أغنياء الكرة .. راحت عليهم !
«حسن توزيع الثروة أهم من الغنى».. ربما يكون ذلك هو الدرس الأكبر لفوز ليستر سيتى بالدورى الإنجليزي، وهو من الفرق التى لم تتكلف ربع ما تكلفته أندية القمة الانجليزية كل على حدة، وحسبما أفاد الخبير الكروى خالد بيومي، فإن ليستر سيتى ينتظر عائدات مالية من وراء فوزه تقدر بنحو 400 مليون استرلينى فى الوقت الذى لم يصرف فيه على فريقه سوى 137 مليونا، ومع ذلك تفوق على أندية تعدى معدل الصرف لديها هذا الموسم الـ 500 مليون استرليني.
فوز ليستر يشير من جهة أخرى إلى عظمة الدورى الإنجليزى الذى شهد على مدى تاريخه فوز 24 ناديا بقمته، وهو عدد يتجاوز عدد الاندية المشاركة فيه فى كل موسم، وإذا حاولنا تطبيق تلك الدروس على الدورى المصري، فسنجد أن دائرة القمة فيه لا تتجاوز ثلث عدد المشاركين فيه فى كل موسم، وأنه باستثناء الاهلي، فإن الثروة والغنى ليس فى كل الاحوال السبب فى التفوق، وليس أدل على ذلك من تطبيق المقارنة بين ناديى المصرى والزمالك، فالاول حجم استثماراته لا تتجاوز 30 مليون جنيه مصري، فى حين الزمالك تجاوزت استثماراته 140 مليونا، وكلاهما فى المربع الذهبى ولا يقدران على الاقتراب من مركز البطولة، فيما يلى الزمالك كل من سموحة والإسماعيلى فى حجم الاستثمارات بنحو 70 مليونا، والفارق بين أى منها وأسوان الفقير الصاعد لتوه من الدرجة الثانية (20 مليونا) ليس بالفارق الذى تترجمه على أرض الواقع قيمة الـ 50 مليونا.
ومع ذلك فإن الدورى المصرى الذى تقام مبارياته دون جمهور يمثل منجما للذهب لشركاته الراعية التى يقترب مكاسبها من الـ 100 مليون جنيه، فما بالك لو تحسنت الأوضاع الأمنية وعاد الجمهور للمدرجات؟
مرة أخرى .. ليست العبرة بما يمتلكه المرء من أموال، ولكن فى حسن إدارته لهذه الأموال، وهو درس يتعدى نموذج كرة القدم إلى سائر الرياضات، بل إلى كل مناحى الحياة، لو نعتبر ونفهم ونجتهد.
(المصدر: الأهرام 2016-05-08)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews