الخليجي والهوية القطرية!
أكثر من التركيز على مؤسسة الاتحاد الخليجي لكرة القدم التي أضحت الدوحة مقرا لها والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيسا لمجلسها يتوجب أن يكون ضمن اجندتها ما هو أهم من اعتبار على الهوية التي ستكون عليها المؤسسة، وكيف هي الصلاحيات والنفوذ اذا ما اراد أصحاب القرار في الخليج وصناعه تجاوز مرحلة سابقة مزرية من القرارات المتضاربة المتعارضة التي كانت سببا رئيسا في حالات من الصراع والصداع، خاصة في الوقت الذي نتحدث فيه عن مرحلة جديدة اذا ما تم التفكير فيها على أساس أنها الرؤية الجديدة لاتحاد يقوم على أسس ومثل ومعايير تلغي ما قبلها من فوضى وعشوائية إدارية.
لا خلاف على ما يمكن أن تقدمه الدوحة عاصمة الرياضة لأي من المؤسسات التي تنعم بخيرات ارضها، إلا أننا اليوم لسنا بصدد الحديث عن قدرات مالية ومادية وقدرات متطورة أكثر من الحديث عن نقل المؤسسة الخليجية إلى قيمة مختلفة من التنظيم والإدارة تتوافق وتتناغم مع كبرى المؤسسات، فالخليجيون الذين يديرون المنظمات الدولية والقارية لا يوجد ما يمنع نقل تلك الثقافة والمكانة إلى مؤسساتهم ومنظماتهم على أقل تقدير حتى لا يقال انهم لم يستفيدوا من قيادتهم لمؤسسات خارج الإقليم ولم يتمكنوا من نقل تلك التجارب والخبرات التي أشرفوا عليها، فأن تنعم مؤسساتك الخارجية بذلك المستوى التنظيمي والاداري، وتظهر في مجتمعك غير قادر على التكافؤ معها، أو حتى التقارب مع قدراتها، فذلك ليس أكثر من الاشارة الى اعتقاد وقناعة بصورة مختلفة من التنظيم في جانب، وفي اتجاه آخر يمكن الوصف على أنه الفشل في تقديم الجديد في اللحظة التي يكون فيها الخليجيون فقط هم من يعبثون بالقرار والمسؤوليات.
نقول كل تلك المقارنة والمقاربة والتشبيه، ونحن على ثقة كاملة فيما يمكن أن تلعبه الدوحة على مستوى القرار العام للمؤسسة الخليجية، وكيف أن خبراتها التراكمية وقدراتها من الضيافة وفي صناعة القرار ستكون محفزة لشركائها من المؤسسات الخليجية الأخرى الأطراف في الاتحاد، حتى تدرك فعليا ما يثار سابقا عن قرارات إدارية «مخجلة» كانت حاضرة في البطولات الخليجية، وكيف أن تلك الصورة لا بد وأن تتبدل، وتذهب الى إطار آخر من الواقعية والموضوعية، في توقيت سيكون فيه الاتحاد الخليجي بحاجة ماسة أن يقنع من هم حوله من الداخل بالجدوى من وجوده وبأمتار كثيرة حتى قبل أن يفكر تجاه الآخرين من الخارج والمؤسسات القارية والدولية أن بطولاته وروزنامته أضحت واجهة مشرفة تستحق المتابعة الرسمية والثقة والاعتراف.
(المصدر: الأيام 2016-05-24)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews