أسطول الحرية الجديد وتمني النفس بالأكثر جرأة
فيما تجري الترتيبات حاليا لتجهيز أسطول الحرية الجديد الذي بدأ التحالف المنظم له في اختيار أسماء السفن التي ستنطلق قريبا لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، حيث تم تحديد (أمل ) و(الزيتونة) كأسماء لأول سفينتين في الأسطول الجديد ، فتتسع دائرة الأمل لدى المحاصرين في غزة بأن يحمل الأسطول المقبل بصيص أمل في خطوات عملية أكبر تتخذها الدول المشاركة في الأسطول والعالم أجمع من أجل حل جذري لقضية حصارهم الذي طال .
ورغم رمزية أساطيل الحرية المختلفة منذ بدء انطلاقتها في عام 2010 من موانئ مختلفة في العديد من أنحاء العالم، حيث وصل عدد الدول المشاركة في الأسطول الأول إلى إحدى وأربعين دولة، ورغم تناقص العدد في الاسطولين الثاني والثالث، الا ان الخطوة نفسها تعتبر تعبيراً قويا لرفض العجرفة الاسرائيلية واللاإنسانية التي هي أقل ما يوصف به حصار غزة .
كما أن استمرار إعداد وتجهيز أساطيل الحرية دون استسلام للصلف الذي واجهت به إسرائيل الأسطول الأول قبل ست سنوات بما اسمته إسرائيل حينها عملية (رياح السماء) التي راح ضحيتها تسعة مشاركين نتيجة هجومها على سفينة (مافي مرمرة) التركية إحدى سفن الأسطول الستة ، مستخدمة في ذلك الرصاص الحي ، فإن ذلك الاستمرار يعتبر اصراراً دوليا حراً على مناصرة الحق ، فضلا عن أنه تأكيد على أن الرصاص الإسرائيلي ينبغي أن لا يشكل سداً منيعاً أمام نصرة المجوعين قسراً وعنفاً.
ورغم نجاح الدبلوماسية الاسرائيلية – وللألسف – في منع تحقيق (أممي) بشأن ما ارتكبته من مجزرة تجاه نشطاء العالم المشاركين في أسطول الحرية الأول الذين وصل عددهم إلى أكثر من ستمائة شخص بينهم إعلاميون ومشاهير من مختلف أنحاء العالم، واكتفائها بالاعتذار الرسمي ووعدها بتعويض اهالي الضحايا ماديا ومعنوياً، الا ان مجرد اعتذارها على العلن يعتبر بمقاييس (إضعف الإيمان) انتصاراً للرأي العام العالمي الذي خذلته الامم المتحدة في القيام بدورها تجاه ذلك الحدث والمجزرة الشنيعة والذي يعتبر خذلانا منسجماً مع تقاعسها تجاه حصار غزة الأكثر شناعة أيضاً.
وكيفما كان السيناريو مؤلماً، لكن يظل العالم ينضح بمن فيه من الشرفاء في مواقع جغرافية مختلفة مقبلين بلاتردد للمشاركة في أسطول الحرية الجديد ليركبوا سفينتي (الأمل ) و(الزيتونة) وما سيتبعهما من سفن أخرى نأمل أن تنطلق من موانيء عديدة بالعالم الحر نصراً للانسانية، ورفضا لسياسة التجويع والحرمان التي تتبعها اسرائيل تجاه الفلسطينيين في غزة وغيرها ، آملين أن تحمل تلك السفن المزيد من متطلبات الحياة الضرورية في المدن والقرى المحاصرة، فضلا عن حملها للأسمنت الذي عجزت حتى الأمم المتحدة عن ادخاله للقطاع، واضطرت دون خجل على الاعتذار والتوقف عن عمليات الاعمار التي كانت تقوم بها في إعادة بناء آلاف المباني التي هدمتها اسرائيل بقطاع غزة.
والأهم من كل ذلك هو التمني بأن ينتقل فعل أساطيل الحرية من الرمزية المتمثلة في المشاركة الوجدانية والانسانية التي يقوم بها المشاركون في تلك الأساطيل، الى حالة من الفعل العملي الملموس عبر تحرك أقوى من جانب كافة الدول الداعمة لتلك الأساطيل جنبا الى جنب (الحلم ) بتحرك الأمم المتحدة بجرأة غير معهودة فيها لوضع حد للممارسات اللاإنسانية التي تتخذها إسرائيل تجاه بني البشر في قطاع غزة المحاصر وفي غيره من الأراضي الفلسطينية المحتلة فكفى تجويعا وكفى تخاذلاً وانصرافية .
(المصدر: الوطن العمانية 2016-05-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews