لا تغضبوا جماهير الهلال!
أحيانا كثيرة تكون صافرات الاستهجان، إحدى الحلول المتاحة للتقويم من أداء وسلوكيات اللاعبين، ليس في داخل الملعب وفقط، بل وأيضا في خارجه، وربما وجدت جماهير الهلال السعودي، الفرصة متاحة مع نهاية الشوط الأول في مباراة الزعيم مع باختاكور الأوزبكي، للإشارة إلى حالة من السخط، يتوجب أن يدركها لاعبي الفريق، ويسعون من خلالها الى تصحيح أوضاعهم، والايمان أن الجماهير الوفية المخلصة لشعار النادي، تتكبد المزيد من المعاناة وتقاسي أصعب اللحظات، في أهداف شاملة، ليس في حق النادي وفقط، بل وأيضا من أجل الارتقاء بمستويات اللاعبين، والعمل على تقديمهم في افضل صورة تمكنهم من الارتقاء بقدراتهم، وأيضا الحصول على أفضل العروض والصفقات.!
وإذا ما أدرك الجميع الأدوار الكبيرة التي تقوم بها جماهير الهلال على الدوام، وهي ما شاركت في وضع الفريق زعيما للكرة السعودية، فمن حقها أن تقول رأيها في اي حال من الأحوال، وتشارك في صناعة القرار داخل النادي، طالما تابعت من الفوضى في العديد من القرارات الإدارية والتعاقدات غير الدقيقة، ما يجعلها تضع يدها على قلبها، غير مطمئنة لا لوضع الفريق في فترة حالية ولا حتى لمستقبله، ويكفي الاشارة الى ما تعرض له الفريق خلال مرحلة الإدارة السابقة، وكيف هو الابتعاد الطويل عن منصات الدوري، حتى نقول إن الجماهير الهلالية لابد وأن تقول رأيها في كل التفاصيل والأحداث، وتتصدى لأي لا مبالاة وإهمال من بعض اللاعبين، وأيضًا سوء تقدير في قرارات إدارية، وعدم اكتراث.!
لا تسجل الانجازات تاريخيًا باسم أي من جماهير النادي كأفراد، مثلما تسجل وتوثق بأسماء اللاعبين وأيضًا المجالس الإدارية والرؤساء، وهو ما يعني أن الجماهير الهلالية وغيرها من الجماهير العاشقة المخلصة للشعار، لا تخرج بأي من المكتسبات الشخصية التي يخرج بها كثيرون، ودائمًا ما تكون الأقل في المكسب، مقارنة مع الأطراف الأخرى التي تكون الصورة عليها أكثر تسليطًا وقيمة، الأمر الذي يتوجب أن يبني من القناعات والأفكار، ما يتوجب أن تحترم به الجماهير عندما تقول رأيها، حتى وإن كان بصافرات الاستهجان، إذا ما كان تصفيقها الطويل، ومعاناتها الكبيرة قد أخذت جانبًا تقديريًا غير مؤثر من اللاعبين والإدارة والرؤساء.!
لم يوفق الأمير نواف بن سعد رئيس نادي الهلال في إبداء استيائه كردة فعل لصافرات الاستهجان التي واجهها اللاعبون مع نهاية الشوط الأول في المباراة الآسيوية، ولو أنه دقق في نتيجة المباراة التي انقلبت رأسًا على عقب في الشوط الثاني وحوّل خلالها الهلال خسارته بهدف إلى فوز بالأربعة، لوجد أن اللاعب الهلالي أنصت عميقًا لتلك الصافرات، وما يمكن أن يكون ما بعدها، ولم يكترث قبلها بما تابعه من تصريحات للمجلس ولا حتى للمدرب أو الرئيس.!
من حق جماهير الهلال والجماهير الأخرى أن تقول كلمتها، ليس تقليلاً في عمل الادارة أو أداء بعض اللاعبين، بقدر ما هي القناعة التي تقول، أن اللاعب الذي يستفيد في كل اتجاهاته من كل ذلك الدعم الذي تقدمه له الجماهير، من الضروري أن ينصت أكثر لصوت تلقائي شفاف، ليس له أي تفكير في مكاسب إعلامية أو مالية، أكثر من تركيزه على الزيادة من رفعة وقيمة الزعيم والهلال.!
(المصدر: الايام 2016-03-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews