كرتنا العربية.. جدية البعد والقرب المونديالي!!
على ارض الواقع والارقام والمعطيات والترشيحات الاولية المبنية على رؤية فنية لنتائج ومقومات اخيرة معززة بتصنيف الفيفا، فإن بطاقات التأهل الى مونديال موسكو - يعتقد او يروج البعض - محجوزة الى اربعة منتخبات متمرسة بالتأهل (هي اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا وايران)، البقية يمكن لها ان تتنافس على نصف المقعد المتبقي الذي يعتقد الآخرون ان العرب سيكون صراعهم محتدما لحسمه في ظل تواجد عربي كبير، تمثل في خمسة منتخبات عربية (هي العراق والسعودية وقطر والامارات وسوريا)، توزعت على مجموعتين ضمت اثني عشر فريقا يتاهل ثلثها اي حوالي 33 بالمائة بشكل مباشر الى مونديال موسكو دون محنة حسابات التعقيد التي سيتمخض عنها المقعد الخامس غير المأمون.
هذه النظرة مع كامل الاحترام على استنادها المزعوم لارقام او احصاءات او تصنيفات معينة، الا انها تعد ضيقة جدا، في الاقل بالنسبة للعبة ككرة القدم تمتاز بالديناميكة والمفاجآت والطموح والحق المشروع المبني على الاعداد الجيد والتخطيط والافادة من الدروس والارادة والتصميم ومن ثم محاولة بلوغ الهدف، فان حقيقة واقع المجموعات الاولية التي تمخضت عنها نتائج وبلوغ هذه التصفيات اثبتت ان الفارق بين الفرق المذكورة وبقية الفرق المتأهلة ليس كبيرا غير عصي كما يحاول البعض ترسيخه بالمفهوم العربي لاحباط الهمم وتحجيم الهمم وتحويل مشاركاتها الى شرفية او التنافس مبكرا على مركز خامس غير جدير..
ان المنتخبات العربية (كالسعودية والعراق وقطر والامارات وسوريا) تمتلك من مقومات التنافس واحقية الحصول على المقاعد المخصصة متاحة بشكل كبير ومتساو مع بقية الفرق التي لا اعتقد انها تتفوق علينا الا بالإعداد والتحضير الفني والبدني والاداري والمعنوي بالشكل المتقدم، وهذا ما نعانيه في اغلب البطولات السابقة، والا فان اسبقية بعض اللاعبين المحترفين التي يحوزونها كورقة رابحة، ليست هي الفيصل في حسم التأهل، فهنالك الكثير من المهارات والمواهب والطاقات العربية معززة بالامكانات المادية والدعم الحكومي والحضور الجماهيري والاعلامي المتواصل، الذي يمكن ان يعزز فرضية المنافسة المتكافئة والحصول على البطاقات المتاحة وتحويل الحلم الى واقع ممكن التحقيق.
ذلك ليس مجرد كلام او حروف صحفية تطبع على ورق للمزايدات او التهويل الاعلامي، بقدر ما هي حث وتشجيع ودعم ومطالبة بالجانب العربي بكل منتخباته، ان يعي حقيقة امر متاح لا ينبغي التعاطي معه استسلاميا، فان ما قدمه الاستراليون واليابانيون والكوريون والايرانيون خصوصا خارج اراضيهم من مستويات عادية جدا، تتطلب منا اعادة الكرة والقراءة بروح طموحة جريئة بلا تهور، تستند على قراءة المشهد فنيا وتعد العدة جيدا من الان، في تجهيز ادوات بامكانها التنافس، والتخلص من الاسماء المحترقة التي عفى عليها الزمن والافادة من جوه جديدة تتمنى الفرصة لاثبات جدارتها ومن ثم الاستثمار الامثل لخمسة اشهر طويلة وممكنة التغيير بكل شيء، من الاعداد وتأمين مباريات تجريبية بمستوى الطموح، مع منتخبات قادرة على اضافة شيء، واظهار العيوب من الان قبل دخول المنافسات ومن ثم الوقوف عليها ومعالجتها والمضي قدما باطمئنان وثقة نحو المقاعد الاربعة، فانها ليست اعجازية ولا حكرا لاحد مهما كان اسمه..
(المصدر: الأيام 2016-04-20)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews