"قوم يا ماما قوم " صرخة من قلب والدة محروق ووالد لم يستطع توديع ابنه
جي بي سي نيوز:- توفّي أمس الشاب جوني تامر فهد، 16 عاماً، إثر حادث على مركبة "ATV" كان يقودها برفقة الشاب إيلي جرجس على طريق عبيدات في جرود جبيل. وأصيب الأخير بجروح بالغة نقل على أثرها الى مستشفى سانت مارتين في جبيل حيث خضع لعمليّات جراحيّة وما يزال تحت المراقبة بحالة مستقرّة، بينما نقلت جثة تامر الى مستشفى سيدة المعونات. حادث مأسوي أودى بحياة جوني وترك رفيقه إيلي تحت العناية الفائقة، ليفتح من جديد ملف مركبات الـ"ATV" وضرورة المباشرة بامتحان رخص السوق لهذه الفئة من الآليات، وفق قانون السير رقم 243/2012، وتنظيم امتلاكها حسب أحجامها والفئات العمريّة التي ستقودها. أهل جوني مفجوعون بابنهم ومُعيلهم الوحيد وثلاث شقيقات لم يصدّقن أن جوني لن ينهض من جديد، فيما أصدقاؤه المقرّبون في حالة ذهول لأن "جوني الآدمي والحسن السلوك يعرف كيف يقود هذه الآلية جيداً ويحبّ الميكانيك ويبرع فيه".
الرواية الأوليّة
مصادر مطّلعة أبلغت "النهار" أن "الحادث حصل قرابة الساعة الثانية والنصف بعد ظهر أمس الأربعاء، في نزول عبيدات على طريق فرعي، حيث لم يستطع الشاب جوني السيطرة على الآلية، فوقعت عن شير بعلوّ 7 أمتار وسقطت على الطريق العام الموازي". وأفادت المصادر أن "الرواية الأوليّة لمن عاينوا مكان الحادث ترجّح أن عطلاً ميكانيكياً طرأ على الآلية التي تعود لجوني، فيما كان الشابان عائدين من نزهة إلى البريّة وكانوا في طريقهم من عبيدات إلى مسقط رأسهم شامات". وأضافت "هذان الشابان معروفان بأنهما خيرة الشباب وعاقلان جداً وليسا طائشين بل معروفان بحسن أخلاقهما".
رفيقاه شادي والياس
وفي حديث لـ"النهار" يقول شادي، رفيق جوني في المدرسة، "كان جوني يحبّ الصيد ويدرس ميكانيك السيارات ويحاول تركيب الموتورات وفكّها ويحبّ السيارات ويحلم بدخول المؤسسة العسكرية وذلك بهدف إعالة أهله. كان كريماً جداً ولم يؤذِ نملة في حياته، يربّي الكلاب أيضاً. ليست المرة الأولى التي يركب فيها الـ "ATV" ويعرف قيادته جيداً. سوف أشتاق لجوني لكل لحظة قضيناها معاً. ولا أتخيّل كيف ستكون الحياة من دونه إذ أعرفه منذ 4 سنوات ونقضي معظم أوقاتنا معاً. كنت أنام عنده وآكل وأشرب في بيته. والآن والدته منهارة وتناديه طوال الوقت "يا ماما قوم ليش رحت" وشقيقاته ينادينه لينهض من جديد لأنهنّ لم يصدّقن أنه ميت".
رفيقه الآخر الياس مراد، تحدّث عن سيرة جوني الذي "كان أخاً، تربّينا وكبرنا معاً. كان "آدميًّا" وهادئًا، وتصرفاته تنمّ عن طيبته وخجله ولا يتذمّر من أي شيء لا في المدرسة ولا خارجها. يقولون إنّ عطلاً طرأ على المكابح فيما كان هناك مطبّ على الطريق ما أدّى إلى ارتفاع الآلية عن الأرض ثم سقوطها بجانب عمود الكهرباء حيث خرج جوني من الآلية وارتطم رأسه بصخرة وفارق الحياة".
السند والرفيق لوالده
لجوني شقيقتان توأمان بعمر 13 ربيعاً وشقيقة صغيرة بنحو 5 سنوات، لم تستوعب أيّ منهنّ أن شقيقهن توفّى بل ينادينه ليقوم ويلعب معهنّ. أما والده السيد تامر فهد ففقد معيله وسنده ورفيقه، وبغصّة المنكسر يقول لـ"النهار": "لم أره في اليوم الأخير قبل رحيله، ذهبت إلى العمل قبل أن يستفيق من النوم. اشتهر بحبّه للصيد وتربية الحيوانات. لم يفارقه حلم الدخول إلى المؤسسة العسكرية وكان ينتظر بلوغه السنّ القانونية. يحترم الناس ولم أسمع كلمة في حقّه من أحد. خسارة كبيرة وقعت عليّ!".
فوق غصّة الأهل وحرقتهم لا يضُاف كلام عن شابٍّ حسن السلوك كبُر قبل أوانه وحلُم بإعالة أهله يوماً. لكن التوجّه يكون لكلّ من هم في سنّه من الشباب، كي يفكّروا في أهلهم قبل الصعود إلى مركبة تخبّئ في جماليّة شكلها ومتعة قيادتها أبشع النهايات. الـ "ATV" تتطلّب صيانة دائمة ورخصة سوق لو كنا في بلد مؤسّساتي تدوم فيه القوانين وتُطوّر ولا تُنسى مثل قانون السير الأخير. أما الدعوة الأخيرة فتكون لرفيقه إيلي ليعود إلى الحياة صلباً وأقوى من حوداثها وانكساراتها فيعوّض ما فات جوني تحقيقه.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews