تهديد وليد المعلم للسعودية وتهكم بشار الجعفري على سورة الفاتحة
من مساخر القدر أن يخرج وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي السبت ليعلن بأن أي قوات تدخل سوريا سيعتبر دخولها بمثابة عدوان .
لاحظوا : أي قوات عربية " سنية " ، باستثناء الروس والإيرانيين والعراقيين وميليشياتهم وحرسهم الثوري وباسيجهم وعصائبهم وبدرهم وحزب لاتهم .
وسبق تصريحات المعلم ، تصريحات صدرت من موسكو تحذر من استعدادات تركية للتدخل البري في شمال سوريا ، ومن ثم أعلن مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري عن استعداد الرياض لإرسال قوات لمحاربة تنظيم الدولة " داعش " في إطار التحالف الدولي ، مما ألهب الساحة الإعلامية والسياسية ، فخرج المعلم ليقول ما قال ، وخرج قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري ليتحدى السعودية أن تفعل ذلك لأن هذا الأمر هو بمثابة انتحار ، وفق زعمه .
المضحك بمرارة في تصريحات المعلم ، هو نفسه المضحك حد الألم في تصريحات الجعفري ، فالأول توعد القوات " العربية " التي ستدخل سوريا بأن تعود بالأكفان وبصناديق خشبية ، وهو وزير حارجية نظام العروبة والقومية والبعث العربي والممانعة والمقاومة ، متجاهلا أنه لولا التدخل الروسي ، لكان معلم وليد المعلم نفسه ، في محكمة الجنايات الدولية أو معلقا على جدار في أحد أحياء حمص العدية التي دمرها عن بكرة أبيها ، فلقد أنقذه الروس بعد انهيار قواته في جميع القواطع ، أما الشعور الأليم من تصريحات الجعفري ، فينبع من أن إيران ، المنهزمة في سوريا وفي العراق وفي اليمن تتنفس الصعداء الآن ، بعد طوق النجاة الغربي والشرقي على حد سواء ، والذي جعل من جرائمها في المنطقة " إنجازات " تحسب لها ، في قلب دنيء للوقائع، وتزييف خسيس للحقائق .
لا غرابة في كل ما يجري ، طالما أن بشار الجعفري هو الآخر ، ممثل النظام في الأمم المتحدة ، وفي سابقة لم تكن تخطر على بال أحد ، تهكم على سورة الفاتحة في مؤتمر صحفي عقده بجنيف بث على الهواء مباشرة ، دون أن يجد من يقول له : إخرس يا ابن ستين محترم ، وقد أعقب تهكمه هذا تهكم آخر صدر عن أحد مرافقيه عندما قال مستهترا : " صدق الله العظيم " .
إلى هنا وصل الأمر في سوريا وفي نظام سوريا ، ولا نامت أعين الجبناء .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews