ليبرمان يُحرّض الوزراء الأوروبيين ويُطالبهم بتشديد سياسات الاتحاد الأوروبيّ تجّاه تركيّا
جي بي سي نيوز :- على الرغم من إعادة التطبيع بين تركيّا والدولة العبريّة، ما زال وزير الأمن الإسرائيليّ يكّن العداء لأنقرة، ولا يتورّع عن مُحاولاته للنيل منها. وقبل الولوج في تصريحاته الأخيرة ضدّ تركيّا، والتي كشفت النقاب عنها اليوم الثلاثاء صحيفة (هآرتس) العبريّة، لا بُدّ من التذكير أنّه قبيل انضمام حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة ليبرمان للحكومة الإسرائيليّة الحاليّة، جرى التوصل إلى تفاهمات سريّة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الجديد، افيغدور ليبرمان، تقضي بأنْ لا يُعارض الأخير بشكلٍ علنيٍّ اتفاق المصالحة الإسرائيليّ مع تركيّا، كما أفادت المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب.
وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت)، فإنّ نتنياهو تحسّب من أنْ يُحبط ليبرمان اتفاق المصالحة، وذلك على خلفية تفوّهات ليبرمان حيال الأزمة بين الطرفين في الماضي، عندما كان يتولّى منصب وزير الخارجية.
وكان ليبرمان وصف التقرّب من الرئيس التركيّ، رجب طيب إردوغان، بأنّه غباء سياسيّ وأنّ اردوغان يواصل نهج القيادي النازي جوزيف غوبلز، الذي كان وزيرًا للإعلام في عهد المُجرم النازيّ، أدولف هتلر.
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله لليبرمان إنّه يرى أهمية بالمصالحة مع تركيا، لكنّ مسؤولين في ديوان نتنياهو لم يردّوا على أسئلة صحافيين حول ما إذا تغيرّ موقف نتنياهو من المصالحة مع تركيّا.
وكان ليبرمان نشر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) وقال: معارضتي للاعتذار لتركيا ليست جديدة، وقد عبّرتُ عنها بشكلٍ واضحٍ قبل فعل الأمر وبعده. اعتقدتُ وأوضحتُ أنّه لن يؤدي إلى تحسين العلاقات بين الدولتَين، بل سيمسّ فقط بمكانة إسرائيل الإقليميّة، وستستغله العناصر المتطرفة في الشرق الأوسط، وبينها تركيا أردوغان، الإسلاميّ المتطرّف. لذلك لا تفاجئني اتّهامات تركيا بأنّ إسرائيل هي التي تقف وراء ما نشرته “واشنطن بوست” في شأن “تسليم هويّة جواسيس لإيران”، ولا أدري إنْ كانت هناك أصلًا شبكة تجسّس كهذه”.
وأضاف ليبرمان: هذا الاتهام التركي، أنّ إسرائيل تقف خلف النشر للامتناع عن دفع تعويضات للمشاركين في أسطول مرمرة، مثله مثل الاتهامات السابقة بأنّ إسرائيل مسؤولة عن الاضطرابات التي أحدثها متظاهرون أتراك في ساحة تقسيم وأقوال أردوغان إنّ لديه مستندات ودلائل على أنّ إسرائيل كانت وراء الانقلاب في مصر الذي أدّى إلى الإطاحة بمرسي من السلطة، لا أساس له من الصحة، ويثبت مجدّدًا أنّ تركيا برئاسة أردوغان غير معنيّة بتحسين العلاقات مع إسرائيل,وفق صحيفة رأي اليوم.
وخلص ليبرمان إلى القول: لذلك، آمل أن نكفّ جميعًا عن إيهام أنفسنا ونفهم الواقع الذي نعيش فيه والفارق بين المنشود والموجود، على حدّ تعبيره.
واليوم كشفت صحيفة “هآرتس″ أنّ وزير الأمن ليبرمان أوصى وزراء الأمن والخارجيّة الأوروبيين الذين التقى بهم في الأسابيع الماضية بتشديد سياسات الاتحاد الأوروبي تجّاه تركيّا.
وحسب قول دبلوماسيين أوروبيين مطلعين على المحادثات، ليبرمان قال للوزراء إنّ عليهم أنْ يتعلّموا من بوتين كيفية التعامل مع أردوغان، وتطرق في حديثه للطريقة التي تصرف بها الرئيس الروسي مع نظيره التركي في الأزمة الأخيرة بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسيين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الأمر، أنّ ليبرمان تحدث بشكلٍ مطولٍ حول حملات التطهير الواسعة التي تحدث في تركيا منذ محاولة الانقلاب.
وتساءل ليبرمان: لماذا تسكتون عن ذلك؟ أنتم تملكون آليات ضغط على أردوغان، مشيرًا إلى قوانين الطوارئ التي تمّت المصادقة عليها، وإلى الإجراءات التي يتخذها أردوغان لتقييد وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية واعتقال الصحفيين.
وساقت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ ليبرمان طالب الدول الأساسيّة في أوروبا، مثل ألمانيا، بأنْ تتصرّف مع أردوغان وحكومته بنفس الطريقة التي تصرّف فيها الرئيس الروسيّ بوتين بعد أنْ أسقطت تركيّا طائرة روسيّة عملت في سوريّة ووصلت لنظامها الجوي بالخطأ.
وأوضح ليبرمان للوزراء الأوروبيين، بحسب (هآرتس) أنّه خلال ثلاثة أشهر بوتين عرف كيف بتصرف مع أردوغان. أنتم قادرون على التعلم منه، متطرقًا لاعتذار الرئيس التركي أمام نظيره الروسي بعد الضغط الشديد الذي مارسته موسكو. وشدّدّ المُراسل السياسيّ في الصحيفة، باراك رافيد، على أنّه في ديوان وزير الأمن أفيغدور ليبرمان رفضوا التعليق على الأمر.
وتوصلّت إسرائيل وتركيا إلى اتفاق على بنود المصالحة وإعادة تطبيع العلاقات بينهما، بعد قطيعة دامت نحو خمسة سنوات. واتفاق المصالحة بينهما، يعني عودة العلاقات بين الجانبين وتطبيعها بشكل كامل، بما في ذلك تبادل السفراء والزيارات، فضلًا عن تعهدات الجانبين بعدم العمل ضدّ بعضهما في أروقة المنظمات الدولية.
وفي إطار الاتفاق، قامت إسرائيل بتعويض عائلات القتلى الأتراك بنيران الجنود الإسرائيليين الذين هاجموا أسطول الحرية عام 2010، بمبلغ 20 مليون دولار.
كما تضمّن الاتفاق، إلغاء تركيا للدعاوى القضائية التي رفعت ضدّ ضباط إسرائيليين أمام محكمة إسطنبول، بسبب مسؤوليتهم عن مهاجمة “أسطول الحرية”.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews