إيران وزيارة الملك سلمان لمصر
زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخية لمصر ، وتوقيع - حتى كتابة هذه السطور - سبع عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم ومشاريع كبرى على رأسها إعادة فكرة بناء جسر الملك سلمان الذي يربط آسيا بإفريقيا بطول 50 كيلو مترا ( سبق ورفضته إسرائيل وحسني مبارك ) هذه الزيارة التي بدأت الخميس وضمت 25 أميرا و 18 وزيراً ومستشارين ومرافقين ورجال أعمال يصل عددهم إلى 170 شخصا ، تعيد ذاكرتك إلى زيارة أحمدي نجاد ، الرئيس الإيراني السابق مع وفد إيراني ضم عشرات الساسة والإقتصاديين والتجار والمقاولين ، وشتان بين زيارة أخ لأخيه ، وغريب يريد بمصر شرا ، وبالمنطقة سوءا .
إن العلاقات التاريخية التي تربط السعودية بمصر ، والتي بدأت بأواخر عشرينيات القرن المنصرم وتحديدا في العام 1926 ما كان لها أن تنتهي لمجرد أن يطل نجاد برأسه حاملا مليارات الدولارات ، ومستعدا لدفعها للمصريين " كاش " وهو ما حصل فعلا ، حيث كان هناك هدف استراتيجي إيراني لم تتمكن إيران من تحقيقه ، رغم ضائقة مصر الإقتصادية ، ومشاكلها السياسية ، ولم تتأكد أنها ستحققه أيضا في عهد الرئيس السيسي .
ماذا عرضت إيران على مصر ، حينما قررت ابتلاعها مستغلة وضعها الإقتصادي خلال الزيارة المشؤومة تلك ؟ .
لنترك المفكر الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي يحدثنا وفق مصادره ، عن بعض ما جاء بزيارة الأيرانيين لأم الدنيا .
قال النفيسي :
لقد استعدت إيران لدفع مبلغ 30 مليار دولار كاش على الطاولة ،وإرسال 5 ملايين سائح إيراني إلى مصر سنويا ، وتشغيل ما يصل إلى 3000 مصنع متوقف بخبراء إيرانيين ،
هذه المعلومات رواها النفيسي عبر شريط فيديو موجود على النت ، حيث يفصل ذلك بقوله :
لقد جاء العرض المذكور خلال لقاء وزير خارجية إيران في حينه ، علي صالحي بمحمد مرسي ، وأن مسؤولا كبيرا في القصر الجمهوري المصري أكد هذه الواقعة .
ويضيف : لاحظت نشاطا إيرانيا غير مسبوق في مصر ، يفوق النشاط الإيراني في دول الخليج ، ذلك أن إيران تريد ابتلاع مصر وتجريدها من محيطها العربي ، وقد قال صالحي للمسؤولين المصريين : إننا مستعدون أن نضع لكم على هذه الطاولة 30 مليار دولار كاش إذا افتتحتم سفارة مصرية في طهران ، وافتتحنا سفارة إيرانية في القاهرة ، كما ونتعهد بإرسال 5 ملايين سائح إيراني إلى مصر سنويا ، وإعادة تشغيل 3000 مصنع معطل " بواسطة خبراء إيرانيين " ، عندها سأله مرسي ، حسنا ، مقابل ماذا ستفعلون ذلك ؟ فأجاب صالحي : عليكم تسليمنا كل المساجد التي بناها الفاطميون لنا لإعادة ترميمها ووضعها تحت الإدارة الأيرانية ، وأن نصدر جريدتين باللغة الفارسية في مصر ، كما وإن عليكم إرسال 20 ألف طالب مصري للدراسة في معاهدنا الدينية في قم ،
هكذا كان الثمن المراد من مصر دفعه نظير مساعدتها ماليا ، غير أن شقيقات مصر الخليجيات بادرن إلى إنقاذ الشقيقة الكبرى من كبوتها جراء بعض الأحداث التاريخية ، ولتأتي زيارة الملك سلمان والمشاريع التي أعلن عنها ، وربما التي لم يعلن عنها ايضا لأسباب مختلفة ، تتويجا لرؤية العرب والخليج عموما لبلد يعتبر حجر الرحى في ميزان قوة العرب أمام أعدائهم التاريخيين وعلى راسهم الفرس والصهاينة .
وأختم بتعليق السيد أنور قرقاش وزير الشؤون الخارجية الإماراتي على تويتر حول زيارة الملك سلمان لمصر عندما قال :
" الزيارة الناجحة لخادم الحرمين الشريفين لمصر قوبلت بالسعادة فى الخليج العربى والمنطقة، الاستثناء على ما يبدو الإخوان وإعلامهم وإيران وإعلامها"..
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews