على اسرائيل دعم اوباما في الموضوع الايراني كما فعلت في سورية
كل طالب في العلوم السياسية يعرف اسم خوان لينتس، باحث الانظمة الشهير الذي توفي هذا الاسبوع. ويشتهر لينتس بكتابه عن سقوط الديمقراطيات وتغييرات الانظمة من الدكتاتورية الى الديمقراطية. وعندما سُئل قبل بضع سنوات عن الفشل الاكبر في البحو في العلوم الاجتماعية، أجاب بلا تردد: “القدرة الضيقة لدينا لمعرفة كيف تنشأ الزعامة”.
مفهوم الزعامة هو بالفعل احد المفاهيم الاقل فهما في العلوم الاجتماعية، والمجال، كما كتب احد الدارسين فيها، “التي لم يعمل أبدا لزمن طويل، قدر كثير جدا من الناس فيها كي يقولوا القليل جدا”. في كل العالم، يبحثون عن زعماء ويحاولون اعطاء مؤشرات عليهم. مرات عديدة نعترف بالزعماء الكبار في نظرة الى الوراء.
ان التطلع الى الزعامة يبرز على نحو خاص حين يدور الحديث عن الرؤساء الامريكيين، الذين هم ذوو تأثير بعيد المدى يتجاوز دولتهم. فدور الرئيس الامريكي في العلاقات الدولية حرج بالنسبة للسلام العالمي، الاستقرار وتصميم قيم الحرية والتحرر. عندما يفشل الزعيم الامريكي، تكون أمريكا نفسها في ضائقة. وعليه، فان الجميع، من محبي الديمقراطية واعدائها، يتطلعون الى واشنطن والى البيت الابيض كي يروا الى أي مدى تقود امريكا العالم والى أي مدى يبث رئيسها نفسه حصانة أم ضعفا.
في الحالة الاسرائيلية، فان الزعامة الامريكية حرجة لمجرد وجود الدولة وقدرتها على الازدهار. وعليه، فعندما تكون الزعامة الامريكية، ولا سيما زعامة الرئيس الامريكي، موضع شك في العالم، تشعر اسرائيل، وعن حق، بالتهديد.
فكيف إذن يمكن تعزيز قوة الزعامة الامريكية؟ هل توجد لدينا القدرة على المساهمة في حصانة اوباما كزعيم للعالم الحر أم ببساطة الانتظار الى أن تتغير الادارة في واشنطن. وربما، ونحن لا نفهم، كما سيدعي آخرون، لان اوباما هو عمليا رئيس ناجح لا يبذر بسهولة مقدرات قوة الرئاسة وينتظر الازمنة الحرجة حقا كي يمارس زعامته، وعلى رأس ذلك تجنيد العالم واستخدام القوة في الحالة الايرانية.
ان تصريح نتنياهو في الامم المتحدة، بانه اذا فكرت اسرائيل بان ايران تجتاز الحافة النووية فانها ستعمل ضدها بشكل مستقل “من اجل كل العالم”، يضع بقدر ما زعامة اوباما في الظل، وعلى الاقل يتحدى هذه الزعامة. لقد وضع بيبي نفسه كمن يقرر النظام العالمي من فوق حسم الرئيس الامريكي.
لقد اعتقدت اسرائيل دوما، وعلى حق، بانها دولة ذات سيادة، ولها الصلاحية العليا للدفاع عن أمنها، بل ومرات عديدة انطلقت الى العمل حتى دون موافقة الولايات المتحدة، ولا سيما حين اعتقدت أن المخاطر المحتملة من عدم عملها أدنى من الفضائل الكامنة في نجاحها. كما كانت احيان اختارت فيها أمريكا عدم التدخل، ولكن الرئيس أعطى اسرائيل عمليا “ضوء اخضر”، مثلما فعل جورج بوش في موضوع قصف المفاعل في سوريا إبان حكومة اولمرت.
في الحالات التي تقرر فيها اسرائيل العمل مع درجة خطر عالية، تفترض، بل وتعتمد، على أن مصلحتها ومصلحة امريكا قريبتين، وان لها اسنادا في موقف ومكانة الرئيس. القدس ملزمة، بالتالي، بالمناورة بين مبدأ الحفاظ على حقنا السيادي، مبدأ التحالف مع امريكا والاعتراف بان علينا أن نعزز قوة الرئيس الامريكي كحليف داعم، وليس كانسان ضعيف ومتردد.
لقد تمكنت اسرائيل في الاشهر الاخيرة من الصمت حتى عندما كانت زعامة اوباما في شك في الموضوع السوري، وهي ملزمة بان تطور هذه الزعامة في الموضوع الايراني، لا أن تعمل على تقزيمها. هذه مهامة غير بسيطة.
( يديعوت 8/10/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews