الأهلي والهلال و(القاضي) المنبوذ !
غريب ما يحدث في الساحة الرياضية الكروية السعودية. أصبح الحكم الأجنبي هو من يمنح البطولة لفريق (ما) والحكم المحلي هو من يسلبها عن هذا الفريق. ما الذي يحدث في كرتنا؟ هل هذا وضع صحي وحالة طبيعية لمنافسة شريفة؟ هل من المعقول أن تكون البطولة والحصول عليها (شبهة) عندما تكون الصافرة (وطنية)، ثم تكون حقا صافيا عندما تكون هذه الصافرة (خارجية) من بلاد بعيدة؟
تابعت في الأيام الماضية الجدل المحتدم بين الهلاليين والأهلاويين حول «دوري الشبهات» خاصة بعد أن لوح بعض الإعلاميين المحسوبين على النادي الأهلي أن الأخير قادر على التكفل بمستحقات الحكام الأجانب لنزالات الهلال المقبلة!
مفجع ما يحدث إذ أصبح الحكم المحلي خارج الحسبة بل إنه صار منبوذا، وهي نقطة سوداء تسجل على الاتحاد السعودي لكرة القدم في مرحلة كنا نظن أننا تقدمنا فيها لكنها، أي هذه المرحلة (غير المشرفة) أبدا، تكشف لنا وللمتابعين أننا نرتقي برياضتنا وكرتنا في عصر الاحتراف إلى الأسفل، ولا نستفيد مما يحدث في الدول المتقدمة كرويا رغم توافر إمكانية الاستفادة المجانية عبر شبكات الاتصال الفضائية ووسائل الإعلام، ورغم عقدنا لاتفاقيات رياضية مختلفة، لكننا لا نتقدم مع الأسف، بل، على مستوى الممارسة، نتراجع كثيرا إلى الوراء، والسبب في اعتقادي غير المتواضع، أن التطور الرياضي والكروي مرتبط بمنظومة كاملة من التطورات تشمل سائر المجالات، كما أن المجتمع هو الأساس لأي تقدم منشود، فليست المسألة مالا وفلوسا وملايين فقط، وإنما العقل والعقلية والفكر أولا، أي هي الحصان فيما المال هو العربة التي تأتي خلف الحصان بطبيعة الحال، لكن ثمة من جاء إلى رياضتنا ومنافسات كرتنا اليوم، جاء ليحشر نفسه في ما لا يفقه لمجرد أن جيبه مليان ولم ينتبه أن عقله فارغ فقلب المعادلة واضعا العربة أمام الحصان يعني (بالشقلوب) على رأي عادل إمام.
الحكم المحلي لن يمنعك أن تزور شباك المنافسين وإن أهمل لك ضربة جزاء أو أخطأ في التقدير واحتسب ضدك (بلنتي)، ستبقى الأمور في يدك، وأنت نعم أنت من يحدد البطولة إلى أين تذهب وليس الحكم. هذا ما يجب أن تعلمه إدارات الأندية وأجهزتها الفنية للاعبيها فلا توجد نزالات دون أخطاء حتى لو أدارها رئيس الفيفا نفسه.
الأسوأ عندما تتكفل بإحضار طاقم أجانب لنزالاتك خارج ملعبك ثم تتعثر في أحدها، وهو احتمال قائم في الجولات الأخيرة، فتفقد المال والبطولة معا، ولعل وضع التحكيم المحلي وما يمر به حاليا يعيدني إلى اقتراح قديم بتشكيل لجنة خبراء سعوديين وعرب ودوليين هدفها وضع برنامج لإصلاح التحكيم السعودي خلال موسم أو موسمين، وهو اقتراح مهم سبق وأن طالب به الخبير الرياضي الكروي الكبير الأمير خالد بن عبدالله، قبل نحو عقدين، وكأنه كان يستشرف مستقبل الكرة والتحكيم في بلادنا بناء على معطيات الواقع في ذلك الحين.
(المصدر: عكاظ 2016-03-31)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews