شاكر والدرس النموذجي!
ربما يثير التصريح الذي خرج على لسان مدافع منتخب العراق ونادي الخور القطري سلام شاكر حفيظة عدد من اللاعبين العراقيين، بتأكيده أن المنتخب بحاجة الى التجديد في دمائه ومنح لاعبي منتخب الشباب الفرصة الكاملة للتواجد مع المنتخب الأول، لاعتبارات أنه اللاعب الوحيد الذي بلغ عامه الـ 27 وخالف توجهات اللاعبين الكبار في السن الذين غادروا المنتخب، دون أن يتحدثوا عن أية رغبة أوجاهزية أن يتركوا مقاعدهم في التشكيلة الرسمية لمن هم الأحق والأجدر منهم ليكملوا حملة الدفاع عن الألوان الخضراء وطموحات شعب يتنفس «فرحة» من خلال ملاعب الكرة.
وعلى الرغم من التميز الذي يقدمه شاكر مع منتخب أسود الرافدين والحاجة الماسة لجهوده وقيمته الكبيرة، الا أنه لم يتردد لحظة واحدة في الاشارة الى اعتباره أول المغادرين للمنتخب في حالة وجود اللاعب الصاعد من منتخب الشباب القادر على تقديم الأفضل، وهي لغة مصداقية وثقة بالنفس، ظل منتخب العراق في حاجة ماسة لها خلال المرحلة الماضية والتي ركز فيها بعض اللاعبين الكبار على التمسك بمقاعدهم في التشكيلة وإثارة المشاكل والخلافات، رغم تقدمهم في العمر، ووصولهم الى مرحلة لم يتمكنوا خلالها من تقديم الجديد، أكثر من حرمانهم لعدد من المواهب للحصول على فرصتها والتأكيد على فترة من الاحلال والاستبدال!.
ما يحسب لسلام شاكر قبل أن يخرج بتلك التصريحات، ما امتاز به من عطاء وإخلاص وتضحيات لألوان المنتخب، وما يركز على تجسيده من معاني وقيم وضعته في خانة مختلفة عن الكثير من اللاعبين، وبعد أن فضل وباستمرار أن يقدم نفسه داخل الملعب بدرجة عالية من الهدوء والصمت، دائما ما تفسر في مصلحته سيما من قبل النقاد والمتابعين الذين يجيدون التعرف والتقييم لمستويات وقيم من اللاعبين لا تبحث عن الضجيج، أكثر من بحثها عما يمكن أن تقدمه من جهد وعطاء يصب في مصلحة الفريق.
ورغم تحفظ البعض من لاعبي العراق في الحديث على أن الهيبة لكرة العراق قد عادت من خلال النتائج التي حققها منتخب الشباب في المونديال الأخير الذي نالوا فيه رابع العالم، الا أن شاكر ذهب الى ما هو أبعد من ذلك بعد إشارته الى أن ما قدمه الشباب يفترض أن يكون بمثابة القاعدة التي يبنى عليها في قادم السنوات وأن يكون التغيير والاستبدال هو «الديدن» الذي يفترض ألا يتوقف عند حدود جيل من اللاعبين، وهو بذلك يقصد المرحلة التي يقف عليها والتي من الضروري ان تكون بحاجة الى التجديد والتنشيط في الدماء والوجوه الشابة.
لقد قدم شاكر درسا نموذجيا، ليس للاعبي العراق الذين ودعوا المنتخب من الباب الضيق في أسوء مستوياتهم فقط، بل وحتى لجميع لاعبي المنتخبات الخليجية والعربية بشكل عام، خاصة الذين ظهروا في «جدل» مستمر مع المسؤولين والأجهزة الفنية لاسترداد مواقع سابقة في التشكيلات الرسمية يعتقدون أنها من الممتلكات الخاصة بهم.!
( المصدر : الايام البحرينية / 11-8-2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews