معاريف : خطة بوتين لإنهاء الحرب في سوريا وبقاء الأسد
جي بي سي نيوز - : نشرت صحيفة معاريف في عددها الصادر الإثنين ، ما قالت إنها خطة روسية لإنهاء الحرب في سوريا، وعدم اكتفاء الجهد الروسي، بمبادرة السلاح الكيميائي في سوريا، مشيرة إلى أن هذه الخطوة مبنية فعلاً على الضعف الأميركي، وتوجه موسكو لاستغلاله لأقصى حد، وصولاً إلى تمديد ذلك باتجاه الملف النووي الإيراني، وإيجاد حل سلمي له.
وكتبت صحيفة معاريف انه "إذا سألتم موسكو، فإن (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين هو البطل الإنساني الأكبر بالأزمة الناشئة في سوريا، وان الخطوة الروسية وفقاً لهذه الرؤية هدفها في نهاية الأمر الدفع باتجاه سحق وإنهاء الحرب الأهلية وليس فقط تجريد النظام السوري من السلاح الكيميائي".
وأضافت الصحيفة "بالطبع بحسب هذا السيناريو من المتوقع أن يستمر (الرئيس السوري بشار) الأسد في قيادة الحكم، أما المعارضة السورية التي وصفها بوتين في مقالته بنيويورك تايمز بأنها مؤلفة أساساً من مقاتلي القاعدة ومختلف أنواع المتطرفين من المتوقع أن تختفي" وفق الصحيفة ، ولفتت الصحيفة إلى انه “بين السطور الروسية يلمحون أيضاً إلى أنه من شأنهم أن يحصلوا على موافقة أميركية يتعهدون فيها بأن لا يسلحوا المعارضين للأسد” نظير مساعدة واشنطن في الملف الإيراني .
ورأت معاريف أنه ليس صدفة أن يضع الأسد في مقابلته مع التلفزيون الروسي شروطاً للأميركيين مقابل نقل مخزون سلاحه الكيميائي وإخضاعه للرقابة الدولية، وقالت أحد الشروط التي طرحها (الأسد) وبوضوح هو وقف تسليح " الإرهابيين " ، وربما هو مطلع على التوافق الذي أنجز في هذه المسألة.
وتابعت القول : يدعون في موسكو أن الاتفاق في مسألة السلاح الكيميائي يمكن أن يحرك عملية تؤدي إلى إنهاء كل الحرب الأهلية في سوريا، إذا ما تم تنفيذ الشروط التي تضعف " المتمردين " إلى حد إجبارهم على ترك سلاحهم. إن الروس ينوون استغلال الاتفاق من أجل زيادة زخم الأسد. وإذا حصل هذا يمكن وبشكل ساخر أن ينسب الأسد انتصاره في الحرب الأهلية إلى استخدام السلاح الكيميائي، بحسب الصحيفة.
وتضيف معاريف : “يربط الروس بين دخول مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا المتوقع في إطار التسوية مع الولايات المتحدة الأميركية وبين التراجع المتوقع في أعقاب ذلك بالمعارك الدائرة في هذه الدولة، ويحتمل جداً أن يكون الأمر يشير إلى نيتهم توسيع صلاحية المراقبين إلى أكثر من السلاح الكيميائي والطلب منهم منع نقل السلاح إلى المعارضة ، وما هو واضح الآن أن الروس يسعون إلى تحصيل التزام أميركي بوقف تسليح وتدريب " المتمردين " ، هذا إذا لم يكونوا قد حصلوا على هذا الالتزام من تحت الطاولة ”.
وأردفت الصحيفة “لكن في موسكو لا يكتفون بذلك، إنهم ينوون استغلال الضعف الأميركي من أجل مطالبة واشنطن الضغط أيضاً على حلفائها العرب للتخلي عن دعم المتمردين ”.
ولفتت معاريف إلى انه “في خطة موسكو الكبرى أيضاً مكان محفوظ محترم للإيرانيين، وعلى خلفية التقارير التي تحدثت عن بداية حوار بين أوباما و(رئيس الجمهورية الإيرانية الشيخ حسن روحاني)، فإن الروس يرون هناك فرصة لحل الأزمة النووية، ومن غير المستبعد أن يكون جزءاً من الصفقة مع الأميركيين التزام موسكو بالطلب من إيران وقف “تدخلها العميق” في “الحرب الأهلية” داخل سوريا، مقابل التزام أميركي بالتراجع عن مساعدة المتمردين”، على حد تعبير الصحيفة.
وخلصت الصحيفة إلى القول “أن الإتصالات الدبلوماسية موجودة الآن في مرحلة ستصعب على الأميركيين العودة إلى التهديد العسكري الذي منذ البداية لم يكونوا يريدونه فعلاً”، وأضافت : “بالنسبة للإدارة في واشنطن، الصفقة الروسية ستوفر السلم الضروري من أجل النزول عن شجرة الهجوم والسماح لاوباما التركيز على المواضيع الداخلية كما كان يرغب دائماً. وبالنسبة لإيران ستخلق الأرضية المريحة لمواصلة الاتصالات مع الولايات المتحدة الأميركية، أما روسيا نفسها التي حافظت دائماً وبحزم في الدفاع عن الأسد حتى وان تعرضت لانتقادات قاسية بسبب ذلك، فستحسن من مكانتها الدولية”.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews