جاريث بيل والريال.. فيلم بائع البطيخ!
وأخيراً انتهى الفيلم.. لا، إنه مسلسل، وطويل جداً وممل و”ممط”! بالطبع عرفتم ما أتحدث عنه، إنه مسلسل “ساندي بيل”! عفواً، أقصد مسلسل “جاريث بيل” الذي أخرجه توتنهام، وأنتجه ريال السبكي!
منذ شهور ونحن ننتظر أن يتم الإعلان عن توقيع بيل للريال.. إلا أن ذلك لم يتم إلا قبل إغلاق باب الانتقالات بساعات، ولا أدري إن كان ذلك من أجل التشويق! أم لأن كل طرف كان يريد أن يكسب الوقت ويفرض شروطه على الآخر.. فمثلاً بالنسبة للريال، هم يفكرون أن توتنهام يجب أن يرضخ في النهاية.. فاللاعب يعشقهم، العشق المسموح!
أما توتنهام فيفكر أن الريال يحب بيل! الحب من طرف نادي! وأنه لن ينافس هذه السنة من دونه، وكانوا ينتظرون أن يحدث شيء استثنائي، كأن يصاب كريستيانو! أو لا يظهر بمستواه، أو يظهر الريال كله بشكل سيء، فترتفع قيمة لاعبهم وأسهمه أكثر وأكثر! وفي أسوأ الأحوال وإن عاند الريال فإن “زيتنا في دقيقنا”! وكما نعلم الدقيقة تفرق في عالم كرة القدم، ورأينا ذلك في مباراة تشيلسي وبايرن! وأتمنى ألا يسألني أحد ما دخل الدقيق بالدقيقة! لأني لا أملك إجابة، هناك أشياء لا نملكها، ولا نستطيع شرائها! فليست كل الأشياء جاريث بيل!
ملايين اليوروهات دُفعت في بيل، ويقال إنها تخطت الـ90 مليون وربما الـ100! ولا أعلم إن كان الريال سيندم، ومن ثم يتخلى عن بيل بالمجان، كما حدث مع كاكا! ونجد الريال بعد أن حفى شهوراً من أجل بيل، يشحت من الأندية الأخرى قائلاً: “خذوا بيل، لا أريد مالاً.. فقط ادفعوا راتبه يا محسنين”! وربما ينجح بيل، ويستعيد الريال أمواله من بيع القمصان والأحذية ورباطاتها! لا أحد يعلم، فالمسألة تشبه البطيخة نوعا ما! إما تكون حمراء وحلوة، وإما تكون عكس ذلك.. سيقول أحد إن مسألة شراء بيل مدروسة من كل النواحي، سأقول له: ألم تشاهد بائع البطيخ وهو يضرب على البطيخة تلو الأخرى، ويستمع إلى الأصوات الصادرة كأنه موزارت! ومن ثم يقدمها لك ويقول لك: “هذه هي.. كلها وادعي لي”! إنها دراسة يا حبيبي!
غاريث بيل قال: “يمكنني القول بأمانة إن هذا هو حلمي، وقد تحول إلى حقيقة”، أتمنى ألا يتحول حلمك إلى كابوس! خاصة أن السيناريو الذي جئت به، والمبلغ الذي دفع فيك، يجعل عشاق الريال ينتظرون منك أن تكون نسخة كربونية عن نجم الريال إيسكو! آسف حقاً، أقصد نسخة كربونية عن نجم الريال كريستيانو! وهذه مشكلة كبرى، فحتى الآن كريستيانو نفسه لا يظهر ككريستيانو “الأصلي” الذي عرفناه مع مورينيو! مورينيو الذي “لا يستحق عناء الرد”! فالله يعينك ويسترها عليك يا جاريث يا ابن مارك وديبي!
عموماً، عملية انتقال أول ويلزي إلى الريال تكللت بالنجاح، وهذا هو المهم، فأنا أحب هذا اللاعب.. حتى إشعار آخر! والسبب فني بحت: فقد ولد في اليوم الذي وُلدت فيه! لابد من أنه سيكون مبدعاً ناجحاً كلاشنكورياً!
معاني الكلمات:
ساندي بيل: مسلسل كرتوني يصعب أن يعرفه جيل “البيكومون”، و”المحقق كونان” يبدو واثقاً..!
السبكي: عائلة مصرية اشتهرت في الإنتاج السينمائي، وأنتجت أعمال خالدة مثل “اللمبي” و”قصة الحي الشعبي”!
ممط: مصطلح استخدم في مسرحية “الصعايدة وصلوا”.. وحقيقة، هو بلا معنى!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.
( المصدر : الامارات سبورت 4-9-2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews