الأردن : مواقع التواصل الاجتماعي "حالة ادمان" تقود مستخدميها الى العزلة
جي بي سي نيوز:- تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى "حالة من الادمان"، بحسب وصف مواطنين لهذه الظاهرة، مظهرين توافقا مع دراسة حديثة أجرتها مؤسسة (بيو ريسيرج سنتر) البحثية، أظهرت أن المملكة تحتل المرتبة الأولى عالميا في مؤشر نسبة من يستخدمون منصات وشبكات التواصل الاجتماعي إلى مستخدمي الإنترنت، وسلطت الضوء على شغف الأردنيين لاستخدامهم المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك، تويتر، انستغرام، سنابشات، وغيرها).
وفيما تنشغل الطالبة زينة فؤاد أكثر من 6 ساعات يوميا على جهاز الموبايل لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة أي مستجدات عليها وخاصة الصور والافلام القصيرة التي تبث عبرها، لأنها كما تقول "تجد متعة كبيرة في متابعتها وتجد صعوبة في الانفكاك منها حتى خلال تناول الطعام"، يؤكد اسعد الشوبكي من جانبه انه "لا يستطيع مفارقة الجهاز حتى أثناء قيادته للمركبة وخلال عمله ووجوده في المنزل، وحتى عند زيارته للأصدقاء وفي المناسبات، واصفا ما يقوم به وغيره من الناس بـ "حالة من الادمان".
ويرى اباء ان الاطفال، والشباب على وجه الخصوص، يكثرون من استخدام هذا الجهاز لغايات التسلية أكثر مما تتطلبه حاجاتهم الشخصية والاجتماعية، ما فرض على الكثيرين حالة من العزلة عن محيطهم الذي يعيشونه ويعملون فيه.
يقول المستشار المدرّب في مضمار الإعلام الاجتماعي خالد الاحمد إن دراسة حديثة لدول العالم أجرتها (بيو ريسيرج سنتر) اظهرت ان الأردن احتل المرتبة الأولى في مؤشر نسبة عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي البالغين الى عدد مستخدمي الإنترنت، وبنسبة 90 بالمئة، فيما جاءت اندونيسيا في المرتبة الثانية بنسبة 89 بالمئة، فالفلبين وفنزويلا 88 وتركيا بنسبة 87.
ويضيف إن هذه النسبة تعني أن حوالي 90 بالمئة من مستخدمي الإنترنت في الأردن عبر مختلف الوسائل والادوات لا سيما الهواتف الذكية، هم من مستخدمي شبكات التواصل، لافتا إلى أن "أكثر الشبكات استخداما في الأردن هي فيسبوك، انستغرام، سنابشات، تويتر، وغيرها".
ووفقا لأرقام رسمية محلية، فإن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن "يبلغ نحو 8 ملايين مستخدم، وبالاستناد إلى النسبة العالمية، فإن عدد المستخدمين لمختلف الشبكات في المملكة يبلغ حوالي 2ر7 مليون مستخدم".
ويؤكد الأحمد أن انتشار استخدام الأردنيين لشبكات التواصل الاجتماعي يرجع لعدة اسباب ابرزها "زيادة استخدام الإنترنت في الأردن وتوافر الشبكات، لا سيما الإنترنت المتنقل عريض النطاق من الجيلين الثالث والرابع، وانتشار استخدام الهواتف الذكية وانخفاض أسعارها، وشغف الاستخدام في الحياة اليومية أو لأغراض العمل والتسويق والترويج والاعلام".
ويقول، إن تنوع الشبكات وتقديمها لإضافات وخدمات جديدة "جذب الكثير من المستخدمين حول العالم والأردن للاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي كمنصة سنابشات لتبادل الصور ومقاطع الفيديو، واستخدام منصات مثل انستغرام لتبادل الصور، والفيسبوك بمختلف خدماته وادواته التي استقطبت كثيرا من مستخدمي الإنترنت لتصبح أكبر منصة إعلام اجتماعي حول العالم".
وتظهرالارقام التفصيلية المعلنة مؤخرا ان قاعدة مستخدمي "الفيسبوك" في الاردن توسعت لتضم قرابة 5ر4 مليون حساب، فيما بلغ عدد مستخدمي شبكة التدوينات المصغرة "تويتر" حوالي 350 ألف مستخدم، ويقدر عدد مستخدمي "إنستغرام" بحوالي المليون مستخدم، كما يقترب عدد مستخدمي سنابشات من الأردنيين من مليون مستخدم.
ويقول الدكتور احمد عبدالله صالح في دراسة له بعنوان "اخلاقيات التواصل الإنساني في تكنولوجيا المعلومات"، إن "دخول عملية الحوسبة للمهام والوظائف التي شملت جميع نواحي الحياة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والاقتصادية أدت إلى ظهور تحديات وقضايا ناشئة عن انتشار استخدام هذه التكنولوجيا، وبالذات ما يتعلق بالجانب الأخلاقي".
وتطرقت الدراسة الى "الإشكاليات الأخلاقية الناجمة عن استخدام تكنولوجيا المعلومات، سواء وظهورها والاهتمام بها، وبروز الحاجة الماسة لدراسة أخلاقياتها نتيجة انتشار استخدامها على نطاق عالمي، الى جانب ما يظهره تأثير تكنولوجيا المعلومات في الحياة وتغيّر أنماط القيم والإشكاليات الأخلاقية المتعلقة بالثورة الرقمية، ومحاولة نشر الوعي بها وإيجاد حلول للحد من الأخطار التي قد تنتج عن تطور هذه التكنولوجيا وزيادة انتشارها واستخدامها".
وخلُصت الدراسة إلى وجود اشكاليات أخلاقية ناشئة عن تطور هذه التكنولوجيا وتغلغلها في مختلف نواحي الحياة، وظهور الحاجة للإجابة عن تأثير التقدم الحاصل في التكنولوجيا وتقنياتها على التواصل الإنساني؟ ومدى تأثيرها على القيم الأخلاقية للمجتمعات؟ وما تأثير التكنولوجيا على الهوية الثقافية والقومية؟ وهل وفرّت شبكة الإنترنت تواصلاً بشرياً يقوم على قبول الآخر والتسامح والحرية والمساواة؟.
الثلاثيني مراد عويضة، ولديه اسرة من مكونة من خمسة افراد، يصف استخدام الهاتف النقال بأنه "آفة تواجهه وزملاءه في العمل واخوته في البيت لانشغالهم به ساعات طويلة معظمها بهدف قتل ساعات الفراغ".
ويرى ان هذه "الآفة" يتم استخدامها "على حساب الجانب الاقتصادي سواء بالاتصال أو الرسائل النصية واستخدام الفيسبوك والتويتر وغيرهما، اضافة الى اضعاف العلاقة الاجتماعية المباشرة على صعيد العائلة أو الأقرباء والاصدقاء".
ويشير عويضة الى مخاطر هذا النوع من التكنولوجيا في "اثارة المشاكل بين الشباب خصوصاً والمستخدمين من الفئات الأُخرى وتناول القضايا الخاصة التي لها مساس بالأخلاق، إضافة الى انعكاساتها السلبية على الأطفال عقليا واجتماعيا.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews