رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بهذا السياق، وقال إن البارزاني أعرب عن استعداده لإجراء تسوية أخرى مع بغداد بعيدا عن الاستقلال مثل الكونفدرالية.
وتحدث الكاتب عن المزايا المختلفة التي تعود على الجهتين في حال إنشاء نظام الكونفدرالية بين إقليم كردستان العراق والعراق.
وقال إنه إذا كانت الولايات المتحدة جادة في معارضة قيام الدولة الكردية المستقلة، فإنه يجدر بواشنطن العمل على تحقيق هذا الهدف المتمثل في الكونفدرالية بدلا من الدعوة إلى تأجيل الاستفتاء.
وقال إن الكونفدرالية تتطلب إعادة صياغة دستور البلاد أو اتخاذ تدابير أخرى صعبة لمعالجة المشاكل المتعلقة بالطاقة والأراضي والضمانات الأمنية لكلا الجانبين، ولا سيما للأكراد الذين لديهم مظالم أمنية مشروعة طويلة الأجل.
وأشار إلى أن الكونفدرالية تعتبر ممكنة ولكنها تحتاج إلى إرادة وإلى ضغط دبلوماسي، وإلا فإن البديل قد يتمثل في أن الاستفتاء قد يقود في نهاية المطاف إلى الاستقلال.
المصدر : نيويورك تايمز,الجزيرة
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews