33 عاماً من إرهاب إيران... حزب الله سلاح في ترسانتها

جي بي سي نيوز- قبل 33 عاماً، في 23 أكتوبر ( تشرين الأول) 1983 - اصطدمت شاحنة توصيل بضائع مملوءة بـ 18000 رطل من المتفجرات بثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت. وبعدها بثوانٍ، اصطدمت سيارة مفخخة أخرى بمبنى عسكري فرنسي على بعد أربعة أميال، ما أدى إلى مقتل241 جندياً أمريكياً و58 جندياً فرنسياً، وجميعهم أفراد "القوات المتعددة الجنسيات في لبنان".

رغم حملة التملق للرئيس الايراني حسن روحاني، يقول ليفيت إنه من غير المرجح إلى حد بعيد أن تسعى إيران إلى كبح جماح الحزب وكتب ماثيو ليفيت هو مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن ومؤلف كتاب "حزب الله: البصمة العالمية الواضحة لـ حزب الله اللبناني"، أن "الهجوم على ثكنات قوات المارينز لم يكن أكبر انفجار أحادي غير نووي منذ الحرب العالمية الثانية فحسب، بل أيضاً أعنف هجوم إرهابي ضد الأمريكيين حتى ذلك الحين. ولا تزال آثار تلك اللحظة تطاردنا حتى اليوم".

ويلفت ليفيت إلى أن تلك الهجمات التي نفذها حزب الله تمت بموجب أوامر من إيران، أعلنت عن ظهور الجماعة الشيعية اللبنانية كقوة إرهابية مناهضة للغرب بدعم وتوجيه من طهران. واليوم، وعلى الرغم من العلاقات الدافئة بين الولايات المتحدة وإيران، لا يزال الحزب سلاح في ترسانة إيران، ووسيلة لتحقيق أجندة الثورة الإسلامية في سوريا والعمليات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.

ورغم حملة التملق الحالية للرئيس الايراني حسن روحاني، يقول ليفيت إنه من غير المرجح إلى حد بعيد أن تسعى إيران إلى كبح جماح الحزب.

التأسيس

لقد تأسس الحزب على يد فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني بعد وقت قصير من اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، وكانت تربطه دائماً علاقة وثيقة مع إيران قائمة على مبادئ أيديولوجية مشتركة. وقد وصف ذلك مدير "المركز القومي لمكافحة الإرهاب" ماثيو أولسن بقوله إن حزب الله لم يعد اليوم مجرد وكيل لإيران، بل دخل في "شراكة استراتيجية" مع الجمهورية الإسلامية. ويقول مدير وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر:"تربط حزب الله وإيران علاقة شراكة...والإيرانيون هم الشريك الأكبر".

علاقة متبادلة المنفعة

وقد ثبت أن هذه علاقة متبادلة المنفعة على مدى السنوات الـ 30 الماضية. ويلفت ليفيت إلى أن الحزب يحصل على عشرات الآلاف من الصواريخ ومئات الملايين من الدولارات سنوياً من إيران، فضلاً عن الدعم التدريبي والعملياتي التي تقدمه الجمهورية الإسلامية، بينما تتمثل استفادة إيران منه في حصولها على نافذة ممتدة على البحر الأبيض المتوسط وما وراءه - ووسيلة لاستهداف أعدائها عن بعد مع قدرة معقولة على الإنكار.

واليوم، يضيف ليفيت: "يستهدف حزب الله السياح الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم - في بلغاريا، قبرص، تايلاند، نيجيريا - ليس من أجل أي مصلحة لبنانية بل وفقاً لأوامر إيران". وكان "التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم خلص "أن عام 2012 شهد تجدداً ملحوظاً في رعاية الجمهورية الإسلامية للإرهاب" حيث "بلغ النشاط الإرهابي لإيران وحزب الله مستوى لم يشهده منذ تسعينيات القرن الماضي".

انتخاب روحاني

واستبعد ليفيت تغير موقف الرئيس حسن روحاني من الحوب، مذكراً بأن محمد خاتمي، الذي انتخب عام 1997، يعتبر من أنصار حزب الله وفقاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. ومثله مثل جميع الرؤساء الإيرانيين الآخرين قبله وبعده، لم يمتلك خاتمي الصلاحية لنقض القرارات الإيرانية المتشددة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يمارس السلطة النهائية على حزب الله وجميع القرارات الإيرانية الهامة الأخرى.

وفي الوقت نفسه، بينما يُنفذ الحزب عمليات في جميع أنحاء العالم بإيعاز من إيران، يتورط عملاء إيران في عملياتهم السرية الأخرى أيضاً.

قتل الأبرياء

وبعدما أمكن التوصل إلى حل ديبلوماسي للبرنامج إيران النووي، تمثل الذكرى السنوية لتفجيرات بيروت رسالة مفادها أن التوترات مع إيران لم تقتصر على سعي طهران لامتلاك سلاح نووي. وفي الوقت ذاته، ومن خلال وكيلها الإرهابي، ترعى هذه الحكومة بلهفة قتل الأبرياء في جميع أنحاء العالم.(24 امارات)