يادلين : لا مبرر لضربة وقائية ضد أنفاق غزة
جي بي سي نيوز - : أجرى راديو إسرائيل الاتصال التالي مع اللواء احتياط عاموس يادلين رئيس مركز أبحاث الأمن القومي، ورئيس شعبة الاستخبارات سابقا وهو لقاء رصدته جي بي سي نيوز من غزة واليكموه مترجما ترجمة حرفية لتقفوا على اللقاء بدون تخدل منا :
س- ما هو رأيك في نظرية رئيس الحكومة فيما يتعلق بإحاطة إسرائيل بكاملها بجدار أمني؟
ج- هذه النظرية ليست جديدة، فقد قام الوزير السابق داني مريدور بتعديل نظرية الأمن الإسرائيلية، التي كانت تتحدث عن الإنذار والردع والحسم، وأضاف إليها بندا رابعا، وهو: الدفاع. وإزاء كون الضربة الاستباقية في عالمنا الحديث ليست مشروعة إلى حد كبير، فإن ذلك يتطلب العمل على تعزيز الدفاع. إسرائيل حاليا محاطة بجدار، وهذا ليس من اختراع رئيس الحكومة، فالحدود مع لبنان يحدها جدار، والجولان مع جدار، وغور الأردن مع جدار، وهناك جدار على الحدود المصرية، ولم يبق سوى أن نغلق إسرائيل تماما بإقامة جدارين، الجدار الجنوبي الشرقي ما بين البحر الميت وإيلات، وهي المنطقة التي تعتبر حدودا هادئة جدا، ويجب أن تتم دراسة بناء الجدار هناك في الأماكن الصحيحة، أما الجدار الثاني والذي يعتبر أهم جدار بالنسبة لي، فهو الجدار ما بيننا وبين الفلسطينيين، فهو مخترقة، وتتيح إمكانية القيام بعمليات إرهابية، ويجب العمل على إغلاقها إغلاقا محكما.
س- هل يتنازل رئيس الحكومة بذلك عن الهجوم، الذي يعتبر أفضل وسائل الدفاع؟
ج- ليس هذا ما قاله رئيس الحكومة، فهناك أربع أرجل لنظرية الأمن الإسرائيلية، وحينما الأرجل الثلاثة الأخرى - الدفاع، الإنذار والردع - لا توفر الأمن، وحينما تقول رجل الإنذار أن هناك احتمالا لنشوب حرب، فإن نظرية الضربة الاستباقية، أي الهجوم تصبح نظرية صحيحة. وأود التمييز هنا بين الحرب الوقائية، والتي تعتبر بمثابة هجوم على القوة التي يبنيها العدو دون أن تكون له نية لمهاجمتك،على غرار حرب 1956، وبين الضربة الاستباقية التي تعرف خلالها أن العدو في طريقه لشن الهجوم، على غرار الحرب عام 1967. وأنا أعتقد فيما يتعلق بالأنفاق في قطاع غزة، لا مبرر للقيام بضربة وقائية.
س- بيد أن سكان غلاف غزة يقولون: أن من الضروري أن يقوم الجيش بضربة وقائية؟
ج- أنا أحترم سكان غلاف غزة، فهم يتعرضون للتهديد، بيد أنهم ليسوا الوحيدين الذين يتعرضون للتهديد، فهناك تهديدات أخطر من ذلك بكثير على دولة إسرائيل، فهناك مئات آلاف الصواريخ، والتي قسم منها شديدة الدقة لدى حزب الله، ورغم ذلك لا نقوم بتوجيه ضربة وقائية، الضربة الوقائية لم تعد مشروعة اليوم في العالم، أما الضربة الاستباقية فهي ذات علاقة بنا، ويجب على إسرائيل أن تستعد لها دائما، فحينما تتوفر لدينا معلومات بأن حماس على وشك الانطلاق في عملية من الأنفاق، ستكون هناك المبررات الكافية للقيام بالضربة الاستباقية، كما أن من المشروع أن نقوم بهدم أي نفق نعرف أنه تجاوز حدودنا، تماما مثلما نرد على أي صاروخ يطلق باتجاهنا.
س- يخيل لي أنك كتبت ذلك في التقرير الإستراتيجي لمركز أبحاث الأمن القومي، والذي حددت فيه النظرة الإستراتيجية الإسرائيلية للسنة الحالية والسنة القادمة؟
ج- يسرنا أنك قرأت ذلك. وأود القول أن إسرائيل حصلت على فترة راحة بشأن التطوير النووي الإيراني، وهي القضية التي كانت تحتل رأس أجندة مخاوفنا، وهذه الفترة لمدة خمس أو عشر سنوات، حيث أن الأمر رهن بالوقت الذي يقرر فيه الإيرانيون السير قدما لتطوير قنبلتهم النووية. وأنا أعتقد أن على إسرائيل أن تستغل هذا الهامش الزمني لمسألتين:أولا: لبناء القوة التنفيذية للعمل ضد إيران إذا اضطررنا لذلك بعد خمس أو عشر أو خمس عشرة سنة. وثانيا: أن نستغل الوضع الإستراتيجي القائم حولنا، والمتمثل بالثورات في العالم العربي، والحروب في العالم العربي، وتغير المعسكرات في العالم العربي. لقد ولد بيننا وبين الدول السنية البراغماتية، مثل مصر، الأردن، السعودية ودول الخليج، تقارب مصالح أمنية إستراتيجية مثيرة جدا للاهتمام، والتي لم تكن قائمة أبدا، فنحن نرى نفس التهديدات، من ناحية إرهاب داعش، ومن الناحية الثانية الهيمنة التي تسعى إليها إيران، ولا شك أننا قادرون عبر انتهاج إستراتيجية صحيحة على خلق حلفاء هنا، مما يتيح لنا مواجهة التهديدات القائمة حولنا. ( المصدر : جي بي سي نيوز - غزة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews