قاعات الأفراح في السعودية.. المشاجرات النسائية لا تنتهي
جي بي سي نيوز - : تسبب شجار وقع في إحدى قاعات الأفراح بمحافظة أبوعريش السعودية في إصابة سيدة بحالة إغماء، وسط صراخ الحاضرات، ما دعا لتدخل الدفاع المدني ونقل السيدة المصابة إلى المستشفى لتلقي العلاج.
هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها في المجتمع السعودي، إذ سبقتها حوادث أخرى كثيرة وقعت أثناء الأعراس وانتهت.
"هافينغتون بوست عربي" التقت السيدة أم عبيد، مشرفة إحدى القاعات بمدينة الرياض، التي روت قصصاً عن المعارك النسائية التي لا تنتهي.
تقول أم عبيد: "لو ألفت كتاباً عن المشاجرات النسائية في صالة الأفراح لنفدت الصفحات دون أن أنتهي من سرد القصص".
حرب الأغاني القبلية
وتروي أم عبيد قائلة: "في أحد الأعراس وقع شجار بين أهل العروس وأهل العريس بسبب تمسك كل منهما بتشغيل أغانٍ في مدح القبيلة التي ينتمي إليها، وتبادل الطرفان الاتهامات العنصرية بألفاظ بذيئة"، فما كان من مسؤولة "الدي جي" إلا أن حملت عدتها معلنة بذلك نهاية العرس وخروج المعازيم دون تناول وجبة العشاء.
دخول العريس القاعة
ولا يكاد يفارق مخيلتها ذلك الشجار الدامي بين أهل "المعاريس"، الذي تدخلت فيه تدخلت الشرطة لإيقاف الشجار ووصلت سيارة الإسعاف لنقل المصابين.
الشجار تحول الى مضاربة بالأيدي، بسبب رفض أهل العروس دخول العريس حتى لا يشاهد الحاضرات داخل القاعة، وسرعان ما قام الطرفان بالملاسنة والتشابك بالأيدي، حتى تحولت القاعة لحلبة عراك بين الطرفين، تدخل على إثره المسؤولون بالقاعة وقطعوا الكهرباء في محاولة لاحتواء الموقف.
وعن دور أم عبيد تجاه هذه المعارك كونها المشرفة على القاعة، توضح أنها تتدخل دائماً محاولة تهدئة الموقف واحتواءه، إلى أنها لا تنجح دائماً، خاصة حينما تكون النفوس مشتعلة، ما يجعلها تحيل الأمور للإدارة الرجالية وهم يتصرفون.
أغنية الزفة
وكثيراً ما كانت أغنية الزفة سبباً في وجوع شجار بين أهل العروسين، ففي إحدى الحالات التي وقعت بداية عام 2016، نشب شجار في قاعة السيدات عقب اعتراض والدة العريس على أغنية "الزفة" أثناء دخول العروس للقاعة واصفة الأغنية بالماجنة.
وبحسب جريدة "الوطن" السعودية، فإن الأغنية التي كان متفق عليها بين العروس والمسؤولين بالقاعة أغضبت والدة العريس، فتوجهت الى "الدي جي" وطلبت منهم إغلاقها، وهنا تدخل أخوات العروس وطالبوها بالخروج الى غرفة أخرى إن كانت لا تريد سماع الأغنية.
وهنا بدأت الوالدة في الحديث عن أنها خُدعت في العروس وظنت أنها من عائلة محافظة ولو كانت تعلم بالأمر من قبل ما رضيت أن تزوجها ابنها.
ونشب عراك وتشابك بالأيدي بين الطرفين، وانتهى العرس، وعلى الرغم من تمسك الزوجين ببعضهما إلا أن العائلتين قررتا التوجه للمحاكم للبدء بإجراءات الطلاق.
الرأي الاجتماعي
تقول المستشارة السلوكية والأسرية الهنوف الحقيل لـ"هافينغتون بوست عربي" إن افتقار النساء لمهارات الاتصال الاجتماعي، التي تتجلى في إدارة الحوار أو التفاوض بين الطرفين، هو أحد أهم الأسباب المؤدية للملاسنة والتراشق بينهن.
وأضافت: "المرأة تحتاج لأساس تربوي من خلال الأسرة في بادئ الأمر، حيث إن تنمية وتطوير الجانب اللفظي مهم جداً، وتحديداً لدى الفتيات لأنهن مربيات المستقبل، إذ نلاحظ أن تطورهن اللغوي سريع في بداية حياتهن".
وتوضح "أغلب النساء يلجأن إلى رفع مستوى الصوت، إما لعارض نفسي كونها تعاني من ضغوط أسرية أو زوجية أو لفرض سلطة أو هيبة، وتكون وسيلتها هي اقتناص مثل هذه الفرص والاقتصاص من أشخاص ليست لهم صلة بتدهور وضعها النفسي".
سبل العلاج
تؤكد الحقيل أن تعديل الفكرة الدارجة بأن العنف يجلب السلطوية والهيمنة، هي إحدى أهم الوسائل العلاجية، وتضيف: "حينما تلاحظ المرأة أنها لا تمتلك الضبط الانفاعلي، أو نوعاً من عدم إتقان مهارات التواصل الاجتماعي يتوجب عليها القراءة حول أنماط الشخصية، والسبل البديلة للتنفيس عن ثورة الغضب من التنفس الطبيعي الصحيح أو استراتيجيات الاسترخاء، بالإضافة إلى تمرين مستمر في الانسحاب لالتقاط الأنفاس عند الثورة أو الغضب حتى تستقر الدورة الدموية".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews