جنرال إسرائيلي : الحرب القادمة ستندلع بشكل مفاجئ
جي بي سي نيوز - : عبّر جنرال إسرائيلي خلال مقابلة خاصة مع صحيفة معاريف، عن اعتقاده بان الحرب القادمة ستندلع بشكل مفاجئ، معبراً عن مفاجأته كذلك من تحول الاستعدادات الأمريكية لمهاجمة سوريا إلى اتفاق تسوية، ورأى أن الوضع السوري يختلف عن إيران، وأوضح أن الجيش استفاد من استعداداته لوضع تنشأ فيه حرب مع سوريا، ودعا إلى تقصير مدة أي حرب مستقبلية بسبب ازدياد التهديدات المحدقة بالعمق الإسرائيلي.
وقال "كوبي باراك" رئيس قسم التكنولوجيا واللوجيستيكا في الجيش الإسرائيلي، الأحد : "نعتقد بان الحرب القادمة ستندلع بشكل مفاجئ لغالبية القوات العسكرية، وأنا لا أقول بأنهم سيفاجئوننا لكن يمكن أن ينشأ وضع كما حدث في عملية "عامود السحاب" حيث الوحيد من قسم التكنولوجيا واللوجيستيكا الذي عرف بأننا سنهاجم احمد الجعبري هو أنا فقط فيما لم يعرف البقية شيئا وذلك حفاظا على السرية ".
وأضاف الجنرال: "بالرغم من الصواريخ التي سقطت في المنطقة الجنوبية ومنطقة الوسط لكن التهديد على الجبهة الشمالية يزيد بعشرات الأضعاف عما هو الحال جنوبا حيث تفيد التقارير بان حزب الله يمتلك 70 ألف صاروخ كثير منها مزود بأجهزة توجيه ستقود هذه الصواريخ نحو أهدافها بدقة مثل إصابة محطة الكهرباء بمنطقة الخضيرة أو مقر القيادة العسكرية العامة "كرياه" وسط تل أبيب أو مطار بن غوريون كذلك يحتفظ ما تبقى من الجيش السوري بعدد مماثل من الصواريخ ما يضع مواقع الجيش ومخازنه وقواعده الجوية تحت تهديد ناري كبير وثقيل ولن تنجح بطاريات القبة الحديدية بتوفير الحماية الكاملة ومن الواقعي الافتراض بان هذه البطاريات ستخصص لحماية البنى التحتية الأساسية والهامة وقواعد سلاح الجو".
وتابع بقوله: "إن تهديد العمق الإسرائيلي هو الفارق الكبير بين حرب أكتوبر التي اندلعت قبل 40 عاما وبين الحرب القادمة إذا ما اندلعت ففي حرب أكتوبر غير بعض صواريخ "فروغ" التي أطلقت من سوريا على منطقة "رمات دافيد" لم يواجه العمق الإسرائيلي تهديدا حقيقيا، لكن هذه الأيام فان العمق الإسرائيلي يواجه تهديدا قويا يؤثر على السلسة اللوجيستية، وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى تفعيل قوة هائلة في ضربة واحدة ووقت واحد على أمل تقصير فترة الحرب إذ لا يمكننا ولا نستطيع تحمل حربا طويلة ".
وأوضحت الصحيفة أن الجنرال "باراك" شعر مثله مثل جميع أركان المؤسسة الأمنية بالدهشة والمفاجأة الكبيرة من طريقة تحول التهديد الأمريكي بضرب ومهاجمة سوريا إلى اتفاق وتسوية روسية أمريكية وافق في سياقها الرئيس السوري بشار الأسد على نزع أسلحته الكيماوية .
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي وقف قبل ثلاثة أسابيع فقط في حالة تأهب واستعداد قصوى وجند قوات الاحتياط وفتح مخازن الاحتياط، ونشر بطاريات "حيتس" والقبة الحديدية والباتريوت في ميادين القتال المتوقعة، حيث قال الجنرال: أن "الوضع حاليا بات أفضل وأكثر هدوءا وإذا تم تنفيذ الاتفاق الروسي الأمريكي سيكون أمرا ليس سيئا ونحن لا نسعى وراء الحروب بل نتابع ما يجري في سوريا وإذا فعلا تم التخلص من الأسلحة الكيماوية فان هذا سيكون أمرا ممتازا".
وفي سؤال حول الخشية من استنتاج الإيرانيين بأن أمريكا لن تهاجمهم بناء على الوضع السوري، أجاب الجنرال "باراك": "يتوجب عدم استنتاج أي شيء مما جرى وحدث ونحن موجودون في محيط استراتيجي معقد يستوجب منا بحث كل أمر لوحده وحسب معطياته الخاصة".
وفيما يخص جدوى حالة الاستنفار التي أعلنها الجيش الإسرائيلي عقب الحديث عن هجوم أمريكي على سوريا والدروس المستفادة منها قال الجنرال: " كل خطوة من هذا النوع تحسن من قدراتنا ووضعنا، خاصة حين لا يحدث شيء الاستعداد الدائم والقدرة على الحركة هنا وهناك يعتبر دوما أمرا جيدا، لقد استخلصنا عبرا كثيرة جدا من عملية "عامود السحاب" التي وقعت في نوفمبر 2012 وترجمنا هذه العبر والدروس واقعا ملموسا ولا حاجة لدخولي هنا لتفاصيل سرية".
وفي سؤال للصحيفة هل تشكل الخطوات التي ينوي الجيش اتخاذها في سياق الخطة متعددة السنوات "تعوزاه" خطرا داهما وفوريا؟،ـ وهل تعيد هذه الخطوات الجيش لمرحلة ما قبل حرب لبنان الثانية حيث توقفت التدريبات وتم تجاهل الاستخبارات البرية ووجهنا كافة المصادر والموارد نحو المخابرات التابعة لسلاح الجو؟.
أجاب الجنرال: "التغير ينبع من قدرتنا على ملاءمة ومواءمة أنفسنا للمتغيرات والتحديات القائمة إضافة إلى الاحتفاظ بقدرات برية لمواجهة الأخطار القديمة التي لا زالت تطل برأسها ولم تختف نهائيا حتى الآن وهناك إمكانية لتقليص بعض القوات لكن ما سيتبقى يجب أن يكون متطورا ومتقدما جدا من الناحية التكنولوجية وبالتالي قادرا على إعطاء الردود المطلوبة.
وتابع بقوله: على سبيل المثال إذا قمت بإخراج دبابات قديمة من الخدمة يجب عليك استيعاب دبابات أكثر تطورا لكن بأعداد اقل إضافة إلى قدرات تجسس وإصغاء واتصال عالية يمكنها مضاعفة القدرة الناتجة عن هذه الدبابات وإذا تنازلنا عن القديم والجديد المتطور سنكون في وضع ليس بالجيد ولكن من المهم جدا أن تكون المعدات الجديدة متطورة ومناسبة لان الجيش يجب أن يكون مستعدا لمواجهة أخطار على جبهات عدة في نفس الوقت ويجب عليه أن يحارب بشكل سريع .
وشدد الجنرال على ضرورة تقصير مدة الحرب القادمة، قائلاً: يجب على الحرب القادمة أن تكون قصيرة وذلك بسبب تهديد الصواريخ للعمق الإسرائيلي لكن سريعة هي كلمة نسبية لان انجاز هذه المهمة ستستغرق بعض الوقت في بعض الحالات لكن هناك فرصة حقيقية لإدخال تغيرات داخل الجيش نفسه وتحضير الجيش القادم لدخول عصر الحداثة والتطور".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews