هل هناك ألعاب أولمبية بعد خمسة أشهر!
سؤالي ليس للاستفسار، لكن للتعجب مما وصلت إليه الرياضة الجزائرية من تراجع على مستوى الممارسة والنتائج والتسيير والتخطيط لدرجة صارت الألعاب الأولمبية لا حدث في الجزائر، ولا يتحدث عنها أحد، لأننا لا نعرف من سيشارك، ولماذا نشارك، وكيف سنشارك قبل بضعة أشهر عن الموعد، ولا نعرف ما هي التوقعات من مشاركة رياضيينا في أكبر محفل رياضي عالمي على الاطلاق!
الكل يعرف بأن منتخب الكرة تأهل إلى الألعاب الأولمبية بعد غياب دام أكثر من ثلاثة عقود، والكل ينتظر معرفة تركيبة المنتخب المشارك، وهل سيشارك محترفو ونجوم الفريق الأول، أم لا، لمعرفة حظوظنا في اعتلاء منصة التتويج! لكن القليل منا من يعرف بأن بعض الرياضيين ضمنوا تأهلهم بفضل مجهوداتهم، لكنهم يعانون الإهمال ويتخبطون في مشاكل عديدة للتحضير للعرس العالمي بسبب قلة الموارد والإمكانات في كثير من الاتحاديات، وانشغال الوزارة واللجنة الأولمبية بممارسة السياسة عوض الاهتمام بالشبان الممارسين للرياضة وبالنوادي والمنتخبات وتوفير المرافق والإمكانات التي تسمح لهم بالتألق وتحقيق الميداليات والألقاب!
اللجنة الأولمبية الجزائرية أعلى سلطة معنوية في الحركة الرياضية الوطنية، والمشرفة على الرياضيين المشاركين في مختلف الألعاب لم نسمع لها صوتا أو نشاطا لمرافقة الرياضيين في تحضيراتهم إلا الأسبوع الماضي بمناسبة انعقاد جمعيتها العامة العادية والتي أعلنت فيها بأن عدد الرياضيين المتأهلين لحد الآن بلغ 46 رياضيا، وبأنها خصصت مبلغ 125 مليار سنتيم لاستكمال تحضيراتهم، علما أن التحضيرات كان من المفروض أن تبدأ منذ سنوات، وتحضيرات الرياضيين في بقية بلدان العالم تشرف على نهايتها!
اللجنة الأولمبية الجزائرية انشغلت بالسياسة وممارسة التهريج وانشغلت بتكريم والي وهران وتكريم وجوه رياضية أخرى، عوض العمل على توفير الشروط اللازمة للمؤطرين والرياضيين المشاركين على قلتهم والتي لا تتطلب أموال قارون ولا شروطا كبيرة مقارنة بالدول التي تشارك بمئات الرياضيين!
اللجنة الأولمبية الجزائرية مازالت لحد الآن تشحت وتبحث عن "سبونسور" يتولى توفير الملابس الرياضية الخاصة بالبعثة الجزائرية إلى البرازيل رغم أن الأمر يتعلق بالجزائر التي كان بإمكانها الحصول على عقود تمويل وإشهار طويلة المدى مع كبرى الشركات العالمية لو التخطيط للأمر تم في حينه.
الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد تنقذ اللجنة الأولمبية من مهزلة مشاركة الوفد بدون لباس رياضي من خلال ممولها الخاص "أديداس" الذي سيوفر ما يلزم للبعثة الجزائرية أثناء أولمبياد ريو دي جانيرو، وهو الأمر الذي سيحفظ ماء وجه الرياضة الجزائرية ويجنبنا فضيحة فريدة من نوعها، ويدفعنا إلى طرح عديد التساؤلات على مسؤولي الحركة الرياضية الغارقين في سبات عميق؛ في وقت كان الآخرون يخططون ويدبرون لكل صغيرة وكبيرة منذ زمن بعيد!
اللجان الأولمبية الوطنية في كثير من بلدان العالم انتهت من كل استعداداتها وتحضيرات رياضييها ووفرت لهم كل شروط النجاح، وهي اليوم تعرف تقديراتها وتوقعاتها من المشاركة المقبلة، وراحت تخطط لألعاب طوكيو 2020 من الآن، أما اللجنة الأولمبية الجزائرية والاتحادات الرياضية المعنية فهي تأمل في حدوث معجزة بعد 5 أشهر من أحد الرياضيين لتكون بمثابة شجرة أخرى تغطي الغابة وتغطي على كل المساوئ والسلبيات التي تتخبط فيها الرياضة الجزائرية في مجالات التخطيط والتسيير وتوفير المرافق والمؤطرين لأبنائنا من الرياضيين الذين يتألمون في صمت من شدة الإهمال واللامبالاة.
الوضع صار مثيرا للاستفزاز والاشمئزاز، يقودنا إلى طرح أسئلة أخرى في العمق حول وجود مسؤولين عن الرياضة الجزائرية من عدمه! وحول جدوى وجود لجنة أولمبية في الجزائر! وجدوى التأهل إلى الأولمبياد والمشاركة فيها!
(المصدر: الشروق الرياضي 2016-03-07)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews