التغريبة الفلسطينية وجدار الفصل حول مخيم عين الحلوة في لبنان
لا تقتصر التغريبة الفلسطينية على هجرتين أو ثلاث أو أربع ، فالوجع لا زال ساخنا والنزيف مستمرا .
بناء جدار عازل ، كجدار الفصل العنصري في إسرائيل حول مخيم عين الحلوة في لبنان ليس جديدا في سلسلة إجراءات اتخذت تحد من حركة الفلسطينيين في المخيم المذكور أو غيره ، فقبل بضع سنوات سيطر متطرفون على مخيم عين البارد وهدم عن بكرة أبيه بواسطة الجيش ، ليتبين بأن زعيم فتح الإسلام الذي أشعل فتيل الأزمة حينها لم يكن سوى سجين لدى بشار الأسد ، تم إطلاقه ليتهدم المخيم على رؤوس بعض ساكنيه ، ومن ثم تنطلق وعود بإعادة بنائه و" هذا وجه الضيف " .
لا ندري ، هل ما يجري من اقتتال في المخيمات مصدره فلسطيني ، أم أن هناك أصابع خفية تحركها قفازات حزب الله وعملاؤه ؟ وكأنه لا يكفي الفلسطينيين - حاضرا - عناء سيطرة داعش على مخيم اليرموك ، أما في الماضي ، والماضي أليم وعميق ودام ، فإن صبرا وشاتيللا ، بل وحصار المخيمات لا زالت في الذاكرة تنزف بكل ما فيها من صور وأشلاء ودمار .
هل كتب على الفلسطيني أن يعيش كل حياته على حد السيف ، فبالإضافة إلى منع الحكومة اللبنانية سكان المخيمات في لبنان من إدخال مجرد " مسامير " لإصلاح أبواب منازلهم نرى السلطات هناك تبني جدارا عازلا حول مخيم عين الحلوة ، كمقدمة كما يبدو لبناء جدران أخرى حول جميع المخيمات في لبنان ، وبإقدام السلطات على ذلك ، تكون قد اجتازت كل المحاذير التي كانت تتجنبها حيال سكان بسطاء يعيشون على الكفاف وممنوعون من العمل والتملك.
سكان مخيمات لبنان ، والفلسطينيون عموما ، أينما كانوا وحيث وجدوا يرفضون التوطين بالمطلق ، ولئن سألت أحدهم ممن يعيشون في أسكندنافيا : ما هي جنة الأرض بالنسبة إليك لقال فلسطين ، بجبالها وسهولها وناسها وبحرها ونهرها ، ولئن سألته أين تحب أن تدفن لقال في ثراها وتحت أديمها المقدس المبارك ، وهي حقيقة أفرجت عنها دراسات واستطلاعات أجرتها منظمات دولية ، وهو نفس حال فلسطينيي لبنان ، وكل ما يطلبه هؤلاء هو أن يعيشوا بكرامة وأن لا ينظر إليهم أنهم إرهابيون حتى تثبت براءتهم .
إن الإنذار الذي منحته السلطات اللبنانية للفصائل الفلسطينية التي هي سبب بلاء أهالي المخيمات انعكس على السكان العاديين الذين ذهبوا ، كما يبدو ، بجريرة الفصائل التي لا تراعي فيهم إلّا ولا ذمة ، فمن جهة ، هم يعانون من تضييق السلطات ، ومن جانب آخر من استقطابات الفصائل ، ومن هنا يتوجه السكان إلى هذه الفصائل بكل أصنافها وأجناسها قائلين : ذرونا بعيدين عن خلافاتكم واتركونا نعيش بسلام ، ولا تكونوا سببا في قتلنا أحياء وأنتم تنظرون .
وأختم بسؤال : هل سبب بناء الجدار هو بالفعل الحفاظ على أمن المخيمات ، أم هو صفحة من صفحات تغريبة أخرى ،هدفها طرد الفلسطينيين من هناك ، ولكن ، إلى أين ؟؟ .
ويأتي الجواب على مرأى ومسمع الجامعة العربية :
إلى حيث ألقت .؟.
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews