ذبح عاصمة ثقافة المسلمين
10 سنوات فقط تفصل بين "الحفاوة" و"المجزرة". و10 أيام كانت كافية ليقتل الصمت والتواطؤ وقصف الطائرات 300 إنسان من سكان حلب.
10 سنوات مرت على حلب "كلمح بالبصر" منذ احتفالات اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، التي بدأت في 18 من مارس 2006، إلى وقوف العالم الإسلامي موقف المتفرج، في أفضل الأحوال، والمشارك، أحيانا، في ذبحها، لدرجة أن مندوب سلطة "السيسي" في الأمم المتحدة، الذي يرأس مجلس الأمن خلال مايو الجاري، صرح -من دون أن يشعر بالعار يجلله ويدين سلطته لقرون مقبلة- بأن "دولة السيسي لن تدعو إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول ما تتعرض له مدينة حلب السورية"! هكذا إذا سلطة "القاهرة" وليس "تل أبيب" هي من ترفض عقد جلسة طارئة. ويقول الكذابون أن المجزرة تستهدف "الإرهابيين". حسنا: ما الضير في أن تذهبوا إلى حربكم "المقدسة" تحت مظلة "مجلس الأمن"؟ إن رفضكم دعوته إلى جلسة طارئة يفضح وحشيتكم ودناءة عمالتكم أكثر مما تفضحها صور أشلاء أطفال حلب الممزعة، وتفضحها أدلة مطاردتكم لأطبائها حتى لا يبقى فيها من يغيث ولا من يسعف، ومن المدهش أن مقطع الفيديو الذي يصور استهداف آخر طبيب أطفال في حلب، صورته "روسيا" وبثته على قناتها، كأنها تقول: ها نحن نوثق الجريمة و"طظ" فيكم!
أفضل ما حصلت عليه "حلب" هو "هدنة هشة" أي أن دمها يراق، إلى حين، بـ"التنقيط" بدلا من "الغمر" بينما يستمر سيل الدماء من حولها، مع وعيد مؤكد بأنها ستحصل منه على حصة -وحصص- أخرى، فـ"الأسد" يقول إنه لن يتوقف قبل تحقيق الانتصار النهائي على الشعب السوري (الذي صرح من قبل بأنه يضم ملايين الإرهابيين)! وهي رسالة لم تجد من يرد عليها.
لتبقى الرسالة الأكثر وضوحا، لحلب القانية بعدما كانت شهباء، ولكل حلب غيرها، وكذا لدمشق وحماة وحمص ودير الزور... إلخ. يا مدننا العريقة العتيقة، لا تصدقوا حفاوتنا بكم، فتخلينا عنكم هو الأقرب والأطول عمرا مهما احتفينا. وإذا كنا -ربما- موجودين لا نزال، فهو وجود في خدمة "عوامل فنائنا" التي نحملها داخلنا، ونضعها بكل اعتزاز فوق رؤوسنا، وبكل حرص في عيوننا.
(المصدر: الشرق القطرية 2016-05-06)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews