الأتراك وهوس الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية
جي بي سي نيوز:- رغم ارتفاع ضرائب السلع الإلكترونية بها، جاءتتركيا في المركز الأول بين أربعين دولة في العالم من حيث استخدام الهواتف الذكية، والخامس في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، حسب دراسة أعدها المركز الأميركي للأبحاث (بو).
ولم تفاجئ هذه النتيجة الأتراك الذين استطلعتالجزيرة نت آراءهم، بل عدّوها طبيعية في مجتمع مهووس بالمظاهر والتباهي بنشر كل صغيرة وكبيرة على النت.
وحسب الدراسة، فإن نسبة استخدام الهواتف الذكية بتركيا عام 2013 كانت في حدود 17%، لتصبح 59% عام 2015، في حين تبلغ هذه النسبة في فرنسا 49%، وفي اليابان 39%.
كما أشارت الدراسة إلى أن قيمة الواردات التركية من الهواتف المحمولة وصلت بين عامي 2000 و2015 إلى أكثر من 23.3 مليار دولار، أما نسبة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بتركيا فقد بلغت 87%.
ضرورة ومبالغة:
الاتجاه لاستعمال الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي بات ضروريا للجميع دون استثناء، حسب رأي العامل في مجال الدعاية والإعلانات صهيب كارامان؛ فبخلاف الوسائل التقليدية باتت الوسائل الجديدة مصدرا مهما لإشباع نهم الأتراك لأخبار مواضيعهم المفضلة والتفاعل معها بشكل مباشر وسريع. وبالنسبة إليه، فإن طبيعة عمله تحتم عليه التعامل بهذه التكنولوجيا، فهي تخوله -كما قال- "التواجد في أماكن تمنعه ظروفه المادية من زيارتها في الواقع".
بدورها، قالت الخمسينية ميرال أكدال إن الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي باتت مفيدة لتمضية الوقت ومتابعة الأخبار والاطمئنان على الأبناء بشكل سريع، وكسر عادات اجتماعية؛ "فبعد أن كان الناس يزورون بعضهم خلال المناسبات والأعياد باتوا يكتفون بتبادل التهاني عبر الإنترنت".
"أحب الأتراك الشبكات الاجتماعية لرخص تكلفتها، لكنهم بالغوا في استعمالها على ما يبدو"، هكذا علق علي سغلام -صاحب شركة لإدارة محتوى الشبكات الاجتماعية- للجزيرة نت عن الموضوع، وتابع "لقد باتوا مهووسين بالتنافس في نشر صور أكلهم وشربهم وثيابهم ونزهاتهم وجديد أخبار حياتهم الخاصة والعملية". ويأتي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك -وفق سغلام- في المرتبة الثانية بين المواقع الإلكترونية الأكثر زيارة بتركيا.
هوس الشراء:
بدورها، أكدت هوليا ألتين -المسؤولة بأحد محلات بيع الهواتف المحمولة- أنه "لا شيء يقف في وجه هوس الأتراك بالهواتف الذكية"، خاصة فئة الشباب التي قالت إنها تشكل 70% من الزبائن، "فالمنافسة حادة بينها في ما يتعلق بشكل وخصائص الهاتف".
ولفتت للجزيرة نت إلى أن قيمة ضريبة الاستهلاك للهاتف المحمول تبلغ 25%، في حين ضريبة القيمة المضافة هي 18%، "أما عند وجود نظام الإذاعة في الهاتف فهناك ضريبة بنسبة 6% تدفع لصالح مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحكومية التركية"، وكل هذا كما أضافت يجعل سعر الهاتف أغلى.
سلبيات:
ورأت الطالبة هازال أولوسوي نتائج دراسة مركز "بو" مدعاة للتأسف على ما وصل إليه المجتمع التركي الذي اختصرت وضعه بتعبير "قل لي ما نوع هاتفك أقل لك من أنت". وقالت للجزيرة نت إن الأتراك باتوا يقبلون العيش تحت ثقل الديون والاستغناء عن احتياجات أساسية في سبيل الحصول على هاتف ذكي وحساب في الشبكات الاجتماعية للتباهي أمام الآخرين.
وسبب هذا في رأي أولوسوي، ينبع من الهوية المزدوجة للأتراك "الذين يتأرجحون بين عادات مجتمع شرقي ومحاولة تقليد حرية الغرب".
بدوره، رأى الخبير النفسي من جمعية الهلال الأخضر التركية محمد دينتش أن هذه النتائج ناقوس خطر، وقال للجزيرة نت إن الكثير من الأسر التركية باتت تستعمل شاشات الهواتف الذكية ومثيلاتها من الأجهزة "جليسا لأطفالها ومهدئ لهم".
ونادى الخبير النفسي بضرورة تقنين استعمال هذه الأجهزة داخل الأسرة لضمان تواصل حقيقي بين أفرادها وتفادي الأمراض النفسية والجسدية التي يسببها الاستعمال المفرط لهذه الوسائل.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews