الشهيد عرفات.. لم يهجر "الأنفاق" حتي في يوم عرس شقيقاته
جي بي سي نيوز :- كان قبلها بلحظات يتحدث مع زملائه في نفس النفق عن الشهادة وشرفها، وما أعده الله عز وجل للشهداء، وما هي إلا ساعات حتى عاد محمولاً على أكتاف الشهداء الأحياء الذين ينتظرون وما بدلوا تبديلاً.
الشهيد المجاهد عبد الرحمن أسعد عرفات (24 عاماً)، من بلدة عبسان الجديدة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، ارتقى وهو يؤدي واجبه الجهادي في الإعداد والتجهيز عبر حفر الأنفاق.
سيرة حسنة
عرف عن الشهيد حبه وتعلقه بالمساجد، إلى جانب حبه للجهاد والإعداد والتجهيز، فقد كان يعمل بلا كلل أو ملل في أنفاق التحرير، كما كان يحب أن يصفها.
"المركز الفلسطيني للإعلام" تجول في بيت أهله المتواضع ليجد ثباتاً كرسوخ الجبال، تشع من بين زواياه الضيقة أنوار الرضا والاحتساب.
"عرفته أزقة وشوارع بلدة عبسان الجديدة بحسن أخلاقه، وحيائه والتزامه في أعماله وإيثاره اللامتناهي العمل في الأنفاق"، يتحدث والده المكلوم.
ويتابع: "في هذا العام زوجتُ ثلاثة بنات. لم يغب عبد الرحمن مطلقاً عن عمله حتى في يوم العرس، فقد كان يذهب إلى عمله في أول النهار، وبعد العصر يأتي ليستقبل المهنئين إلى جواري".
ويكمل والده بلسان الصابر أنه بدأ بتجهيز بيت لابنه الشهيد من أجل أن يفرح به عله يشاهد أحفاده، لكن نصيبه بالشهادة كان أقرب إليه، كما قال.
تمنى الشهادة
وبجوار خيمة عزاء الشهيد تجمع العديد من أقرباء وأصدقاء الشهيد، ملتفين حول والده الصابر المحتسب، لمواساته وأنفسهم، في فقد المحبوب للجميع، يمنعون الدموع أن تجري كي لا يتأثر أهل الشهيد.
أما الوالدة التي تلقت نبأ استشهاد ولدها بصبر واحتساب، فقد قالت لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، إنها كانت تتوقع سماع نبأ استشهاد عبد الرحمن في أي وقت، لأنه سلك طريق الشهادة وكان يتمناها، ونال ما يتمني.
وعن الليلة الأخيرة والتي كانت ليلة استشهاده تقول: "كنت أتسامر معه حول تجهيز بيت الزوجية الخاص به، وضرورة أن يستدين بعض المال ليكمل تجهيز منزله، فرفض ذلك وأخبرها أنه سيرحل ولن يبقى في عمله".
وتابعت الوالدة الصابرة: "نشأ عبد الرحمن في تربية إسلامية، فمنذ نعومة أظفاره التحق بالمساجد، وحلق تحفيظ القرآن بالمسجد، وكان قلبه دائماً متعلقاً بالمسجد ورواده من الشباب أيضاً".
وأضافت: "سلاماً لروحك يا ولدي التي لا زالت تدور حولنا، والتي فارقتنا فجأة لترقد بسلام في الخالدين".
ووصف أحد أصدقاء عبد الرحمن الشهيد بـ"الحريص على أداء الصلوات"، مبيناً أنه كان يشدد عليهم أن يبلغوه بالدقيقة التي يحلّ فيها وقت الصلاة.
ويتابع والدموع تسيل بحرقة: "كان الشهيد كتوماً إلى درجة لا تكاد تتخيلها، ولم نعرف عنه الكلام البذيء أبداً، إلى درجة أنه يغضب من الشخص الذي يتحدث بكلام سيئ ولو مازحاً".
ويتحدث بكل فخر: "يكفيه فخراً أن بطون الأرض وأخاديدها تعرفه، فطوبى لمن أعلم الأرض بموعد قدومه، لتجهز نفسها لاستقباله".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews