إسرائيل تعاقب الأسرى المضربين وتقمع متضامنين
جي بي سي نيوز :- شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ إجراءات عقابية بحق عدد من الأسرى المضربين بعد ساعات قليلة من إعلانهم إضرابا مفتوحا عن الطعام، بينما أصيب فلسطينيون في مواجهات مع قوات الاحتلال أثناء مسيرة متضامنة مع الأسرى.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصلحة السجون أنها بدأت باتخاذ "إجراءات انضباطية" بحق المضربين، كما نقلت عددا منهم إلى العزل الانفرادي.
وأشارت الإذاعة إلى أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان أوعز بعدم إجراء أي مفاوضات مع الأسرى المضربين عن الطعام.
مواجهات
وفي الأثناء، أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص المطاطي وحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.
وقالت مصادر محلية إن عشرات الشبان الفلسطينيين توجهوا إلى موقع قبة راحيل العسكري بين القدس والخليل بعد الانتهاء من مسيرة ضمت المئات شاركوا فيها مساندة للأسرى الفلسطينيين المضربين.
كما شارك مئات الفلسطينيين في مسيرة جماهيرية دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة لإحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني. وطالب المشاركون في المسيرة المنظمات الدولية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء سياستها العقابية بحق الأسرى.
تحسين الأوضاع
وقد بدأ اليوم 1500 أسير فلسطيني إضرابا مفتوحا عن الطعام في كافة السجون الإسرائيلية للمطالبة بتحسين أوضاعهم الإنسانية، بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف الـ17 من أبريل/نيسان.
وقالت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة إن 1500 أسير في كافة السجون الإسرائيلية بدؤوا إضرابا مفتوحا عن الطعام بقيادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي المحكوم بالمؤبد خمس مرات، مرجحا ارتفاع أعدادهم لاحقا.
وتحدثت مصلحة السجون الإسرائيلية عن مشاركة المئات من الأسرى المحسوبين على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل أخرى في الإضراب الذي تقوده حركة فتح، وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن أسرى حماس في سجني هداريم وجلبوع أعلنوا انضمامهم للإضراب فعلا.
وحسب خطة الإضراب التي أعلنها القيادي مروان البرغوثي في رسالة من سجنه، فإن الأسرى سلموا إدارات السجون رسائل بمطالبهم الأحد، وشكلوا قيادات للإضراب موزعة على كافة السجون.
ودعا البرغوثي جميع الأسرى إلى وقف الحوار مع مصلحة سجون الاحتلال حول مطالبهم، وقال إنه سيكون الجهة المخولة بالتفاوض.
ويعد هذا الإضراب هو الأوسع منذ الإضراب الجماعي في مايو/أيار 2012 الذي استمر 28 يوما وشارك فيه نحو 2500 أسير، وانتهى بإنهاء العزل الانفرادي لعدد من قيادات الحركة وإعادة السماح بالزيارة لعائلات الأسرى من قطاع غزة.
من مسيرة أمس المتضامنة مع الأسرى في يومهم ومع بدء إضرابهم (الجزيرة)مطالب الإضراب
والإضراب الجديد هو الأكبر الذي يشارك فيه أسرى فتح منذ عام 2004، ويحمل مطالب إنسانية كتركيب هاتف عمومي في كافة السجون لتواصل الأسرى مع ذويهم، وانتظام زيارات الأهالي وزيادة وقت الزيارة.
ويطالب الأسرى بوقف الإهمال الطبي للمرضى منهم وإغلاق ما يسمى "مستشفى سجن الرملة" لعدم صلاحيته في تأمين العلاج، وإطلاق سراح الأسرى المرضى من ذوي الإعاقة والأمراض الصعبة.
كما طالبوا بمعاملة إنسانية خلال تنقلاتهم بالبوسطة (حافلات نقلهم عبر السجون والمحاكم)، والسماح بإدخال الكتب والصحف والملابس والمواد الغذائية خلال الزيارات، إلى جانب إنهاء سياستي العزل الانفرادي والاعتقال الإداري، وإعادة التعليم الجامعي والسماح بتقديم امتحانات الثانوية العامة.
ووفقا لأحدث إحصائية رسمية، تحتجز إسرائيل في أكثر من عشرين سجنا ومركز اعتقال نحو 6500 أسير فلسطيني، بينهم ثلاثمئة طفل و57 امرأة، ونحو خمسين أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما، إلى جانب مئات المرضى.
انتفاضة السجون
وقال رئيس هيئة الأسرى عيسى قراقع في مؤتمر صحفي قبيل انطلاق "إضراب الحرية والكرامة" كما أسماه مروان البرغوثي، إن هذه الخطوة تستند إلى مطالب حياتية وإنسانية وليست مطالب سياسية.
وقال قراقع إن الإضراب الذي وصفه بالانتفاضة، جاء بعد فشل الحوار مع مصلحة السجون وتمادي الأخيرة في اعتداءاتها الوحشية والانقضاض على الأسرى ومحاولة سلب حقوقهم.
واعتبر قراقع هذا الإضراب انتفاضة ضد التشريعات العنصرية التعسفية، وآخرها طرح مشروع قانون إسرائيلي لحجز أموال السلطة الفلسطينية المخصصة لإعانة أهالي الأسرى والشهداء.
وقال إن الإضراب سيعيد التأكيد أن قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين شرط مسبق لأي حل سياسي أو تسوية مستقبلية.
وإذ أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية استعدادها لقمع الأسرى المضربين وعزلهم وشرعت بحملة تنقلات في صفوف قيادات الحركة وعلى رأسهم عميد الأسرى كريم يونس، دعا رئيس هيئة الأسرى إلى توفير الحماية الدولية لهم.
وحذر من لجوء الاحتلال إلى خطوات قاسية كمصادرة الملح الذي يشكل مادة الغذاء الوحيدة مع الماء للأسرى المضربين كي يبقوا على قيد الحياة، كما فعل في إضراب عام 2004.
زخم تنظيمي
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس للجزيرة نت إن أربعة أسرى من مرضى القلب قرروا المشاركة في الإضراب من سجن النقب رغم استثناء المرضى والأشبال والأسيرات من هذه المعركة.
وقال إن انخراط عدد كبير في إضراب واحد بعد سلسلة من الإضرابات الفردية سيعطي زخما تنظيميا قويا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، متوقعا نجاح الإضراب في تحقيق جزء كبير من مطالب الأسرى.
وحذر فارس من قمع الإضراب أو تجاهله، وقال إنه كلما طالت أيامه سيهدد بتفجر الأوضاع داخل وخارج السجون أيضا.
ومن المتوقع أن يواكب الإضراب حركة مظاهرات شعبية فلسطينية، إلى جانب حراك سياسي كشف عنه رئيس نادي الأسير من خلال مراسلات إلى السفارات الفلسطينية في الخارج لدعوة كافة الدول من أجل الضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب الأسرى.
من جهتها، أعلنت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس في سجون الاحتلال وكذلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في السجون دعمهما ومساندتها للإضراب ومشاركة كافة أسراها في سجن هداريم مع زملائهم من كل الفصائل.
وحذرت حماس، في بيان الأحد، إدارة السجون من المساس بالأسرى المضربين، وقالت إن التأخر في تلبية مطالبهم سوف يفجر الأوضاع في كافة السجون، ويحول الحركة الأسيرة إلى جسد واحد.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews