طوني معكرون الجندي المجهول في أنيبال زحله
كرة السلة لعبة جماهيرية في لبنان، وهذا ما دفعها لكي تتطوّر بشكل لافت في الحقبة الأخيرة، إنّما المصالح الشخصيّة أوصلتها الى حائط مسدود في انتظار بارقة امل تعيد اليها الحياة مجدداً، أما أمجادها فعظيمة وخصوصاً مع كبار اللاعبين الذين لم يكن همّهم إلّا تطوّر اللعبة وأداءهم، فكانوا هواتها، وعشّاقها، من غير أن يفكروا يوماً في مصالحهم الخاصّة، منهم اللاعب السابق والمدرب الحالي طوني معكرون الذي بدأ مسيرته منذ صغره في الكليّة الشرقيّة، واليسوعيّة، والتحق بعدها بنادي أنيبال زحلة في سنّ الرابعة عشرة، ذلك كان في منتصف السبعينيات! وآنذاك لم تكن تُقام بطولات رسميّة كاليوم لأنّ اللعبة كانت عبارة عن هواية لا احتراف.
تدرّج معكرون الى الدرجة الأولى مع نادي زحلة في السادسة عشر، واعتزل اللعب في آخر مباراة تكريميّة له على أرضه أمام الحكمة سنة 1993 حيث فاز الأخضر وقدّم الشويري حينها الكأس الى معكرون تكريماً لجهوده وعطاءاته.
اشرف على تدريب الفئات العمريّة في النادي حتى سنة 2006 ليتوقف بعدها لأسباب صحيّة. في الفترة ذاتها، إنتقل كمساعد مدرّب في نادي البلو ستارز مدّة ثلاثة أشهر فقط، حيث حصد النادي المركز الثالث في بطولة لبنان، وهو الآن لا يزال مسؤولاً يشرف على الفئات العمرية بالاضافة الى كونه عضواً في اللجنة الادارية للنادي الزحلاوي.
أبرز مبارياته المحليّة والخارجيّة
في كل مباراة هناك ما يُسمّى بأفضليّة الملعب، ومن الطبيعي أن يكون اللاعب مرتاحاً بأدائه عندما يلعب على أرضه، أما أجمل مباريات معكرون المحليّة فكانت في زحلة، عندما أُقيم موسم صيفيّ هناك، ولعب أمام الرياضي والكهرباء حيث كانت تُسيطر على المباريات الروح الرياضيّة البعيدة كل البعد عن التحدي. ولعب أيضاً في زحلة أمام اندية من روسيا والمجر وغيرها من الفرق الكبيرة.
كما خاض العديد من المباريات الخارجية أبرزها أمام نادي الجلاء السوري (1979-1980)، والاورثوذكسي الاردني في دبي (1984-1985)... كان لديه دائماً الحافز في تطوير الاداء وكسب الخبرة الضرورية من خلال هذه المشاركات، والهدف هو الوصول الى النتيجة المرجوّة.
الحظّ لعب دوره في الإحتراف الخارجي
بعد المباراة التي خاضها معكرون في زحلة أمام المجر، إجتمعت ادارة الفريق الضيف مع اركان النادي الزحلاوي، وابدوا اعجابهم باللاعب "رقم 4" حيث اجمعوا على انّ بإمكانه التفوّق في أوروبا نظراً لمستواه الفني الرفيع، وبينما كانت الامور تتجه لاحتراف معكرون الخارجي مع احد الأندية المجرية لقاء مبلغ يسيل له اللعاب، حدث ما لم يكن في الحسبان ما دفع بمعكرون الى تأجيل انضمامه الى الفريق لاسباب فضل عدم ذكرها، ما يؤكّد الدور الكبير الذي يلعبه الحظّ في مسيرة كلّ رياضي يسعى الى الإحتراف والنجوميّة.
لكنّ هذا الأمر لم يقف عائقاً أمام تطوير مسيرته فلعب مع كبار النجوم أمثال: سركيس كورجيان، جان مامو، خليل مسعد، جمال عيسى، نزيه بوجي، سهيل سفر، كما عاصر في صغره: بولس بشارة، ايلي مشنتف وغيرهما.
كيف يتمّ إنقاذ اللعبة؟
في ظلّ الضّباب الذي يغطي أحداث وتداعيات اللعبة في الوقت الراهن، نرى أنّ لا بدّ للجميع من السعي الى تذليل العقد مع القيمين الحاليين على اللعبة، إذ إنّ معكرون نفسه يعتبر أنّ "الصراعات التي تحدث بين جميع الأطراف هي التي تُعيق تطوّر وازدهار اللعبة"، ويرى ضرورة "وضع قوانين وانظمة تواكب تطور اللعبة وتنظّمها، اي اقامة "دوري السوبر ليغ" ما يدفع بالشركات الراعية الى تبني الاندية، وهذا ما يعطي الثقة في اللعبة ومعها تعود بها الى برّ الأمان"، وهو يتمنّى على الجميع "أن يعودوا الى مبادئ الرياضة وروحها ورسالتها السامية بكل محبّة، وأن يتوافقوا لتعود اللعبة الى عزّها".
وعن مستوى اللعبة في الماضي مقارنةً بالحاضر يقول: "إنّ اللعبة من قبل كانت دون الإحتراف، أي مجرّد هواية، حيث كان اللاعب يعمل ثمّ يذهب للعب والتدرّب، أما الآن فأصبحت بمستوى الإحتراف وصار الأداء أفضل، كما أنه هناك فارق كبير بين الهواية والإحتراف".
( المصدر : الجمهورية اللبنانية 18-8-2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews