يعلون : في الشرق الأوسط الكل يتجسس على الكل ومخابرات السلطة تخدمنا ( لقاء )
جي بي سي نيوز - : أجرى راديو إسرائيل الاتصال التالي مع وزير الدفاع الصهيوني موشيه يعلون ، وقد رصده مراسل جي بي سي نيوز في القدس المحتلة وتاليا ترجمته الحرفية بدون تدخل منا :
س- عملية إطلاق النار التي نفذها الفلسطينيون أمس كانت خطيرة نظرا لأن منفذها هو أحد رجال جهاز الأمن الفلسطيني، الذي أطلق النار على ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا يعملون على حاجز لعبور الجهات الفلسطينية المهمة، هل تفكر في إغلاق هذا المعبر لوقت معين؟
ج- لا شك أن العملية خطيرة، وقد طرحت للنقاش خلال اللقاء الذي جرى الليلة بين جهازنا الأمني وجهاز الأمن الفلسطيني، وقد نفى الفلسطينيون أن تكون العملية هي سياسة للجهاز، بيد أننا نطالبهم بتوضيحات وبرقابة على حملة السلاح من رجال الأمن الفلسطيني. المعبر سيظل مفتوحا، بيد أننا أغلقنا بصورة مؤقتة الدخول والخروج من قرية منفذ العملية، إضافة إلى العديد من الخطوات الأخرى، مثل الخطوات التي نتخذها ضد عائلات المخربين، ومساكنهم، وضد القرية نفسها، ونقوم بعمليات اعتقالات وغيره. إن أهم ما في موجة الإرهاب الحالية هي أننا لا نتقلى تحذيرات، فالأشخاص يتخذون قرارات بصورة فردية، وينفذون. وقد تعرض الجنود الإسرائيليون لعملية إطلاق النار من قبل منفذ العملية، وتمكنوا رغم ذلك من قتله.
س- هل يساعد جهاز الأمن الفلسطيني في إحباط العمليات ضدنا؟ لقد قال رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطيني ماجد فرج أنهم أحبطوا مائتي عملية ضد إسرائيل؟
ج- هذا صحيح، لكنهم لا يفعلون ذلك من أجلنا، بل من أجل أنفسهم، فهم يحاربون حماس والجهاد الإسلامي، ويعملون أيضا ضد المنفذين المنفردين حينما تتوفر لديهم معلومات، يقومون باعتقالات، وبصورة عامة هم يقومون بإحباط حوالي 20% من العمليات التي تجري ضدنا في الضفة الغربية في حين نقوم نحن بإحباط 80%، والنتيجة حينما تحاول منظمة كبيرة كحماس تنفيذ عملية انتحارية أو عملية إرهابية كبيرة، لا تنجح في ذلك.
س- العمليات الفردية الفلسطينية تجري منذ أربعة أشهر، ورغم ذلك لا يوجد لدينا حلول لعمليات الطعن بالسكاكين والدهس وإطلاق النار، ولا يبدو لذلك نهاية، هل يمكننا التعايش مع هذا الوضع سنوات طويلة؟
ج- نحن نعيش في حالة حرب على هذا البلاد منذ 130 سنة، لكنني أعتقد أننا سنهزم موجة الإرهاب الحالية أيضا مثلما سبق أن هزمنا موجات إرهاب أخرى سابقة، بيد أن ذلك لا يعني أن النزاع انتهى.
س- بالنسبة للأنفاق التي تقوم حماس بحفرها داخل الأراضي الإسرائيلية، حماس تهدد بأنه إذا حاولنا أن نقوم بأي هجوم، فسوف تهز الأرض تحت أقدامنا. لقد اقترح اسحق هرتسوغ زعيم المعارضة أن نقوم الآن بقصف هذه الأنفاق وتدميرها، وعدم الانتظار، ما هو رأيك؟
ج- تهديد الأنفاق معروف لنا، ولا أعتقد أن أية جهة إسرائيلية كانت تعتقد في أعقاب الحرب التي أطلقناها على قطاع غزة ، أن حماس ستتوقف عن الحفر أو عن التسلح، لذا فإننا قبل وبعد حرب الصخرة الصلبة لا زلنا نبذل جهودا كبيرة على الصعيدين الهجومي والدفاعي. وحتى اليوم لا علم لنا بأن هناك نفقا تحت منزل أحد الإسرائيليين في الجنوب.
س- لكن سكان الجنوب يلتقطون أصوات حفر بصورة دائمة؟
ج- نحن نعمل في الجنوب وأيضا في الشمال، ونفحص كل ما يقال عن سماع أصوات حفر، بيد أنه لم يثبت لدينا حتى الآن أن هناك أنفاقا تحفر في الأراضي الإسرائيلية. وأعتقد أننا إحدى الدول الأكثر تقدما في العالم على صعيد معالجة مشاكل الأنفاق، وإذا حاولت حماس مهاجمتنا بأية طريقة من الطرق، بما فيها عبر الأنفاق، فسوف نرد بصورة أشد بكثير مما فعلنا في حرب الصخرة الصلدة مثلما قال رئيس الحكومة نتنياهو، ونحن نأمل أن لا نضطر لذلك، لكننا على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي هجوم علينا.
س- بالنسبة لاقتراح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بشأن عقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية نظرا للطريق المغلق الذي آلت إليه المفاوضات، أليس من الجائز أن يساعدنا هذا المؤتمر على كسر الممر المغلق ووقف الإرهاب الممارس ضدنا؟ لقد تحدث حتى رئيس الدولة ريبلين عن ضرورة منح الفلسطينيين أفقا سياسيا؟
ج- أنا أعمل على القضية الفلسطينية منذ ثلاثين، سنة، وسياستنا تجاههم واضحة، فنحن لا نريد السيطرة عليهم، أو حكمهم، بيد أنهم لا يريدون إنهاء الصراع، لا على خطوط 1967 في قطاع غزة، حيث خرجنا من هناك، ولا في الضفة الغربية، فهم لا يريدون الاعتراف بحقنا في إقامة دولة قومية داخل أية حدود. ونحن نعمل على إبقاء الوضع الراهن، وتحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني، ومساعدتهم على حكم أنفسهم بأنفسهم، فلديهم إمكانية حكم أنفسهم بأنفسهم، ولديهم قوانين وأنظمة وأمن، وكل ذلك سيصب في رفاهة جماهيرهم، وفي نفس الوقت فنحن نعمل ضد الإرهاب، ونحن نريد أن تحيا غزة وسكانها باحترام ورفاه، ولهذا السبب نسمح بدخول عدد من الشاحنات يوميا إلى غزة يتراوح بين 750-900 شاحنة محملة بمختلف البضائع، كما أن هناك مائتي ألف مواطن في الضفة الغربية يعيشون بفضل اقتصادنا.ومخطئ من يعتقد أن عقد مؤتمر دولي سيفضي إلى إنهاء النزاع، أضف إلى ذلك أن عقد المؤتمر الدولي يجعل الفلسطينيين لا يتحملون المسؤولية، وأنا أقترح العودة إلى التاريخ، لنعرف من الذي رفض تقسيم البلاد، ومن رفض جميع أشكال التسوية. دعونا نعمل على تعزيز ما يوجد لديهم الآن، مثل الحكم الذاتي، الاستقلال السياسي، ونطور اقتصادهم، وليس أن نبحث عن عقد مؤتمرات دولية لا تقودنا إلا إلى المزيد من الشعور بالإحباط وخيبات الأمل.
س- هل فاجأتك عمليات التجسس الأميركية البريطانية على إسرائيل من قبرص؟ وهل هذه العمليات عرضت مقدرة قواتنا للخطر إبان عملها ضد العدو؟
ج- عندما قرأت النبأ لأول مرة كان الامر كمن قال :"كلب عض إنسان". في الشرق الأوسط الجميع يتجسسون على بعضهم البعض، سواء أكانوا عربا، أم روس، أم إيرانيين، أم أميركيين. بالنسبة لما قلته، فإذا اتضح أن هناك أمورا لا نعرفها فسوف نعمل على استيضاحها من الأميركيين، وحتى الآن لم نتضرر أمنيا جراء هذه العمليات، وأقترح أن نتعامل مع الأمر على هذا النحو وليس أكثر من ذلك.
( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews