ارتفاع حالات الانتحار في غزة
جي بي سي نيوز - : ذكرت جريدة معاريف أن عزمي يونس – 32 سنة- من خانيونس في قطاع غزة لم يتمكن من تحمل الألم والمعاناة التي يعيشها أكثر من ذلك، وقد دفعه اليأس إلى أخذ زجاجة بنزين والتوجه إلى الساحة المركزية في المدينة، ويسكب البنزين على نفسه ويشعل النار. لقد حاول الأطباء إنقاذ حياته طيلة أربعة أيام بلا جدوى. وقد كتب على صفحته في الفيسبوك قبل أن يقوم بالانتحار: "لقد عشت حياتي، والآن أريد أن أضع حدا لها وأذهب إلى الجنة".
ويونس ليس الوحيد الذي أقدم على الانتحار يأسا من الوضع في القطاع، فقد وقعت أربع عمليات انتحار في نفس الأسبوع في القطاع، كان الموت في ثلاثة منها فوريا. لقد أقدم على الانتحار خلال شهر شباط الماضي سبعة أشخاص، إضافة إلى أكثر من ثلاثين محاولة انتحار أخرى فاشلة. لقد أقدم خمسة أشخاص على الانتحار خلال عام 2015 كله. وإضافة إلى عمليات الانتحار الواسعة حاليا، هناك الكثير من الأنباء عن عمليات القتل غير المبررة داخل الأسرة. لقد بدأت نسب الانتحار في غزة تتصاعد بسرعة، وأصبح هناك اسم لهذه الظاهرة "انتحار الشبان".وبناء على معطيات منظمة Euromedmonitor ، فإن، 55% من الجماهير في قطاع غزة تعاني من شعور بالاضطهاد الداخلي وأمراض نفسية أخرى، وأن أكثر من نصف الأولاد يتوجب عليهم إعالة أنفسهم.
وذكرت الجريدة أن اليأس وانعدام بصيص من الأمل يقود المزيد من الشبان للانتحار، وحكومة حماس في القطاع لم تنجح، بل ربما لا تحاول محاربة هذه الظاهرة. ويمكن أن نجد بين المنتحرين رجالا ونساء، وكبار السن، وشبانا، بل وأرباب أسر شعروا ،انهم غير قادرين على توفير الاحتياجات الأساسية لأبنائهم. ومن بين الأسباب للانتحار الوضع الاجتماعي والنفسي، والمشاكل النفسية، والصعوبات الاقتصادية والبطالة، والأجور المتدنية، وارتفاع الضرائب والأسعار.
وقد اعترف الناطق باسم الشرطة في القطاع أيمن البطنيجي في رده على أسئلة الصحفيين: أن هناك حقا عدة حالات انتحار في أوساط الشبان، بيد أن هذه الحالات لا تشكل ظاهرة: "هناك عدة حالات لأولاد واجهوا معاناة من ممارسات أسرهم، وفضلوا الإقدام على الانتحار، بيد أن الأمر لم يصل إلى حد الظاهرة، ونحن نحقق فيها" .
ويقول المحلل الفلسطيني طلال عوكل من غزة:"حينما يولد طفل في غزة، يبدو وكأن محكمة تعقد في المستشفى وتحكم عليه بالسجن المؤبد. إننا نشعر بأن غزة تحولت إلى سجن جوانتنامو، ونحن جميعا معتقلون فيها. الكثيرون يقارنون بين الواقع في قطاع غزة وحبل المشنقة الآخذ في الالتفاف حول رقبة السكان، وهناك من يفضلون عدم مواجهة كل هذه الصعوبات ووضع حد لحياتهم. لا يوجد أمل في غزة، ولا يوحد مال للاعتياش، هناك بطالة واسعة ، ولا توجد أية فرص لتغيير المستقبل،وكل ذلك يسهم في تغيير وجه المجتمع الفلسطيني: بحيث أصبح أكثر عنفا، وأعمال قتل بدون أن تكون هناك علاقة للانتماء التنظيمي، وعمليات انتحار أوسع.
( المصدر : جي بي سي نيوز - غزة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews