وكانت أبحاث سابقة قد ربطت مضادات الأكسدة بالحيلولة دون تلف الخلايا الذى يمكن أن يحدث مع تقدم العمر ومع الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى، وقد تحقق مضادات الأكسدة هذا الأثر من خلال وقف أو إبطاء الإجهاد التأكسدي الذي يتلف الخلايا وتم ربطه أيضا بتطور حالات الإصابة بالخرف.
ونقلت رويترز عن فريدريك شميت أحد كبار الباحثين فى الدراسة من جامعة كنتاكى فى ليكسينغتون: "يعتقد أن تناول مضادات الأكسدة فى الطعام أوالمكملات الغذائية يقلل من الإجهاد التأكسدى في أنحاء الجسم".
وتابع: "ربما مكملات الغذاء المحتوية على مضادات الأكسدة أقل فاعلية من تلك التى يتم تناولها عبر الطعام.. والخلاصة هى أن الأدلة لصالح المكملات الغذائية التي تحتوي على مضادات أكسدة محدودة".
ولإجراء الدراسة فحص الباحثون بيانات 7540 رجلا من كبار السن شاركوا في تجربة أوسع نطاقا تنظر فى تأثير فيتامين (إى) والسيلينيوم على احتمالات الإصابة بالسرطان.
وتم توزيع المشاركين عشوائيا على أربع مجموعات إحداها لمن يتناولون مكملا غذائيا لفيتامين (إى) والأخرى للسيلينيوم وثالثة يتناول المشاركون فيها كلا المكملين ورابعة يتناولون فيها أقراصا وهمية.
وتمت متابعة الحالة الصحية لنصف الرجال المشاركين فى الدراسة لمدة خمس سنوات، والنصف الآخر لمدة ست سنوات إضافية، ولم تجد الدراسة أى فروق فى احتمالات الإصابة بالخرف بين المجموعات الأربع وفقا للنتائج التى نشرت فى دورية (غاما نيورولوجى).
وفى بداية الدراسة كان متوسط أعمار الرجال الذين شاركوا 68 عاما دون أن يكون لديهم أي تاريخ مرضى لتدهور الإدراك أو علل عصبية، وخلال فترة الدراسة أصيب 325 منهم بالخرف وهو ما يمثل تقريبا نسبة 4.4% من الرجال فى كل مجموعة.
وبناء على تلك النتائج خلص الباحثون إلى أن الأشخاص غير المصابين بالخرف، لا يجب أن يتناولوا مكملات غذائية تحتوى على مضادات أكسدة فقط لمنع التدهور الإدراكى.
وقال شميت إن نظاما غذائيا مثل الذى تتبعه شعوب البحر المتوسط الغنى بالفواكه والخضر والبقول والحبوب الكاملة والأسماك والدهون الصحية، قد يساعد فى الوقاية من الخرف حتى لو لم تنجح المكملات الغذائية فى ذلك كما قد تنجح ممارسة التمرينات الرياضية فى المساعدة فى منع التدهور الإدراكى.