عودة المنسحبين
كم هي غريبة وعجيبة إشكالية عودة المنسحبين الستة إلى دوري الهواة من جديد، ومنه لدوري الخليج العربي إن استطاعوا.. منذ أيام اشترطوا - في صوت واحد تقريباً- حصول كل نادٍ على قرابة 5 ملايين درهم من اتحاد الكرة، والعمل على تنفيذ مشروعات استثمارية كبرى في أندية الدرجة الأولى كشرط للعودة، مستثمرين بالطبع وعود رئيس الاتحاد الجديد مروان بن غليطة الذي أعلن عن تخصيص 25 في المائة من إيرادات الاتحاد لتلك الأندية.
كلنا نريد عودتها بالطبع.. وانسحابها من وجهة نظري كان منتهى الاحتراف منها.. لم تجد لنفسها فرصة وسط صراع الكبار والمال، وذهب كل ما تنفقه سدى، فآثرت الابتعاد.. هذا حقها، ومن حقها أيضاً أن تساوم اليوم، فهي تدرك أن عودتها احتياج للاتحاد نفسه، لأن الصورة مهما فعلنا في ظل انسحاب أولئك تبقى منقوصة.. يبقى هناك خلل، ربما هو الذي كان حاسماً في ترجيح كفة ابن غليطة، واليوم عليه هو نفسه أن يسد هذا الباب، وينهي جدل الانسحاب.
أفهم أن تطلب الأندية دعماً، وإن كان ذلك لا يتسق مع أبجديات الاحتراف نفسه، ولكن لا بأس.. أما أن يكون تنفيذ مشروع استثماري كبير لتلك الأندية مهمة الاتحاد نفسه، فهذا ما لا أفهمه، وعلى الأندية المنسحبة، أن تدرك أن جانباً مهماً من المعادلة هي مسؤولة عنه، فهم أو بعضهم يؤكد أن لدى تلك الأندية أراضي يمكن الاستثمار عليها، ولا أدري لماذا لم يستثمروا هم، لا سيما وأن في أنظمة وتنوع الاستثمار متسعا لكل من يريد، ولو تفرغ الاتحاد للاستثمار والعقار، ساعتها لن نجد من يدير شؤون الكرة.
أخشى أن تظن الأندية المنسحبة أنها في موضع قوة، لتشترط ما ليس لاتحاد الكرة ولا لابن غليطة قدرة عليه، وليس على الاتحاد أن يقدم كل شيء.. المهم أن يساعد وأن يدعم، لأنه في كل الأحوال لن يستطيع القيام بكل شيء، وعلى تلك الأندية نفسها أن تبحث عن آليات تعينها على الخروج من وضعها الحالي، ومن حقنا أن نسألها اليوم، وبعد غياب موسم: ماذا فعلت طوال الموسم، وهل ساعدها الانسحاب في توفير مبالغ كانوا ينفقونها في المسابقة وكم بلغت، وهل أنجزت في مناحي أخرى، بعدما استراحت من هم الكرة، وعلى أي صعيد تقدمت.. أم أن الانسحاب كان عاماً، والكرة هي «القشة» التي تقصم الظهر.
كلمة أخيرة:
احذر أن يعتاد من تركتهم.. غيابك
(المصدر: الاتحاد 2016-05-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews