الظروف الصعبة لهزيمة الأهلي

أتصور أن الظروف التي أقيمت فيها مباراة الأهلي وأورلاندو بيريتس في دوري رابطة أفريقيا لكرة القدم والتي خسرها علي أرضه صفر /..3من أصعب الظروف التي واجهتها مصر علي مدار تاريخها الطويل.. ناهيك عن الصيام وارتفاع درجات الحرارة الذي أرهق اللاعبين وأثر علي مستواهم الفني.. وإقامة المباراة بدون جماهير.. أضف إلي ذلك الظروف التي تمر بها مصر هذه الأيام تضفي نوعا من الكآبة والتوتر علي كل الناس.. فتعمد جماعة الإخوان إضفاء جو من القلق والرهبة في النفوس ومحاولة فرض نفسها بالقوة لحكم البلاد من خلال مظاهرات يقي فيها الرجال والشباب أنفسهم بالنساء واليتامي من الأطفال وخلق بؤر عشوائية في أكثر من منطقة بأسلوب إن نم فإنه ينم عن غياب العقل والمنطق تماما.. فلو أن مطالبهم مشروعة لا يمكن لأحد أن يقبل بناء الأسوار والحوائط والسواتر بعرض الطريق.. لا يقبل الدين ولا أي شريعة من شرائع الله قطع الطرق علي الناس.. وزيادة آلام الناس وخلق جو من الكره والضيق لدي العامة وفيهم المريض وذو الحاجة والمرأة والطفل الذين لا يتحملون الوقوف ساعات في الشوارع تحت شمس حارقة.. مع اقتناعهم يقينا أنهم ليسو أغلبية وأن مايدعون إليه لن يتحقق أبدا.. فعجلة التاريخ لن تعود إلي الوراء وصفحة الرئيس المعزول طويت تماما .. كما يجب أن يعي هؤلاء أنهم لن يقدروا علي حرب دولة بالكامل الشعب والجيش والشرطة والأزهر والكنيسة والقضاء والإعلام.. إنه ضرب من الجنون أو سمه إن شئت رقصة الطير المذبوح الأخيرة..

إن من المشاهد التي ستسجل في سجلهم الأسود هو حالة الانقسام والفرقة بين المصلين في بيوت الله حيث يفتعلون مشادات مع الناس.. وهذا المشهد لم نره في حياتنا إلا في هذه الأيام فقط.. لم نشهد أبدا أن بيوت الله تستخدم سلخانات للتعذيب والقتل والتمثيل بالجثث علي أيدي بعض من الأطباء الذين نزعت الرحمة من قلوبهم وتجردوا من كل قيم الإسلام السمح.. وإذا كان رسولنا الكريم يحضنا علي إماطة الأذي عن الطريق فإن الإخوان يملأون الشوارع بكل ما هو مؤذ لكافة الناس ومع ذلك يقولون قال الله وقال الرسول.. عجبي.

( المصدر : الجمهورية المصرية - 6/8/2013 )