هل تعرف ما هو أصل أكلة الكشري المصرية وما معناها؟
جي بي سي نيوز- أشهر الأكلات الشعبية المصرية هي الكشري، وتتكون من: المعكرونة، الأرز، العدس الأسود، البصل المقلي، صلصة الطماطم (البندورة) الحارة والتقلية، ويعتبر الكشري أكلة منخفضة الكلفة عالية السعرات الحرارية.
مَن منّا زار مصر، أو أقام فيها، سواءً كان مصرياً أم عربياً أم غربياً، ولم يسمع أو يرى أو يأكل “الكشري”؟ فالجميع يعرفون تلك الأكلة رخيصة الثمن والتي تعتبر من أشهر الأكلات الشعبية المصرية، والتي لا يخلو حي في “أم الدنيا” إلا وتجد محلات الكشري منتشرة فيه، يفوح “عبقها” عن بُعد نظراً لما تحتوي عليه من مكونات ذات روائح فوّاحة مثل الثوم والبصل والبهارات والصلصة، وقد اشتهرت بها مصر عن غيرها، لكنها ليست مصرية في الأصل ويرجع تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى.
والتاريخ يؤكد أن الكشري ليس طبقا مصرياً وأنهم ليسوا من اخترعوه فهم لم يعرفوه إلا عند اندلاع الحرب العالمية الأولى لدى مجيء الجنود الهنود مع القوات البريطانية التي أعلنت فرض الحماية على مصر عام 1914 وكان الكشري الهندي خليطا من الأرز والعدس أبو جبة، وكانوا يطلقون عليه (كوتشري).
ونتيجة لاختلاط المصريين بالجنود الهنود من خلال عمليات البيع والشراء عرف المصريون هذه الوجبة وبدأت في الانتشار في أحياء القاهرة التي كان يسكنها إلى جانب المصريين أقليات إيطالية أحبت الأكلة وأضافت لها المعكرونة التي يعشقها الإيطاليون وللمرة الثانية أحب المصريون تلك الإضافة إلا أنهم قرروا أن يضيفوا لهذه الوجبة شيئاً من إبداعهم فكانت الصلصة الحمراء الحارة والدقة التي تتكون من مزيج من الثوم المهروس والخل والشطة الحمراء كما أضافوا لها البصل المحمر الذي قاموا برشه على وجه طبق الكشري بالاضافة الى الحمص ومن يومها صار الكشري علامة من علامات المطبخ المصري.
ومن أول من ذكر الكشري في التاريخ المدون هو ابن بطوطة في تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ففي وصف الهند قال عنه يطبخون المنج مع الأرز ويأكلونه بالسمن ويسمونه كشري (بالكاف والشين المعجم والراء) وعليه يفطرون في كل يوم وكلمة كشري مشتقه من اللغة السنسكريتية وتعني ارز مع اشياء أخرى.
والمنج هو العدس أبوجبّة (بقشرته). لكن الأكلة تطورت، حيث أحبها الإيطاليون كثيراً، فأضافوا إليها المعكرونة، ثم جاءت بصمة المصريين فأدخلوا عليها الدُقّة والثوم والصلصة الحارّة، ومن ثم البصل المقلي والحمّص الشامي في مرحلة لاحقة، فأصبح طبق “ديناميت” بمعنى الكلمة.
الكشري المصري:
الكشري المصري الذي تعده المطاعم، أو في المنازل، عبارة عن أرز ومعكرونة وشعرية وعدس أسود كل هذه المكونات يتم سلقها كل على حدة، وهو ما يستغرق وقتا طويلا، كما يجب نقع حمص الشام قبل الطهو بـ5 ساعات، ثم يتم رصها في أطباق ويضاف عليها صلصة كثيفة وبصل محمر و«تقلية»، وهو يقدم كطبق رئيسي ولا يقدم معه شيء.
الكشري الإسكندراني:
يختلف عن الكشري المصري، فهو لا يباع في المطاعم أو عربات الكشري، فهو صنف منزلي بامتياز، ولا يستغرق وقتا طويلا مثل وقت تحضير الكشري المصري، ومكوناته الأرز والعدس الأصفر أو الأحمر (بدون قشر)، اللذان يتم سلقهما معها وبعد النضج يضاف عليهما البصل المحمر المقرمش اللذيذ، ويقدم كطبق جانبي بجانب الأسماك المشوية أو المأكولات البحرية حيث تتناغم نكهاته مع جميع المأكولات البحرية. أو يقدم للأطفال مع البطاطس المحمرة.
الكشري في بلاد الشام:
الكشري في الشام يسمى المجدّرة، ويطبخ ويقدم بطريقتين بالبرغل أو بالأرز، والطريقة الأولى وهي البرغل المخلوط بالعدس الأسود المسلوق، ويقدم حارآ أو باردآ، وخصوصآ عندما يكون الارز والعدس مهدى على زيت الزيتون بدلاً من السمن البلدي فعندها يفضل تناوله ساخنآ. من المعتاد تناول الكشري مع اللبن الرائب أو تناوله بدون ذلك.
الكشري في العراق:
الكشري في العراق يطبخ بالأرز والعدس الأصفر المجروش (بدون قشر) وهو يتشابه مع الكشري الاسكندراني، ويقدم عادة مع كبة الحامض ويعتبر مكملاً لها.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews