تصريحات رئيس السلطة.. هل يُعقل؟
تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية للقناة الثانية في التلفزيون الصهيوني، من أنه يعمل على وقف هجمات السكاكين وأعمال «العنف الأخرى» ضد «إسرائيل»، والتأكيد على أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، تقوم بحملات تفتيش حقائب طلبة المدارس بحثاً عن السكاكين! حيث تم ضبط 70 سكيناً في حقائب فتية وفتيات في مدرسة واحدة، وتأكيد استعداده التام للقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإحياء جهود السلام. هذه التصريحات غير قابلة للتصديق فعلياً!
ولكن إذا أخضعنا صحتها لنصوص سابقة مؤكدة له، نرى التصريح الأخير يصب في ذات السياق، الذي دأب الرئيس على ترداده مؤخراً! معروف: أن عباس في بداية عهده، جمع السلاح من المقاومين تحت طائلة المسؤولية! وأنه اعتبر كل الأجهزة العسكرية للفصائل الفلسطينية، منظمات غير مشروعة ومخالفة للقانون الفلسطيني.
تأتي التصريحات وانتفاضة شعبنا الثالثة تعبر شهرها السابع. والعدو الصهيوني ماض في تقتيله لأبناء وبنات شعبنا، وسط ارتفاع أعداد الشهداء إلى ما يقارب 220 شهيداً وشهيدة. تأتي التصريحات والعدو ماض في استيطانه، ووسط تصريحات شبه يومية من قادته، بألا وجود لحل الدولتين! كما فتوى كبير الحاخامات في الكيان، بأن «أرض إسرائيل» هي من البحر إلى النهر، وهي فقط خلقت لليهود. أما من يتواجدون بالصدفة على «أرضنا»، فيتوجب أن يعملوا في خدمة اليهود! (أي عبيد - هذا هو قصد الحاخام بالطبع).
أيضاً، تأتي التصريحات وسط سن الكنيست لـ 36 قانوناً عنصرياً صريحاً ضد أهلنا في فلسطين 48. هذا فقط في عام 2015 وأوائل 2016. ووسط مشاريع قوانين ستقدم قريباً إلى الكنيست بجواز محاكمة الأطفال دون سن الـ 14 عاماً في الضفة الغربية، وقانون يتيح لسلطات الاحتلال إبعاد عائلات المقاومين! هذا بالطبع إضافة إلى هدم بيوتهم واعتقال أقاربهم!
بالمقارنة مع عباس، فإن الرئيس الراحل ياسر عرفات (وربما لاعتقاده بأن المفاوضات مع الكيان ستحقق للفلسطينيين دولتهم!) راهن على اتفاقيات أوسلو! ولما أيقن المرحوم عبث العدو، أنشأ كتائب الأقصى، التي قاومت بالسلاح العدو الصهيوني. واستلم قيادتها المناضل المحكوم ببضعة مؤبدات مروان البرغوثي. لطالما اتهم الكيان المرحوم عرفات بتهريب الأسلحة في طائرته الخاصة، لكل ذلك انتهى بعرفات سجيناً في المقاطعة مدة ثلاث سنوات.
للعلم فقط.. وفي دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر, وبعد خطاب عرمرمي من عباس أشاد فيه ببركة استراتيجية المفاوضات مع العدو، ومن أنه لا يطيق السلاح ولا الكفاح المسلح! قاطعه عرفات قائلاً «اللي تعب يرتاح يا أبو مازن»! المقصود القول: إن الرئيس عباس حتى لو اختار نهج المفاوضات مع العدو.. فلكل شيء حدود! فالمفاوضات بين المقاومين وعدوهم الاستعماري العادي محكومة بقوانين، فما بالك مع عدو اقتلاعي، إحلالي، عنصري وشايلوكي! عدو للفلسطينيين والعرب ولكل من هو إنساني على وجه الأرض؟
السؤال الأخير للرئيس عباس.. هل نقاتل عدونا بالورود؟ شعبنا تحت الاحتلال يدرك تماماً أساليب المقاومة ضد العدو... وهو يمارسها دون أخذ الإذن من أحد! لن تنفع أساليب تفتيش حقائب الطلبة، في الحد من اندفاعاتهم البطلة المقاومة.. المقاومة مشروعة بقرارات واضحة من الأمم المتحدة. كما أكد الرئيس، في مقابلته «أنه متمسك بالتنسيق الأمني، لأنه لو تركه، سوف ستكون هناك فوضى، على حد قوله!
(المصدر: الخليج 2016-04-05)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews